هل حقاً لا تستطيع الإمارات السيطرة على القوات اليمنية في معركة الحديدة؟.. موقع أمريكي يجيب
تقرير نشره موقع “ذا انترسيبت” الأمريكي وترجمه “يمن مونيتور” يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة،
نقل موقع “ذا انترسبت” الأمريكي عن قادة عسكريين يمنيين ضمن معركة الحديدة غربي البلاد، تأكيدهم أنّ كل الأوامر يتلقونها من القادة الإماراتيين، ما يتعارض مع تصريحات إماراتية بأنها لا تتحكم بتلك القوات في حال هجمت على الميناء الساحلي.
ولفتت كاتبة التقرير إيوان كريغ وهي متخصصة بالشؤون اليمنية ومتواجدة في البلاد، إلى أن ستة من القادة العسكريين الذين التقتهم كانوا يتحدثون مع القادة الإماراتيين من الجانب الأخر من جهاز لاسلكي خاص بالعمليات. مؤكدين أنهم يتلقون أوامر إماراتية.
وتقوم الإمارات -حسب التقرير الذي ترجمه “يمن مونيتور”- بدفع رواتب هؤلاء الجنود وتقدم لهم التدريبات والمدرعات والأسلحة والذخيرة، وإلى جانب الرواتب يمتلكون مصروف يومي من الإمارات خلال العمليات.
وأوضحت الكاتبة أن التحالف من قوات ذات انتماء سلفي وقوات حكومية وأخرى تابعة لـ”طارق صالح” نجل أخ الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، تقترب من المدينة ووصلت إلى “الدريهمي”. لافتة أن الإمارات العربية المتحدة زادت من دعمها بعد مقتل صالح. ولم يبق من الموالين له إلا عددا قليلا ومنهم ابن أخيه طارق الذي فر من المناطق الخاضعة للحوثيين. وسواء كان يريد الانتقام أو بحثا عن منافع سياسية فقد انضم للقتال ضد الحوثيين وجلب معه قوات جديدة لقتال الحوثيين مع مجموعة صغيرة من قوات الحرس الجمهوري.
وقال قائد ميداني لـ”انترسيبت”: “بالطبع، نتلقى أوامرنا من الإماراتيين”. قبل أن يتكئ من خلال الباب المفتوح لشاحنته الصغيرة للاستيلاء على الراديو حتى يتمكن من طلب الدعم الجوي بينما كان رجاله متجولون نحو البركة تحيط بهم المركبات العسكرية الإماراتية الجديدة.
المقاتلون اليمنيون استطاعوا خلال الأسبوعين الماضيين، التقدم 50 ميلاً وأبطأ تحركهم آلاف الألغام التي زرعها الحوثيون المنسحبون من تلك المناطق دون مقاومة كبيرة. الآن وصلوا إلى مديرية “الدريهمي” التي لا تبعد سوى 10 أميال من هدفهم النهائي ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين منذ 2014.
لا يستطيع مقاتلو المقاومة الذين يريدون السيطرة على الحديدة القيام بذلك وحدهم. إن الوقت الذي يقضيه المقاتلون في الخطوط الأمامية يجعل من الواضح أنهم يعتمدون على القوة الجوية من التحالف الذي تقوده السعودية، بالإضافة إلى الدعم البري لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال مسؤول كبير سابق في البيت الأبيض لـ “إنترسيبت” إن العديد من المسؤولين الأمريكيين أشاروا إلى أن الإمارات قالت إنها لن تهاجم الحديدة دون دعم من الولايات المتحدة.
وقال جوست هيلترمان ، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية: “لا يمكن لهذه القوات أن تنجح ضد الحوثيين بدون الإمارات، ولا يمكن للإمارات أن تنجح ضد الحوثيين دون الحصول على دعم وضوء أخضر أمريكي”.
وحتى الآن، تبدو الولايات المتحدة غير راغبة في دعم مثل هذه الحملة، لكن التقارير الأخيرة تشير إلى أن هذا الأمر قد يتغير. وقال مسؤول أمريكي ل”وول استريت جورنال”: “هناك أناس يشعرون بالإحباط ومستعدون للقول: دعونا نعمل هذا ونحن نقلب هذه الفكرة منذ وقت طويل. وهناك حاجة لعمل شيء ليغير الديناميكية ولو ساعدنا الإماراتيين لعمل هذا بطريقة أفضل، فسيكون جيدا”.
هذه النغمة المتعجرفة تتجاهل النتائج الكارثية المحتملة لمثل هذا الهجوم. كان ميناء الحديدة رئيسياً في الحصول على الإمدادات الإنسانية وواردات الأغذية التجارية إلى البلاد على الرغم من القيود الصارمة التي فرضتها السعودية والتي شملت فرض حظر على شحنات الحاويات التي تدخل إلى موانئ الحديدة. يقدر مكتب المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن 340،000 شخص من المحتمل أن يكونوا مشردين إذا وصل القتال إلى مدينة الحديدة، مما سيؤدي إلى زيادة عدد النازحين داخليًا البالغ عددهم 3 ملايين شخص منذ بدء تدخل التحالف السعودي في اليمن في مارس 2015.
