تقاريرغير مصنف

(تقرير خاص) جائحة النزوح في اليمن تفوق قدرات الحكومة ومنظمات الإغاثة

اليمن ساحة حرب لأكبر أزمة إنسانية في العالم يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
بعد نحو أربعة أعوامٍ من الحرب، تحولت اليمن إلى ساحة لأكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث يتواجد فيها 22.2 مليون شخصٍ بحاجة للمساعدات، بينهم أكثر من 3 ملايين نازح يعانون الخطر والمآسي.
تقول تقارير المنظمات المحلية والدولية، إن أوضاع النازحين في مناطق المواجهات، يزداد سوءً كل يوم وينذر بمأساة جديدة، في ظل عدم وجود خطة إنسانية لاستيعاب السكان النازحين الفارين من مناطق المعارك.
ووفق بيانات لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وشركائها، فإن2 مليون شخص حالياً يعيشون في ظروف صعبة بعيداً عن منازلهم ومحرومون من الاحتياجات الأساسية.
وأشارت المفوضية، إلى أن الوضع مأساوي إلى حد أن مليون نازح يمني فقدوا الأمل وحاولوا العودة إلى بيوتهم، على الرغم من أن الوضع ليس آمناً بعد.
نزوح أنصار صالح
وحول ذلك، يقول رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين نجيب السعدي، إن عملية النزوح في اليمن لا تقتصر على مناطق الاشتباكات الدائرة فقط.
وأضاف السعدي في تصريح لـ”يمن مونيتور” أن هناك عملية نزوح كبيرة تجري في مناطق خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، بسبب مضايقات مسلحي الجماعة لهم” .
ولفت إلى أن عملية النزوح نشطت بعد أحداث ديسمبر الماضي في صنعاء حيث نزح الكثير من أنصار الرئيس الراحل علي عبدالله صالح بسبب استهداف ومضايقة الحوثيين”.
وقتل صالح في 4 من ديسمبر2017 على يد شركائه الحوثيين، بعد ثلاثة أعوام من الشراكة والحرب ضد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وقوات التحالف العربي المساندة لشرعيته، وشنت سلطات الحوثيين عقب مقتلة حملة اعتقالات واسعة طالت مناصرين لصالح وحزبه.
أماكن النزوح
وحسب الاحصائيات المتوفرة فإن عدد النازحين ثلاثة مليون وأربعمائة ألف نازح يتوزعون في كثير من المناطق اليمنية أبرزها محافظة مأرب التي فيها ما يزيد على نصف مليون نازح، تليها عدن، ثم تعز، لتأتي حجة كرابع محافظة نزح إليها السكان، وفق ما ذكره المسؤول في إدارة مخيمات النازحين نجيب السعدي.
وأوضح السعدي، أن هناك نزوح داخل المحافظة كما هو الحال في تعز حيث نزح أغلب أبناء المدينة وأماكن الاشتباكات إلى الأرياف وإلى مناطق بعيدة عن الاشتباكات تقع داخل المدينة.
وأضاف” هناك نزوح بين المحافظات كما هو في مأرب التي نزح إليها نحو نصف مليون نازح، معظمهم من محافظة صنعاء وعمران وحجة “.
وتابع” عدن بعد هدوء الأوضاع الأمنية إلى حد معقول استقبلت كثير من النازحين خصوصا من الساحل الغربي ومن أنصار صالح في المحافظات الشمالية”.
أوضاع النازحين
وحول الوضع الإنساني للنازحين، قال نجيب السعدي، إن أوضاعهم مأساوية، مضيفاً” جائحة النزوح في اليمن فاقت كل القدرات على توفير احتياجات النازحين سوى من قبل الحكومة أو المنظمات الإغاثية “.
وأضاف لـ”يمن مونيتور” يوجد جهود طيبة لكثير من المنظمات وعلى رأسها مركز الملك سلمان، والهلال الأحمر الكويتي والإماراتي ثم المنظمات الدولية كآلصحة العالمية والغذاء ومنظمات الأمم المتحدة”.
وبشأن الخدمات التي تقدمها الجهات الإغاثية الدولية والعربي، أكد السعدي أن ما يقدم لا يفي بنحو 60% من احتياجات النازحين والتي غالبا تكون غير منظورة.
 وأرجع رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين السبب في ذلك، إلى ذوبان أعداد كبيرة من النازحين داخل مجتمعات مضيفة، وهذا يشكل عبئ إضافي على الخدمات في المجتمعات المضيفة” على حد تعبيره.
ورداً على سؤال “يمن مونيتور” بشأن استهدف مخيمات النازحين، أوضح “السعدي” أنه لا توجد أي علميات استهداف مباشرة للنازحين، باستثناء ما قامت به جماعه الحوثي في 2015 بمحاولة التمترس داخل مخيم المزرق في حجة وإطلاق مقذوفات نارية على الارضي السعودية أدت إلى رد من قبل الجيش السعودي على مصدر النيران وأصيب عدد من النازحين.
ولفت إلى أن الحوثيين استهدفوا مكان تجمع النازحين في مأرب أكثر من مرة، مما تسبب في سقوط قتلى وجرحى.
الحديدة مصدر نزوح جديد
ومؤخراً، شهدت قرى الشجيرة والنخيلة والطايف بمديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة غربي اليمن، موجة نزوح جديدة لمئات السكان، هربا من المواجهات، والألغام التي تزرعها جماعة الحوثي بكثافة.
وكشفت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أن عدد اليمنيين الذين نزحوا من ديارهم خلال الشهرين الأخرين جراء المعارك الدائرة في البلاد بلغ 32ألف شخص.
وحسب المفوضية، فإن منطقة الساحل الغربي لليمن، أكبر مصدر لموجات النزوح الجديد، إذ يمثل النازحون من الحديدة وتعز 71% من أولئك المشردين، مشيرة إلى أن أعمال التصعيد العسكرية في الساحل الغربي لليمن، تدفع المئات إلى الفرار من ديارهم يوميا.
وأعربت المفوضية عن القلق بشأن أوضاع المدنيين الموجودين بالقرب من الأعمال القتالية في الحديدة وتعز، اللتين تتدهور الأوضاع فيهما بشكل متسارع بما يعرض السكان للعنف والإصابة بالأمراض بدون توفر الخدمات الأساسية.
وحذر تقرير مشترك للمفوضية والمنظمة الدولية للهجرة من أن الصراع المستمر وسرعة تدهور الأوضاع في اليمن يدفعان ملايين اليمنيين النازحين أكثر فأكثر إلى الخطر والمآسي.
وقالت منظمة العفو الدولية في وقت سابق من الشهر الجاري، إن عشرات الآلاف من اليمنيين فروا من الحديدة ثاني أكثر محافظات اليمن سكانا مع زيادة حدة القتال على الجبهات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى