كتابات خاصة

اللحظة الملعونة!

إفتخار عبده

نحن أبناء اليمن نتسم دائماً بالكرم العظيم، يشهد لنا التاريخ بذلك، ومن سماتنا أيضاً الفزعة وقت الحاجة.

نحن أبناء اليمن نتسم دائماً بالكرم العظيم، يشهد لنا التاريخ بذلك، ومن سماتنا أيضاً الفزعة وقت الحاجة.

فأنت إذا ما أردت أن تُقدم على معاملة ما، لتكن بحثاً عن عمل، أما الوظائف فهي في قائمة النسيان، أو لتكن معاملة لاستلام حق من حقوقك المنهوبة، كأن تعامل على نصف المرتب أو على القسائم التي تقدم مقابل هذا النصف، فأنت وقتها بحاجة إلى لحظة من الزمن فقط، عندما تقوم بتقديم الورقة التي تحمل الطلب، لحظة لقذفها من أمام المقدَم إليه فهي، ترمى من سطح المكتب إذا لم تلتزم بالقوانين المطلوبة منك وقتئذ، كتقديم (حق ابن هادي)، والتقديم هذا ينبغي أن يكون بالشكل المطلوب منك وإن كان نصف ما ستحصل عليه، فلايهم، المهم أن تحصل ولو على نصف النصف، والتزم الصمت وقتذاك.
فإذا ما وافقت على ذلك وقدمت لهم ما يريدون أنت بحاجة إلى لحظة من الانتظار.
هكذا يقال لك (الآن لحظة وطلبك جاهز) في هذه اللحظة أنا أنصحك أن تقوم بعمل ما كي تنجز ولو مهمة من المهمات المتراكمة عليك، وتعود، لأن اللحظة عندهم لها معايير أخرى، لحظتهم تستدعي الطلوع والنزول والذهاب إلى الشخص الفلاني، والشخص ذاك له طلب ثان منك ينبغي تقديمه، وإذا ما قدمته فما عليك إلا الانتظار للحظة، وبعد هذه اللحظة التي تستمر لوقت طويل يتم إحالتك إلى شخص آخر، لتذهب إليه وعندها يلمح لك مجرد تلميح أن عليك دفع مبلغ معين، وإذا ما تذمرت أو أخبرته أنك قد قمت بالدفع إلى الشخص الفلاني والشخص الفلاني يقول لك لحظة، ويعيد النظر والقراء الفاحصة للورقة وأنت تنظر إليه وهو يعصر شفتيه ويتلوى بين السطور، ثم يطرح الورقة ويربع يديه ويقوم بإعادة النظر في وجهك الشاحب، لتقدم إليه السؤال لمَ لم يقم بالتوقيع؟
 عندها يبدأ مشوار الصياح والتعالي والإنزال من قدرك الذي كان عظيماً لدى الآخرين، (للأسف لاتوقيع تأخرت، ولديّ مشاغل أخرى) يا عزيزنا هو توقيع، توقييع، يعني (شخبطة) وليس صناعة محركات وآلات للنقل، لو تجرأت وقلت له هكذا (هو توقيع فقط) ستجني على ذاتك وربما تخسر كل شيء.. هذا إذا لم تخسر كرامتك إضافة إلى ذلك.
هذه هي اللحظة التي يعاني منها جل شعبنا.. هي الباعثة للأمل والملل.
 هذه اللحظة هي التي قدمت  بعض الناس على بعض، قدمت من ليس له حق على من له كل الحق، هي من اضطهدت الأبرياء الضعفاء وأضاعتهم، وهي من رفعت المتجبرين إلى ما يريدون.
 هي لحظة قد تقال للبعض من الناس ولا يزالون يتابعون بعدها لسنين متواصلة وقد يظفرون بمرادهم وقد لا يظفرون بشيء منه، هي من جعلت الناس تلعن الزمن وتكره اللحظات كلها، أصابتهم بكل مكروه وتركتهم  يتلون بأوراقهم في المكاتب وكأنهم  يتسولون وليسوا أصحاب حقوق.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى