سكان الحديدة اليمنية يخشون شبح “الدمار والقتل والتشرد” مع اقتراب المعارك من المدينة
وبدأت العشرات من الأسر الاستعداد للنزوح، وترْك المدينة، خوفا من قذائف الحوثيين، وغارات التحالف العربي في حال انتقلت المواجهات إلى داخل الأحياء وبالقرب من المنازل. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
على بعد أمتار من مدينة الحديدة الساحلية، ذات الكثافة السكانية الكبيرة، غربي اليمن، تدور معارك طاحنة بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة الحوثي منذُ نحو 15 يوماً.
وفقاً لانطباعات السكان الذين تحدثوا إلى “يمن مونيتور”، فإن منسوب المخارف يتصاعد على وقع اقتراب المعارك، خشية اندلاع حرب شوارع بالمدينة يفقد معها المدنيون المسكن والمأوى، في واحدة من أشد المناطق فقراً باليمن رغم موقعها الاستراتيجي.
وبدأت العشرات من الأسر الاستعداد للنزوح، وترْك المدينة، خوفا من قذائف الحوثيين، وغارات التحالف العربي في حال انتقلت المواجهات إلى داخل الأحياء وبالقرب من المنازل.
ويبلغ عدد سكان المدينة قرابة 600 ألف نسمة حسب إحصاءات الأمم المتحدة، ومن الصعب إيجاد مأوى لهؤلاء جميعهم.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أفادت في تقرير لها، مارس/ آذار الماضي، أن تجدد الأعمال العدائية المكثفة غربي اليمن أجبر عشرات الآلاف من الأشخاص على الفرار من منازلهم.
وقالت إنها رصدت خلال الأسابيع الستة الأولى لتجدد المعارك، نزوح أكثر من 48 ألف شخص في الساحل الغربي لليمن، مشيرة إلى أن “معظم النازحين تمكنوا من العثور على مأوى في المدارس والمرافق الصحية، بينما يقيم البعض الآخر في مبانٍ غير مكتملة وفي العراء”.
وأعربت المفوضية عن مخاوفها من احتمال عدم تمكنها من الاستجابة إلى تداعيات تزايد أعداد النازحين في اليمن لاسيما وإنها لم تتلق حتى الآن سوى نسبة سبعة بالمئة من إجمالي الأموال المطلوبة لتغطية عملياتها الإنسانية هناك.
ويقول السكان إنهم يراقبون، اقتراب القوات الحكومية، من مدينتهم بالكثير من القلق من تأثير المعارك والمواجهات على السكان، مؤملين أن ينسحب مسحو الحوثي دون معارك عنيفة تؤدي لأضرار وضحايا.
نريد معركة خاطفة
يقول الشاب “ذو يزن الأهدل”، نحن في الحديدة نراقب اقتراب القوات الحكومية من المدينة، بالكثير من المخاوف والقلق من تأثير المعارك والمواجهات على السكان.
وأفاد “الأهدل”، الذي يعمل في أحد محلات الملابس وسط المدينة، في تصريح لـ”يمن مونيتور”، أن الكثير من أبناء الحديدة يريدون الخلاص والانعتاق من سيطرة جماعة الحوثي، المسلحة، لكنهم يخشون من أن تؤدي المعارك إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين من السكان.
وأضاف، “يخشى المواطنون من أن تُحاصر قراهم وأحياءهم لأيام عديدة في حال وقعت مناطقهم ضمن خطوط التماس بين المتحاربين، مشيرا إلى أن أبناء المحافظة معظمهم يعاني الفقر والبطالة وتوقف رواتبهم فهم لا يملكون المخزون الكافي من الغذاء”.
وطالب القوات الحكومية والتحالف العربي بـ “تنفيذ معركة لا تؤذِ المواطنين ولا تعرضهم لقصف الطيران أو قصف الحوثيين الصاروخي”، متمنياً في الوقت ذاته انسحاب الحوثيين بالضغط عليهم دون معارك عنيفة تؤدي لأضرار وضحايا في صفوف المدنيين”.
