تم نهب مخصصات الصيانة والمقدرة بنحو مليونين ريال منذ 2013 يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
“الظرافي” أبرز ملاعب اليمن، أنشا خلال حقبة ستينيات القرن الماضي في وسط العاصمة صنعاء بمديرية التحرير تحديداً، ساهم موقعه آنذاك وحتى اليوم في توسعة القاعدة الجماهيرية لعشاق كرة القدم اليمنية، كما أسهم في إظهار الكثير من النجوم التي تغنت بها الجماهير الرياضية اليمنية حتى أصبحوا حديث الصحافة الرياضية.
الملعب الذي تتسع مدرجاته لقرابة 10 ألف مشجع، يتعرص اليوم لإهمال ممنهج وتنكر لتاريخه الحافل بالإنجازات الرياضية، عطفا على أنه كان ولازال حضناً مفتوحاً لكل الفرق الرياضية والشبابية، ويستقبل جميع الفعاليات، لكنه عوقب بالإهمال والحرمان من مخصصات الصيانة منذ 2013.
كما أن الملعب الرسمي الوحيد الذي كان يحتضن لأكثر من أربعه أندية في صنعاء أبرزها (22 مايو، العروبة، الوحدة واليرموك)، كما أنه كان ولا يزال حتى قبل بدء الحرب الملعب الدولي الأول لإقامة المباريات الدولية لمنتخب اليمن قبل وبعد تحقيق الوحدة عام 90، يترك اليوم مرتعاً لفرق الإحياء الشعبية لممارسة اللعبة على أرضيته المتصحرة.
ويسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء ومحافظات يمنية أخرى، عقب سيطرتهم على مؤسسات الدولة، في 21 من سبتمبر 2014، بتواطؤ من القوات الموالية للرئيس الراحل على عبدالله صالح.
إعادة تأهيله
في مطلع شهر أغسطس 2014 جرت مراسم توقيع إعادة تأهيل ملعب الظرافي بالنجيل الصناعي بتكلفة قدرت بـ 129 مليون ريال يمني (600 ألف دولار)، بين وزارة الشباب والرياضة اليمنية واتحاد الكرة.
وجاءت توقيع الاتفاقية بعد أن تم إدراجه حينها ضمن مشروع (جول) المقدم لاتحاد الكرة من قبل الاتحاد الدولي ” الفيفا” واستجابة لشروط الاتحاد الدولي التي تتطلب حصول اتحاد اللعبة على ملكية الملعب المراد تعشيبه أو الاتفاق مع الجهة المالكة له قبل البدء في أعمال التعشيب.
وقد حدد حينها بأن يتم البدء في تنفيذ العمل مطلع أكتوبر 2014 ولمدة ثلاثة أشهر، على أن يتم الانتهاء من التعشيب نهاية ديسمبر 2014، وقرر أن يستضيف الملعب عددا من مباريات مرحلة إياب دوري الدرجة الأولى للموسم الكروي 2014 -2015.
لكن مصدر مسؤول في إدارة النادي قال لـ”يمن مونيتور” إن ذلك لم يتحقق على الأرض منه شيئاً ولم يبدأ أعمال الصيانة فيه حتى اليوم، وكلما تم مجرد اتفاقيات تم الإعلان عنها دون تنفيذها وحالة المعلب كل يوم في تدهور أكثر”.
وعبر المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، عن سخطه من إهمال القيادات الرياضية بصنعاء وفي المقدمة صندوق رعاية النشء والشباب للملعب التاريخي للكرة اليمنية.
وعن حالة التصحر التي يعيشها الملعب حالياً أرجع السبب في ذلك، إلى تجميد ميزانية صيانة الملعب من قبل صندوق رعاية النشء والشباب منذ عام 2013 رغم أن المبلغ المرصود لا يتجاوز مليونين ريال يمني سنويا (الدولار = 484 ريال).
وأضاف” أن مبلغ ثلاثين مليون ريال يمني التي رصدت لصيانة الملعب تحولت للمقاولين صرفيات ونثريات في حالة تدعوا للاستغراب والاستهجان”.
ملاعب اليمن الخاسر الأكبر
وتعرضت أغلب المنشآت الرياضية في اليمن من ملاعب وصالات للخراب والدمار، بفعل الحرب التي تشهدها البلاد منذ أكثر من أربعة أعوام.
وحسب المتحدث السابق باسم عملية “عاصفة الحزم” العميد ركن أحمد عسيري، فقد اتخذ الحوثيون من ملاعب كرة القدم، مقرا لهم، وتحويلها إلى مخازن للسلاح.
ففي عام 2015 تعرض ملعب”22 مايو” في عدن (جنوب البلاد) للدمار جراء قصف جوي شنته قوات التحالف العربي بناءً على معلومات تفيد بتحويله من قبل المسلحين الحوثيين إلى مخزن للأسلحة.
الملعب كان يتسع لـ 30 ألف متفرج، وتم افتتاحه عام 2010، واستضاف منافسات بطولة كأس الخليج في العام ذاته، والتي توج المنتخب الكويتي بطلا لها، كما يستضيف الملعب مباريات فريق التلال اليمني.
ولم يكن ملعب “22 مايو”، هو الوحيد الذي تم استهدافه، حيث تعرض ملعب “اليرموك”، بالعاصمة صنعاء للقصف، بالإضافة إلى ملاعب أخرى على غرار ملعب “حقات” بعدن (جنوب)، والوحدة في أبين (جنوب شرق).
ولم يتبق في اليمن ملعبا دوليا غير ملعب مدينة الثورة الرياضية بالعاصمة صنعاء والمهدد هو الآخر بالقصف منذ سيطرة الحوثيين عليه أثناء احتلالها لصنعاء وجعله مقرا لها، وهي الملاعب التي كانت اليمن تقيم عليها بعض مباريات المنتخبات الوطنية المختلفة قبل قرار الحظر الصادر من “فيفا” مطلع عام 2011.
ومؤخراً، عادت الحياة الرياضية لملعب الشهداء بمدينة تعز (وسط اليمن)، بخوض أولى المباريات الرسمية عليه بعد توقف دام لأكثر من ثلاثة أعوام تعرض خلالها إلى قصف في بعض أجزاءه بسبب الحرب الدائرة في البلاد.
وتوقفت مسابقات الدوري اليمني لكرة القدم، وبطولة كأس رئيس الجمهورية، وكأس الوحدة اليمنية، وبطولات الشباب والناشئين، التي كان يقيمها الاتحاد اليمني سنوياً، منذ دخول البلاد في أزمتها المستمرة، في 26 مارس 2015.
وتخوض المنتخبات اليمنية بفئاتها كافة مبارياتها الرسمية والودية على الملاعب القطرية منذ عام 2011؛ بناءً على قرار الاتحاد الدولي (فيفا) بحظر اللعب في اليمن؛ لسوء الأوضاع الأمنية في البلاد.