كتابات خاصة

وصمة قلم

إفتخار عبده

كان همه هو أن يصل إلى أن يكون كاتبهم المفضل وأن يشار إليه من قبل كبارهم، ليحصل من وراء ماكتب، أو من وراء ماكذب على المنصب والمال.

من حيث لايأتي العقل، أتى تفكيره فمسك القلم بكل فخر ليكتب، كان لعباراته جرس موسيقي آخر، انتقاه بإتقان كما ينتقي المرء بضاعة ثمينة

لكي يفوز بما يريد.
رتب كلماته الواحدة إلى جانب الأخرى، ثم لم يعجبه الأمر، فأعاد الصياغة من جديد وبشكل يختلف عن ذي قبل، وظل تلك الليلة يكتب ويمحو ماكتب ثم يعيد الكتابة من جديد، وكل مرة كتب فيها كان يجد بعض الكلمات التي تحتاج إلى تغيير بسبب أنها لن ترضي الشخص الفلاني، والبعض الأخريات لن ترضي المجموعة.
كان همه هو أن يصل إلى أن يكون كاتبهم المفضل وأن يشار إليه من قبل كبارهم، ليحصل من وراء ماكتب، أو من وراء ماكذب على المنصب والمال.
رتب  أعلى الصفحة بعض المطلحات التي يتداولونها؛ ليتخذ منها محوراً لمقاله (داعش – قرن الشيطان – مسيرة القرآن)، ووضع على  تلك العناوين دوائرعريضة ثم أطلق العنان لخياله؛ ليبحر في هذا المجال، فوجد نفسه قليل المعرفة كليل الخيال، لم يدر بماذا يداوي عجزه هذا الذي اكتشفه حالا وقد كان من قبله لفي غرور كبير.       
وهو واضع يده اليسرى على شفتيه يلمهما بعنف دون قصدمنه، ورأسه مشحون بالهم يبحث عن حل لمشكلته التي أرقته كثيراً، كان يغمض عينيه ويفتحهما ثم يتنهد ويمعن النظر في الورقة التي ملئت بالدوائر، والخزعبلات.
طرأت عليه فوراً، فكرة القراءة للتزود بالمعلومات كمايفعل الكتاب.
عندها، ضرب ضربةً عنيفةً على إحدى ركبتيه، ثم نهض وأحضر بعضاً من الملازم وفرش الأرض بها وبدأ بالمطالعة وإمعان النظر في المكتوب، احتاج أياماً ليكمل مافي تلك الملازم التي وصلته، وبعد فترة من الزمن أحس أنه قد أصبح أهلاً للكتابة فبدأت علامات السعادة، والابتسامات تظهر عليه، ثم قام بتقطيع تلك الأوراق التي كتب عليها في الأيام الخالية، وشد الهمة للكتابة من جديد، وبالخط العريض كتب، وليته لم يكتب قط، عن الصحابة ورجال الدين تمحورت كلمات المقال، عن الجهاد الذي لم يعرفه عرفٌ ولا دين، ثم ختم مقاله بالشعار، وترك مكانه ليذهب إلى النوم الذي تخللته أحلام كبيرة..
ولقد وصل لما أراده (أصبح الكاتب الرسمي).
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى