“معركة الحديدة”.. الحوثيون يستعدون لـ”حرب شوارع” والإمارات تريد انسحاباً دون شروط
وقال سكان لـ”يمن مونيتور” إن جماعة الحوثي انتشرت في الأحياء وقامت ببناء حواجز ترابية كبيرة وقطعت الطرقات الواصلة إلى مطار الحديدة الدولي والطريق الساحلي.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
تبدو جماعة الحوثي أكثر استعداداً لنقل المعركة من أطراف مدينة الحديدة الساحلية، إلى وسط الأحياء السكنية في المدينة، بعد مؤشرات على فشل مساع الأمم المتحدة في إقناع الجماعة المسلحة بالانسحاب من المدينة والميناء الحيوي.
وقال سكان لـ”يمن مونيتور” إن جماعة الحوثي انتشرت في الأحياء وقامت ببناء حواجز ترابية كبيرة وقطعت الطرقات الواصلة إلى مطار الحديدة الدولي والطريق الساحلي.
وأضاف السكان أن الطريق الساحلي يحتوي على خنادق قام الحوثيون بحفرها يوم الاثنين، وسط انتشار وتكثيف لوجود الحوثيين في المدينة الذين يتزايد أعدادهم يوماً بعد آخر.
وقال سكان يعيشون قرب المطار إن طائرات أباتشي تم مشاهداتها وهي تستهدف تحصينات للجماعة في الجهة الجنوبية الغربية من المطار الحيوي. فيما شنت الطائرات الحربية عدة غارات وسط المطار.
وقال مسؤول عمل في المطار حتى الأسبوع الماضي لـ”يمن مونيتور” إنّ جماعة الحوثي زرعت مئات الألغام وسط الأراضي الشاسعة للمطار وأنها ستمثل جحيماً لتقدم أي قوات دون وجود المعدات اللازمة وسيستغرق الأمر وقتاً لنزعها.
وقال فتيني بن يحيى صياد يعيش في المدينة ل”يمن مونيتور”: حالة من الرعب وسط المدينة، نحن الآن نسمع بشكل واضح الاشتباكات والانفجارات والطائرات لا تغادر سماء المدينة.
وأضاف أنه لا يستطيع النزوح ففي المنزل ولد هو ووالده ولم يعد لهم أي ارتباط بالقرية التي ينتمي إليها. وقال: “سنظل في المنزل ونغلق الأبواب، وإذا طالت الحرب سنموت من الجوع فليس هناك ما يكفينا حتى ليومين”.
وكانت الأمم المتحدة تخوض جهوداً لإقناع الحوثيين بالانسحاب من المدينة وترك إدارتها للأمم المتحدة، لكن الجماعة رفضت حتى الآن؛ ومن شأن نجاح خُطَّة المبعوث الدولي “مارتن غريفيث” أنّ تجنب المدينة كارثة إنسانية.
وكان قيادي في جماعة الحوثي قال لـ”يمن مونيتور” أمس الأحد، إن الحوثيين أوصلوا شروطهم للمبعوث الأممي مارتن غريفيث لنقلها إلى الطرف الأخر من أجل الموافقة عليها بما يضمن انسحابهم من الحديدة.
لكن الإمارات ردت اليوم الاثنين بأن على الحوثيين الانسحاب دون أي شروط من مدينة الحديدة الساحلية بعد أنَّ تلاشت جهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة.
وأضاف أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية خلال مؤتمر صحافي في دبي: إذا أراد الحوثيون فرض شروط كان يمكنهم فعل ذلك قبل عام وليس الآن.
وأطلق التحالف الأسبوع الماضي عملية كبيرة لإخراج الحوثيين من الحديدة، مما أثار مخاوف من أزمة إنسانية جديدة في بلد على حافة المجاعة.
وقال قرقاش إن التحالف يتبع نهجا محسوبا وتدريجيا في المعركة لتقليل المخاطر على المدنيين وإنه يترك للحوثيين طريقا للفرار إلى صنعاء.
وقال قرقاش إنه يقدر عدد المقاتلين الحوثيين في الحديدة بما يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف ووصفهم بأنهم مسلحون دون زي عسكري يعمل غالبيتهم في مجموعات صغيرة ويستخدمون القناصة والألغام.
ورفض الكشف عن حجم قوات التحالف ولكنه قال إن لها التفوق العددي. وتشير المعلومات إلى أن هناك قرابة 25 ألف مقاتل، وهم قوات العمالقة والمقاومة التهامية وكتيبة يقودها “طارق صالح” نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل، وقوات إماراتية وسودانية.
لكن تقديرات يمن مونيتور” في صنعاء للقوات التي تحركت باتجاه الحديدة تتراوح بين 5000 و6000 مقاتل من محافظة صنعاء وحدها، خلال الأيام القليلة الماضية.
قال قرقاش إن التحالف خطط هجومه بما يراعي التحديات الإنسانية مشيرا إلى أن النهج المتبع منهجي وتدريجي ومحسوب للسماح للحوثيين بفعل الصواب وهو اتخاذ قرار الانسحاب غير المشروط.
وأضاف قرقاش أن أيام الحوثيين في الحديدة صارت معدودة وأنها ينبغي أن تكون أقصر ما يمكن لإنقاذ السكان.
ويتفق القادة الحوثيون على أن التحالف يدفع نفسه إلى معركة استنزاف طويلة في المدينة الساحلية ولن يتخلوا عنها بسهولة.