اخترنا لكمتراجم وتحليلاتغير مصنف

(ذا اتلانتك كاونسل).. يحدد ثلاثة سيناريوهات لمعركة الحديدة

نشر معهد “ذا اتلانتك كاونسل” الأمريكي للدراسات والبحوث تحليلاً لـ”نبيل خوري” نائب السفير الأمريكي الأسبق في اليمن (2004-2007)، حول المعركة التي تدور في محافظة الحديدة غربي البلاد، مقدماً ثلاثة سيناريوهات محتملة. يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
نشر معهد “ذا اتلانتك كاونسل” الأمريكي للدراسات والبحوث تحليلاً لـ”نبيل خوري” نائب السفير الأمريكي الأسبق في اليمن (2004-2007)، حول المعركة التي تدور في محافظة الحديدة غربي البلاد، مقدماً ثلاثة سيناريوهات محتملة.
وقال الكاتب إن هناك ثلاث نتائج محتملة للمعركة في الحديدة. الأولى: نجاح التحالف الذي تقوده السعودية في الإطاحة بالحوثيين وطردهم من المطار والميناء والمدينة. ثانياً: نجاح الحوثيين في إحباط هجوم بري، لكنها ستبقى تحت حصار القوات من الجنوب والشرق. والسيناريو الثالث: أن يقبل الطرفان حلاً ترعاه الأمم المتحدة بحيث تضع المطار والميناء تحت حماية قوة دولية من أجل الحفاظ على تدفق المساعدات الإنسانية.
وخلال الخيارات الثلاثة تستمر الحرب الطاحنة في البلاد على الرغم من أن الخيار الأخير لن يوفر الإغاثة للسكان المدنيين في الحديدة فحسب، بل سيكون بمثابة نقطة انطلاق محتملة لاتفاق سلام أوسع في البلد الذي مزقته الحرب.
ولفت الكاتب إلى أنّ التوازن الاستراتيجي في اليمن لم يتغير كثيراً منذ أن تم طرد الحوثيين من عدن ومعظم الجنوب خلال السنة الأولى من الحرب. ولم يكن التغيير الذي حدث منذ مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح على يد الحوثيين له أهمية كبيرة.
وأضاف: يمكن لتحرير الحديدة أن يحدث فارقاً استراتيجياً، لكنه لن ينهي بالضرورة الحرب. لافتاً بالقول: لا يزال التوصل إلى اتفاق سلام، رغم أنه لا يزال يشكل اقتراحًا صعبًا، أمرًا ممكنًا في الواقع لإنهاء هذه الحرب اللاإنسانية.
وأشار إلى الحرب الحدودية التي يشنها الحوثيون على المملكة بالقول إنها تهدف إلى: “تحقيق أهداف تكتيكية وليس استراتيجية. لا يمكن للحوثيين أن يأملوا في الاحتفاظ بأجزاء مهمة من الجنوب السعودي، كما أن هذا لم يكن هدفاً بعيد المدى لهم. إن ممارسة الضغط على السعوديين لوقف قصفهم الجوي وسحب مدفعيتهم من الحدود كانت أهدافاً تكتيكية قابلة للتطبيق استخدمها الحوثيون لأول مرة في جولة القتال التي دارت بين عامي 2009-2010 والحكومة المركزية، عندما تدخل سلاح الجو السعودي إلى جانب صالح. ثم اجتاز مقاتلو الحوثي الحدود واستولوا على البلدات المجاورة. كما أسروا مائة من الجنود وحرس الحدود السعوديين معهم. ونتيجة لذلك كان وقف القصف السعودي، وعودة الجنود السعوديين.
وأوضح الكاتب أيضاً: أن “العكس هو الصحيح أيضا. لا تملك المملكة العربية السعودية قوة برية يمكن أن تستخدمها لدخول منطقة صعدة – معقل الحوثيين الرئيس – مع أصدقائها الأقوياء في المنطقة (مصر والمغرب والأردن) بعد أن رفض أصدقاءها توفير القوات لمثل هذا الغرض”.
وتابع الكاتب: “لم يكن الاستيلاء على الأراضي اليمنية هدفاً للسعوديين، على الأقل منذ اتفاقية الحدود الأخيرة مع صنعاء الذي أوقف النزاع الحدودي القديم بين البلدين في عام 2000. وكان الهدف السعودي الأصلي عندما بدأت حرب 2015 ، بناء تحالف يتمكن من توفير قوة برية لازمة لهزيمة الحوثيين لكن تلك الدول لم تكن على استعداد من أجل ذلك. دافع الحوثيون بعناد عن تضاريسهم الجبلية لمدة ست سنوات ضد قوة حكومية مركزية مدربة ومجهزة بشكل أفضل. الدعم السعودي لحكومة صالح وتدخلها الجوي خلال العام الأخير من تلك الحرب، لم يحدث أي فارق استراتيجي في ميزان القوى داخل اليمن.
