كم المدة التي وضعها التحالف لمعركة الحديدة وما أثرها على السكان؟!
ينشط الدبلوماسيون الإماراتيون والسعوديون في توضيح العملية لحلفاءهم الغربيين، وتقدم الدولتان تعهدات بعملية سريعة وخاطفة للسيطرة على الميناء دون دخول وسط المدينة يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
يبدو أن العمليات العسكرية للتحالف العربي في الحديدة ستستمر حتى “تحرير الميناء والمدينة” من الحوثيين، مع فشل جهود مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث حتى (الجمعة 22يونيو/حزيران) على إحداث تقدم في خُطَّة تحييد المدينة عن القتال لصالح إدارة المنظمة الدّولية للمدينة والميناء.
وينشط الدبلوماسيون الإماراتيون والسعوديون في توضيح العملية لحلفاءهم الغربيين، وتقدم الدولتان تعهدات بعملية سريعة وخاطفة للسيطرة على الميناء دون دخول وسط المدينة لتقليل الخسائر وسط المدنيين وضمان بقاء الميناء وعمله بشكل طبيعي.
وهذه العملية الخاطفة حسب الخطط التي يعرضها سفراء الإمارات في (بريطانيا وأمريكا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا) ستأخذ من 6 إلى 9 أسابيع، حسب ما أفاد دبلوماسي خليجي مطلع على جهود الدولتين لإقناع الغرب تحدث لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويته.
وقال الدبلوماسي إن الإمارات ترجح أن تقوم مقاومة داخلية في الحديدة لطرد الحوثيين وليس دخول القوات الحكومية المسنودة من التحالف وخوض حرب شوارع مع مسلحي الجماعة الذين ينتشرون بشكل كبير.
لكنها لم تُقدِم ضمانات لاندلاع شرارة مقاومة من الداخل، وتكتفي بالتلميح على وجود موالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح-الذي قتله الحوثيون في ديسمبر/كانون الأول 2017- مستعدين للتحرك.
وأشار الدبلوماسي إلى أن هذه العملية العسكرية إذا ما دخلت في حرب شوارع مع الحوثيين فإنها قد تحول المدينة إلى أنقاض، وستستمر أشهراً طويلة إذا ضمن الحوثيون خط إمداد من المرتفعات الشمالية.
وقال سكان في مدينة “الحديدة” لـ”يمن مونيتور” إن مئات المسلحين الحوثيين تمركزوا في الأحياء المجاورة للمطار الاستراتيجي الذي تقول الحكومة إنها سيطرت عليه وينفي الحوثيون حدوث ذلك معترفين بسيطرة الأجزاء الجنوبية منه.
وقال مصدر عسكري في القوات الحكومية لـ”يمن مونيتور” مساء الخميس (21 يونيو/حزيران) إن الألغام تعوق تقدم القوات الحكومية، لافتاً إلى أن تعزيزات عسكرية ضخمة قادمة من منطقة الخوخة، لإسناد العملية.
ولفت السكان إلى أن الحوثيين انتشروا بأسلحة متوسطة وخفيفة في أحياء “الربصة” و”غليل” و”مدينة أمين علي مقبل” و”القدس”، المجاورة للمطار، كما نشروا مدفعية ودبابة وزراعة الألغام خارج وداخل المطار.
وأضاف السكان أن مصنع الألبان أغلق أبوابه وتعود ملكيته لشركة “إخوان ثابت” وقام المصنع بتصفية مخازنه ونقلها، وتتواجد مطاحن البحر الأحمر على الشارع الرئيس لطريق صنعاء إذ تنوي القوات الحكومية الوصول إليه لقطع طريق إمدادات الحوثيين، ومن شأن تضرر هذه المطاحن أن يرفع أسعار الدقيق والقمح.
وقال السكان إن حركة نزوح مستمرة من المدينة لكن معظم السكان سيضلون في منازلهم فلا مكان آخر لديهم ولا يستطيعون النزوح. ويبلغ عدد سكان المدينة وحدها الذين سيتضررون بشكل مباشر 250 ألفاً.
وقال قيادي حوثي في المدينة ل”يمن مونيتور” إن الخطط جاهزة لمواجهة التحالف واستنزافه وسط المدينة ولا يمكن السماح بتسليمها للتحالف، وسيلقون مواجهة عنيفة بكافة أنواع الأسلحة. وسخر من تهديدات التحالف بقطع خطوط الإمداد عليهم وسط المدينة؛ وقال: قطعنا خطوط إمداداتهم في التحيتا والفازة ولولا طائرات الأباتشي لانتهى وجودهم في الدريهمي بدون تعزيزات، أما نحن فلدينا البدائل.
ولفت السكان في وقت سابق لـ”يمن مونيتور” إلى أن الحوثيين قاموا ببناء حواجز ترابية وحفروا خنادق كبيرة وعملاقة استعداداً للمواجهات سواءً من الطريق الساحلي الذي يوصل إلى الميناء أو تلك المتصلة والقريبة من المطار.
وقال مسؤول محلي ل”يمن مونيتور” إن الحوثيين حفروا خنادق تحت الأرض منذ بدء التهديدات بشن حرب على وجودهم في الحديدة -قبل عامين- وأن المعركة داخل المدينة ستصبح مثل “يوم القيامة”.
ورفض القيادي الحوثي والمسؤول المحلي الكشف عن هوياتهم.
ويقول المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث في بيان نشره الخميس، إنه يجري مفاوضات مستمرة من أجل وقف العملية العسكرية في الحديدة.
لكن مندوب السعودية في الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، قال في مؤتمر صحافي الخميس، إن التحالف فتح ممرات آمنة للحوثيين للانسحاب وتسليم السلاح. وسبق أن قال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية إن على الحوثيين الانسحاب من المدينة دون أي شروط، ورفض الحوثيون مراراً الانسحاب.