وقال عبدي محمود ، المدير القطري في منظمة ميرسي كوربس في اليمن: “أي استهداف لشريان الحياة هذا فسيكون بمثابة حكم بالإعدام على ملايين اليمنيين”. مضيفاً “أن الاحتياجات الإنسانية كبيرة بالفعل. إن تعطيل ميناء الحديدة يمكن أن يقتل أي أمل في تجنب كارثة إنسانية أكبر”.
وتعلق كريغ أن أي نجاح للقوات المدعومة من السعودية والإمارات ليس مضمونا. وبحسب تحليل للجيش الأمريكي واطلع عليه موقع “إنترسيبت” فالقوات اليمنية تعاني من تراجع الإرادة، بالإضافة لشهر رمضان الذي بدأ منتصف مايو/أيار حتى منتصف شهر يونيو/حزيرن الحالي والذي أبطأ تقدم هذه القوات. وقال مقاتلون على الخطوط الأمامية إنهم لا يريدون القتال أُثناء رمضان. وأشارت الوثائق العسكرية الأمريكية إلى النكسات الأخيرة التي تعرض لها المقاتلون اليمنيون الذين تدعمهم الإمارات عندما حاولوا التقدم باتجاه مدينة تعز والتي يسيطر الحوثيون على جزء منها.
وجاء في وثيقة اطلع عليها الموقع الأمريكي: “أشار الحرس الرئاسي الإماراتي إلى أن العمليات شرق المخا لم تسر حسب الخطة وتكبدوا خسائر فادحة في الأرواح”. كما تشير الوثيقة إلى هجوم أخر قامت به قوات النخبة الإماراتية. وتعرض الإماراتيون وعانوا من “مشكلة استخدام الأسلحة وتعطل عملها” ووصفوا المعركة لاحقا بانها “جهنمية”.
ورغم تعهد الإمارات بعدم التقدم نحو الحديدة بدون موافقة أمريكية إلا أنها زعمت عدم قدرتها السيطرة على أفعال الجماعات الوكيلة عنهم بشكل زاد من مخاطر تقدم القوات المعادية للحوثيين نحو المدينة بدون الحصول على تفويض.
وقال الموقع الأمريكي إنَّ هذا يتناقض مع المشهد على خطوط القتال والذي أكد فيه المقاتلون أنهم لا يتحركون إلا بأوامر إماراتية. وأخبر الجنود “إنترسيبت” أن رواتبهم مدفوعة من قبل الإمارات ، مع مبالغ نقدية يومية إضافية لبعض مقاتلي المقاومة التي تصلهم في أكياس إلى خط المواجهة. أقر أكثر من ستة من قادة اللواء الميدانين بتلقي أوامرهم من الإمارات العربية المتحدة ، بما في ذلك من كبار الضباط الإماراتيين المتمركزين على ساحل البحر الأحمر. وقال هلترمان إنَّ قوة التسلسل القيادي مهمة لأن فكرة عدم سيطرة القوات الأمريكية والإماراتية على المقاتلين قد تسمح لهم بالإنكار حالة وقوع هجوم.
ولفت التقرير إلى أنّ هجوم عسكري على يرتكز على نجاح المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن ، مارتن غريفيث ، الذي وصل إلى العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون يوم 2 يونيو في زيارة تستغرق أربعة أيام. يقوم غريفيث بمحاولة حاسمة للتوصل إلى حل دبلوماسي لتفادي المعركة التي تلوح في الأفق من خلال التوصل إلى اتفاق مع الحوثيين لسحب قواتهم وقبولهم لمقترح لوضع الميناء تحت إشراف الأمم المتحدة أو إدارة دولية.
وقال إن سكان الحديدة شاهدوا تعزيزات عسكرية ثقيلة قام بها الحوثيون، مع وجود القوات على مشارف المدينة وقد سمعت أصوات نيران المدفعية من القتال القريب من وسط المدينة. الاتفاق بين الجانبين سيفتح الطريق أمام مزيد من المفاوضات السياسية، في حين أن الفشل قد يؤدي إلى صراع طويل ومدمر للسيطرة على الحديدة. ولكن لكي تنجح هذه الجهود السياسية، يجب على الطرفين أن يقتنعا بأن هذه حرب لا يمكن الفوز بها عسكريا، كما أشار هيلترمان. بعد ساعات من مغادرة غريفيث لليمن ، أطلق الحوثيون صاروخًا باليستيًا على المملكة العربية السعودية المجاورة.
ولفت الموقع إلى وجود خطة سلام منفصلة تابعة للأمم المتحدة، لم يتم الكشف عنها بعد، حسبما ورد تتضمن دعوة إلى الحوثيين للتخلي عن صواريخهم الباليستية مقابل إنهاء الهجمات الجوية، فضلاً عن اقتراح تشكيل حكومة انتقالية بعد وقف إطلاق النار. من المقرر أن يقدم جريفيث مقترح اليمن بحلول منتصف يونيو.
“الحديدة ليست بيدقاً سياسياً يتم تداولها والمساومة عليها إنها شريان الحياة الذي يعتمد عليه ملايين اليمنيين العاديين من أجل البقاء” ، قال مدير ميرسي كوربس، مضيفاً: “لا يمكن إطعام الناس إذا توقفت شحنات المساعدات”.
المصدر الرئيس
UAE SAYS IT CAN’T CONTROL YEMENI FORCES — EVEN AS IT HANDS THEM BAGS OF CASH