اخترنا لكمتراجم وتحليلاتغير مصنف

(دير شبيغل الألمانية).. معركة الحديدة اقتتال حول “عين الإبرة” في اليمن

ووصفت المجلة معركة الحديدة بأنها تشبه الاقتتال حول “عين الإبرة” المنفذ الوحيد الذي يوصل المساعدات الإنسانية إلى البلاد.

يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
قالت مجلة دير شبيغل الألمانية، يوم الأربعاء، إن معركة الحديدة ستؤدي إلى تهجير مئتي ألف يمني، كما ستغلق الميناء الرئيسي في البلاد، ما يجعل تزويد ملايين المحتاجين في بلد تجرفها الحرب الأهلية أكثر صعوبة.
ولفت التقرير، الذي نقله “يمن مونيتور” إلى العربية، إلى أن الحديدة عنق الزجاجة التي توصل المساعدات الإنسانية إلى حوالي 80% من السكان، لكن الحرب تهدد بقطع خط الإمداد هذا.
ووصفت المجلة معركة الحديدة بأنها تشبه الاقتتال حول “عين الإبرة” المنفذ الوحيد الذي يوصل المساعدات الإنسانية إلى البلاد.
وقال التقرير، إنه وعلى الرغم من تعهد التحالف العربي بالحفاظ على المدنيين والبنية التحتية للمدينة إلى أن زعيم الحوثيين توعد بالدفاع عن الميناء مهما كان الثمن ومستعد للقتال وسط المدينة.
ويسيطر الحوثيون على ميناء الحديدة منذ أربع سنوات، عندما انقلبوا على الحكومة المعترف بها دولياً ويحصلون على 30 مليون دولار أمريكي شهرياً كعائدات من الميناء الحيوي؛ حسب ما أشارت المجلة الألمانية.
وتقدمت القوات اليمنية إلى جنوب المدينة وتتمركز على بعد بضعة كيلومترات من وسط الحديدة.
ستبدأ المعركة الحقيقية للمدينة في الأيام القليلة القادمة، منذ يوم الأربعاء الماضي، وفقا لبيانات الأطباء ، قُتل ما لا يقل عن 110 أشخاص في الضواحي. وقد فرّ حوالي واحد من كل أربعة من أصل 400.000 شخص من الحديدة. تتوقع منظمات الإغاثة أن يتم طرد مئتي ألف آخرين خلال الأيام القليلة القادمة. القتال يهدد بوضع الميناء خارج الخدمة في المستقبل المنظور. بالنسبة إلى 18 مليون يمني يعتمدون على المساعدة من الخارج، فإن هذا يعني كارثة تلوح في الأفق.
 
حلفاء سابقون يقاتلون بعضهم البعض الآن
وتقول المجلة: على الرغم من إعلان التحالف العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية أنه سيفعل كل ما في وسعه لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية في الحديدة، سيدافع الحوثيون عن المدينة بأي ثمن. وقد أعلن زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، عن معارضته الشديدة للاستسلام: “أدعو أهالي الحديدة وجميع اليمنيين لمواجهة الغزاة بعزيمة”.
الميناء مهمٌ جداً للحوثيين، ولعل أقل الأسباب كونه يستقبل أسلحة من إيران. لكن السب الرئيس أنّ الحوثيين يرفعون الرسوم الجمركية والضرائب من السلع المستورة عبر الحديدة. وتشير التقديرات إلى أنهم يكسبون حوالي 30 مليون دولار في الشهر.
ولفتت المجلة إلى أن ضمن هذه القوات التي أصبحت قريبة من الحديدة، قوات قاتلت إلى جانب الحوثيين حتى قبل نصف سنة. وهم تحت قيادة طارق صالح – ابن شقيق الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي حكم البلاد من عام 1978 إلى عام 2012. بعد سقوطه، تحالفت عائلة صالح مع الحوثيين، لكن هذا التحالف انهار نهاية العام الماضي، حيث قَتل الحوثيون في أوائل ديسمبر 2017الرئيس السابق صالح. ويتلقى طارق صالح الدعم من الإمارات إلى جانب مقاتلين آخرين من عِدة وحدات وألوية عسكرية.
 
الإمارات تريد السيطرة على الساحل
ما تريده الإمارات عدا دعم التحالف هو السيطرة على الشريط الساحلي لليمن، الذي يربط بحر العرب بالبحر الأحمر، وهو طريق هام جداً يحتاج إلى تأمين عبر خليج عدن وباب المندب، لأن هذا الطريق يوصل البضائع والنفط إلى أوروبا. الأسبوع الماضي، قصف الحوثيون سفينة حاويات تركية في البحر الأحمر بصاروخ. ولم تلحق القذيفة أضرارًا تذكر، ولكنها تؤكد الأهمية الاستراتيجية للمنطقة الساحلية.
وتشير المجلة إلى أن كل المعارضين للحوثيين ليسوا سعداء بأن عائلة صالح أصبحت في الواجهة من جديد برعاية دول أجنبية (الإمارات). وهذا الوضع ينطبق بشكل خاص مع أعضاء حزب التجمع اليمني للإصلاح، أكبر حركة معارضة لنظام صالح، حيث تعرض المئات من أعضائه للتعذيب والقتل على يد النظام والآن يصارع الإصلاح بدعم من السعودية الحوثيين. وليس لديهم مصلحة في مساعدة عائلة صالح للعودة إلى السلطة في نهاية المطاف.
واختتمت المجلة بالقول: إن معركة الحديدة تهدد بمزيد من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن، في ظل بقاء نهاية الحرب وصراع القوى في البلاد بعيدة كل البعد عن السلام.
المصدر الرئيس
Die Schlacht um Jemens Nadelöhr
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى