إلهي..
أنا وطنٌ جائعٌ والفواكهُ نائمةٌ في سلالِكْ
ولا أشتهي غير تسبيحةٍ حرّةٍ لجلالِك
أقول الذي لا يريد الطغاة بها كي أضيء ببالِكْ 1
إلهي
وأنت على كل شيء قديرْ
مد يديك لتصنع لي وطناً لا سعيرْ
وكن لي إذا انكسر الدرب أجنحةً كي أطيرْ
لقد أخذ الحزن ضوء العيون وضاع البشيرْ
ولن تستريح البيوت إذا لم يزرها اللطيف الخبيرْ
فعد يا أبانا لنا بالسلام و
ما همنا أن تعود غنياً و لا أن تعود فقيرْ
نريد السلام و أنت السلام الكثيرْ
2
إلهي
أعد لي مصابيح دربي
لقد أوجع الليل فوق يد الورد قلبي
وأغرق جبريلُ في لجة الحرب آيات حبّي
لقد أكل المتخمون بتأويل صمتك أحلامَ شعبي
فكنْ بالهوى والهواء لطيفاً وقف يا ضياء القصيدة جنبي
إلهي إذا ابتعد الأنبياء فكن عند كل احتمال بقربي
لأنك يا ملهم العود سر الغواية ربي
3
إلهي..
أنا في غيابك شعبٌ معذّبْ
أنا طفلةٌ من بكاءٍ على خدّ أمٍّ بها الحرب تلعبْ
أنا مُتعبٌ بالّذين ينامون مثلي ولا يجدون من الحزن مَهْرَبْ
على قشّةٍ في الهواء أنا واقفٌ والطريق إليك مكهربْ
ولن تستقر البلاد التي أوجعتني على كل مذهبْ
وأنت أبٌ لأماني القلوب و أنت الصديق المقرّبْ
فكنْ يا إلهي معي حاضراً حيث أرغبْ
4
إلهي..
أنا وطنٌ جائعٌ والفواكهُ نائمةٌ في سلالِكْ
ولا أشتهي غير تسبيحةٍ حرّةٍ لجلالِك
أقول الذي لا يريد الطغاة بها كي أضيء ببالِكْ
وها قد أتيتك ياسيدي عارياً فاكسني بجمالِك
أضف سكرا لدموع اللقاء بما أتمناهُ و انشر ثياب الرؤى والمناديل فوق حبالِكْ
إذا رف جفن السلام وجف ظلام المسالِكْ
ويارب هبْ لي مع الحب أغنيتين تليق بهذا الهوى و كمالِك
5
إلهي
لقد ملَّ ساعي البريد إليك دعاء السلفْ
لقد نسي الخير أصواتنا بين ظلم ثقيفٍ وبين ظلام النجفْ
فلم يتصل بالسماء فمٌ منذ صلّى بياض اللّحى للصّلفْ
لنا يا إلهي مطالبنا منك لا من إله الخزفْ
إننا لا نحب الحياد و لا نتوقف في المنتَصَفْ
فافتح الآن سطراً جديداً وسجلْ لنا طلبات الشرفْ
إننا يا إلهي نريد بلاداًً تصفّف شَعْر الملائكة الفقراء وترفض كل ملوك التّرفْ
6
إلهي..
سأدخل قلبي وأتلو دموعي
على أهل بيتكِ والأنبياء سكوتْ
وحين أعود إلى وجعي
في المدينة أكتب للخائفين
بأنّ الكرامة أنشودةٌ لاتموتْ
سأفتح باب القصيدة
للشهداء القدامى
ليتّخذوا من عيوني بيوتْ
أنا يا إلهي لسان الذي
يتمرد مثلي على الكهنوت
فؤادي ملاذ النبي
وأوردتي الغار والعش والعنكبوت
فيارب رد السلام إلى بلدٍ طيّبٍ
هو أكبر من كل وصفٍ
وفوق جميع النعوتْ
و كنْ ياإلهي قريباً
من الأغنيات التي
لا تصفق للمستبد
ولا تتغذى على الجبروتْ
7
إلهي
بحق الدموع التي في عيون البلدْ
لا تكسِّرْ بعجز الحكومة ألعاب هذا الولدْ
بحق القلوب التي
قد ملأتَ قوارير أصحابها بالنكدْ
لا تدع حظنا
في الحياة الكريمة مرّاً ولا أسْوَداً للأبدْ
بحق البلاد عليك
انتقمْ من هواميرها لنحيل الجسدْ
وبحق الكتاب الكريم
وحق القصيدة في الرأي والمُعتَقدْ
لا تسلط على حقنا في الكلام أحدْ