سيناريو عدن
ويذهب المواطن “محمد عمر”، إلى أن الجميع في المدينة يتمنى عودة الحياة للمدينة، بعد أن بقت أكثر من ثلاثة أعوام تعاني من الظلام والحر والأوبئة والأمراض.
وأفاد “عمر” في تصريح لـ”يمن مونيتور”، تفاؤلنا بعود الحياة إلى مدينة الحديدة ضئيل جدا بعد تحريرها من قبضة الحوثيين، مشيرا إلى أنهم رأوا “كيف واجهت مدينة عدن الظلم والاضطهاد، والاغتيالات وزج بالعشرات من أبنائها في سجون سرية”.
وأضاف، أن هذا لا يجعلنا نتفاءل كثيرا بتحرير مدينة الحديدة، لأن الظلم والاضطهاد الذي مارسته جماعة الحوثي، سوف يتكرر تحت يافطة جديدة في حال تم إنشاء مليشيات موازية ودعمها التحالف وترك يدها تبطش في الناس دون رقيب أو حسيب”. حد قوله
ودعا الشرعية والتحالف إلى طمأنة الناس بالابتعاد عن دعم أي جماعات مسلحة خارج سيطرة الجيش الوطني، حتى لا يتكرر نموذج عدن سيء الصيت.
برنامج إعادة الحياة
من جانبه وجه “عادل عبدالله المكرشب”، المنسق العام للإغاثة الإنسانية في محافظة الحديدة، برقية عاجلة للشرعية والسلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة “الحسن طاهر” والتحالف العربي، بالبدء الفوري في العمل على برنامج (إعادة الحياة) الذي يتضمن الإعداد والتجهيز لرفع المعاناة ومساعدة المواطنين في داخل مركز محافظة الحديدة في حال تم تحريرها من المسلحين الحوثيين.
وأكد “المكرشب” في المناشدة أن أبناء المحافظة، يطالبون ببسط الأمن والحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين والتأمين التام للمحافظة من جميع الاتجاهات حتى لا تصبح مرمى لهاونات وقذائف الحوثي كما هو الحال في مديرية حيس.
وطالب بتوفير كهرباء عمومية (مجانية) لكافة المديريات داخل مركز المدينة لا سيما والخزانات الآن ممتلئة بالوقود (مازوت، ديزل) ناهيك عن الناقلات والسفن التي ما زالت في الغاطس وهي الأخرى ممتلئة وجميعها من أموال وإيرادات المحافظة.
وأكد على أهمية توفير إغاثة عاجلة ومتكاملة (غذائية، صحية دوائية، تعليمية، إيواءيه) لكل أسره وبطريقة مرتبة وسلسة تضمن وصولها دون الوقوع في أي مشاكل أو تجمعات كبيرة مرهقه للناس.
كما طالب بصرف راتب فوري لكل موظفي الجهاز الحكومي في المحافظة، وتقديم منح ومساعدات مالية عاجلة لغير الموظفين (الشؤون الاجتماعية).
مطالبات بحماية المدنيين
وفي ذات السياق،َ دعا الحقوقي اليمني “توفيق الحميدي”،َ الأَطراف المتقاتلة،َ إلى التقيد بقواعد القانون الإنساني وقانون الحرب في مثل هذه النزاعات ، وعلى رأسها تجنيب المدنيين ويلات الحرب وخاصة المأهولة بالسكان نتمني تجنيبها أي مواجهات.
كما دعا في تصريح لـَ “يمن مونيتور”،إلى إخلاء أي مواقع عسكرية أو مواقع مواجهة من الأحياء السكنية.
وطالب “الحميدي”،َ بفتح ممرات آمنة للسكان اليتمكنوا من الخروج إلى مناطق أكثر أمانا.
ودعا المنظمات الإغاثية والأمم المتحدة ودول التحالف والحكومة الشرعية إلى العمل بسرعة على إنشاء مخيمات إيواء مؤقته تحسبا لأي نزوح سكاني محتمل.