وقال نبيل خوري: “لم يكن الحوثيون أبداً أقوياء بما يكفي للسيطرة على كل اليمن. لقد ارتكبوا خطأً استراتيجياً بالذهاب إلى صنعاء والإطاحة بالرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي في عام 2014. كان من الأفضل (وربما كان متوقعاً) أن يمارسوا الضغط على صنعاء لتحقيق مكاسب سياسية بدلاً من الاستيلاء على العاصمة والإعداد لحكومة بديلة. لقد ارتكبوا خطأ أكبر من خلال دفع هجومهم جنوبا ومحاولة الاستيلاء على عدن، عاصمة الجنوب وموطن حركة معادية بشدة ضد الشمال تسمى الحراك. من خلال التحرك نحو الموانئ القريبة من الممر المائي الاستراتيجي لباب المندب، كانت تدق أجراس الخطر في الرياض وحتماً في واشنطن، وكان التدخل الإقليمي والدولي الذي تلاه حتميًا”.
وحول المعارك الحالية في الحديدة يشير الكاتب إلى أن قوات الحوثيين والحكومة متساوية تقريباً من حيث العدد على الرغم من أن القوة المهاجمة تملك أفضلية في المدرعات ناهيك عن الدعم البحري والجوي. يمكن لأي مساعدة أمريكية مباشرة ، سواء كانت بمعرفة الكونجرس أو خلسة، أن تحرك ترجح الكفة لصالح التحالف، – لكن يجب أن تكون المساعدة حاسمة-، أصبحت القوات البرية بشكل عام وعلى مستوى البلاد متساوية إلى حد ما مع الحوثيين الذين يتمتعون بالميزة هناك بسبب وحدة القيادة والحافز القوي.
وقال الكاتب: يمكن للتحالف الذي تقوده السعودية أن يغرق نفسه في مستنقع طويل الأمد من خلال تحقيق نصر كامل، مهما كان نوع هذا الانتصار، حتى لو نجح في كسب معركة الحديدة التي تحتوي على ثاني أكبر ميناء في اليمن ورابع أكبر مدينة مأهولة بالسكان، فسيبقى في قاع منحدر يميل تدريجياً إلى الأعلى ويمر بمنطقة جبلية وعرة للغاية ووديان كبيرة حتى يصل إلى هضبة صنعاء. وإذا ما قرر دخول قواته صنعاء فسيحتاج إلى أنّ يدمر القصف الجوي المدينة بالكامل مستهدفاً المدنيين إلى جانب العسكريين، حتى يتمكنوا من إرسال قوات إلى المدينة، وحتى ذلك الحين سيبقى الحوثيون متحصنين في مخابئهم الجبلية في الشمال.
بالمقابل -يقول الكاتب- من المؤكد أن الحوثيين يدركون أنه في الوقت الحالي يجب حفظ ماء الوجه، والحفاظ على الفائدة من المخاطرة التي حصلوا عليها. الحرب التي قادتها السعودية، سببت النزيف لاحتياطات المملكة الأجنبية حيث كانت تكلف ما متوسطه من 3 إلى 5 مليارات دولار شهريا على مدى السنوات الثلاث الماضية.
ناهيك عن الصورة المتدهورة للمملكة العربية السعودية والضغوط المتزايدة عليها من المجتمع الدولي والنقد المتصاعد حتى داخل الكونجرس الأمريكي. على هذا النحو، لا يمكن متابعة هذه الحرب بعقلانية لتحقيق نصر عسكري نهائي. الخيار الأكثر منطقية هو خفض الخسائر والانخراط في دفعة دبلوماسية شاملة – تقديم خيارات مبتكرة وحلول طويلة الأجل وتجنيد مجلس الأمن الدولي بكامله للقيام بهذا الجهد.
واختتم بالقول: لقد قيل هذا من قبل لكن الأمر يستحق التكرار: يمكن التوصل إلى حل وسط بشأن الحديدة، ويجب استخدامه كنقطة انطلاق نحو سلام شامل – يتضمن نزع سلاح جميع الميليشيات، ويغير الحكومة الحالية إلى حكومة ائتلافية حقيقية تتعامل مع جميع المظالم الإقليمية، في الشمال والجنوب، وتخطط مرة أخرى لإجراء انتخابات وطنية أخرى بعد فترة انتقالية مدتها سنتان، يتم فيها إطلاق حملات للمجتمع المدني للمساعدة في إعادة تثقيف الناخبين. وفي غضون ذلك، ينبغي توفير الأمن للوكالات الإنمائية لبدء المهمة الشاقة المتمثلة في الاهتمام بالمهمة الحقيقية المتمثلة في الإغاثة الإنسانية والتحديات الطويلة الأجل للتنمية الاقتصادية”.
 
المصدر الرئيس
Yemen: The Battle for al-Hodeida Between War and Peace

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى