“لعنة الجغرافيا”.. هل يدفع سكان الحُديدة اليمنية ثمن موقعها الاستراتيجي؟
تتمركز القوات الحكومية اليمنية المدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، على بعد 20 كلم جنوب ميناء الحديدة الاستراتيجي، مهدداً السكان المحليين بحرب دامية مع الحوثيين المتمركزين وسط المدينة.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
تتمركز القوات الحكومية اليمنية المدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، على بعد 20 كلم جنوب ميناء الحديدة الاستراتيجي، مهدداً السكان المحليين بحرب دامية مع الحوثيين المتمركزين وسط المدينة.
وقال سكان في المدينة لـ”يمن مونيتور” إنّ المسلحين الحوثيين عززوا قواتهم إلى وسط المدينة الساحلية، ونصبوا منصات صواريخ ودبابات في أحياءها، ما أثار رعب السكان.
وقال مصعب علي إنه أغلق “متجره” في حي الميناء يوم الأربعاء مع احتشاد الحوثيين الذي لم يسبق أنَّ رآه منذ 2015.
وأضاف علي لـ”يمن مونيتور” أنّ الجميع على “أُهبة الاستعداد”، كان محللون ووسائل إعلام تحدثوا عن احتمال انسحابهم، لكن “الواقع يقول غير ذلك”- حسب علي.
معارك وتعزيزات
وقال مصدر عسكري لـ”يمن مونيتور” إنّ القوات الحكومية توقفت في منطقة “الطائف” بمنطقة الدريهمي منذ الاثنين الماضي، منتظرة تعزيزات عسكرية قادمة من المخا، كانت قد بدأت التحرك الأربعاء.
وأسفرت معارك متفرقة جنوب المدينة الساحلية عن مقتل 53 من المسلحين الحوثيين حسب مصادر طبية في مستشفيات الحديدة تحدثت لوكالة الأنباء الفرنسية، مقابل سبعة من القوات الحكومية.
ونقلت الوكالة عن مصادر يمنية أن القوات الحكومية تمهد لمحاصرة المدينة ومحاولة إجبار الحوثيين على تسليمها “حتى بدون قتال”.
وقالت جماعة الحوثي في وسائل الإعلام التابعة لهم إنها شنت هجوماً على الدفاعات الجوية للتحالف في الساحل الغربي بطائرات دون طيار، كما شنوا هجمات برية على مواقع القوات جنوب المدينة، و”كبدوها خسائر فادحة”.
وضع الميناء والنزوح
وظلت المدينة الساحلية بعيدة عن الحرب الأهلية، عدا غارات التحالف التي تستهدف الحوثيين، مع اتهامات بقتل مدنيين في تلك الغارات المستمرة منذ مارس/أذار2015م.
وتأجلت المعركة على الحديدة منذ البداية حيث كانت هدفاً استراتيجياً للتحالف العربي الداعم للحكومة المعترف بها دولياً، فالميناء الحيوي يمثل شريان حياة اليمن وليس المدينة الساحلية فقط. فهو مسؤول عن 80% من الواردات إلى البلاد.
ومن شأن اندلاع قِتال في المدينة أنّ يهدد بتهجير (320ألف) من سكانها، كما أن إغلاق الميناء سيتسبب بدفع 3.2 مليون يمني إلى المجاعة- حسب برنامج الغذاء العالمي.
وقال “مصعب علي” إنه سيغادر وعائلته المدينة بعد أن جمعوا أغراضهم إلى القرية التي ينتمي إليها شمال المدينة.
وأضاف: آلاف العائلات ستعود إلى مسقط رأسها.
وحول إغلاق الميناء قال مسؤول حكومي في الحديدة لـ”يمن مونيتور” إذا ما اندلعت مواجهات ودُمر الميناء الحيوي فسيتم إغلاقه والمُدة اللازمة حتى تجهيزه ستكون طويلة، مبدياً خشيته من تكرار سيناريو ميناء عدن حيث تتحكم قوات التحالف بالصادرات والواردات.
ولفت المسؤول الذي رفض عدم الكشف عن هويته، إلى أن ذلك يعني أيضاً تدمير البضائع الموجودة في الميناء، كما قد يتسبب بارتفاع الأسعار بشكل جنوني فالميناء هو المصدر الأول ل90% للواردات المتعلقة بالغذاء في اليمن.
وأشار المصدر العسكري إلى أن الحوثيين حتى بعد القتال، أو بدون قتال سينتقلون إلى المرتفعات الجبلية المجاورة للحديدة ما يجعل الميناء الحيوي تحت ضربات صواريخهم ومدافعهم، وسيحتاج التحالف وقتاً لتأمين الميناء الذي لن يكون آمناً بشكل دائم من ضربات الحوثيين.
المسؤول الحكومي يرى أن الوضع مضطرب “لا نريد الحوثيين، ولا نريد -أيضاً- تكرار نموذج عدن في الحديدة”.
من جهة أخرى يراقب المجتمع الدولي، الهجوم في الحديدة، ويدرك التحالف ذلك، وهو ما يعني أنَّ من واجبه عدم “تدمير المدينة” والتسبب بأزمة إنسانية كارثية؛ إذ أن ذلك سينعكس على الدعم الدولي المساند له.
وكانت الأمم المتحدة قالت، يوم الثلاثاء، إنها تضع خططاً لمواجهة العملية العسكرية في الحديدة، معربة عن قلقها من هذه العملية.