الحوثيون يحكمون قبضتهم على حكومة الشراكة مع “صالح” (تقرير خاص)
بالإقالة والاختطاف والطرد والمحاصرة وتعيين الحوثيين في مناصبهم السابقة من مونيتور/وحدة تقارير/خاص
تستمر جماعة الحوثي باستهداف التابعين لحزب الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، والذين بدلوا ولائهم لصالح الجماعة المسلحة بعد أن قتلوه في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وقال مراسل “يمن مونيتور” في صنعاء إنّ قراراً بإقالة محمد سالم بن حفيظ من منصبه في وزارة الصحة العام والسكان الأسبوع الماضي في وقت كان يحضر فعالية الجولة الثانية من الحملة مكافحة الدفتيريا، والجولة الأولى للتحصين ضد الحصبة.
ونقل المراسل عن مقربين من “بن حفيظ” أنصدم من القرار الذي أصدره مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى.
وقال المقربون إن بن حفيظ اعتبرها إهانة للمؤتمر وله شخصياً، في وقت يقوم المشاط بإصدار قرارات مستعجلة وسريعة ومرتبكة غير محسوبة ومدروسة يأتي نتاجاً لما تمر به جماعة الحوثي من ارتباك واضح ومحاولة لتفرد بالحكم والقضاء على كل ما قد يقف في طريق عملهم.
ولفت المراسل عن مصادره إلى أن السبب الرئيس وراء إقالة “بن حفيظ” كان بعد صراع شديد على شحنة “اللقاحات” والسماح بحملات التحصين التابعة للأمم المتحدة في وقت يرفض وكيل الوزارة “نشوان العطاب” إدخالها إلى اليمن واتهامها بكونها أداة أمريكية.
وعيّن الحوثيون “طه المتوكل” وهو قيادي حوثي وإمام مسجد في حي الجراف بصنعاء، كوزير للصحة بدلاً من “بن حفيظ”.
ولا تحظى حكومة الحوثيين باعتراف.
باقي وزراء المؤتمر
وحصل “يمن مونيتور” على تقرير من مجلس النواب (صنعاء) يُتهم فيه وزراء تابعين للمؤتمر (حزب صالح) بالعمالة والارتزاق، تمهيداً لإقالتهم.
وحسب البيان فقد أبدى المجلس تعجبه من وزير الصناعة والتجارة ـ عبده بشر ـ الذي أهمل عمله الحكومي وركز على العمل البرلماني فيما كان الأحرى به الالتزام بواجباته الوزارية قبل البرلمانية وأن يكون إلى صف الحكومة لا خصما لها سيما وهو يعي تمام الظروف الشائكة المحيطة بحكومة الإنقاذ الوطني منذ تشكيلها وحتى اللحظة وما تواجهها من تحديات .
وقال مصدر في وزارة التجارة والصناعة لـ”يمن مونيتور” إن “عبده بشر” مهدد بالإقالة.
ومن جانبه اتهم “بشر”، رئيسه عبدالعزيز بن حبتور بصفته رئيساً للوزراء بعدم القيام بواجباته ومنع التدخلات من خارج وزارته وقال: “لم يقم رئيس الوزراء بصفته رئيساً للوزراء باتخاذ أي اجراءات جراء التدخلات الكثيرة التي تأتي من خارج وزارة الصناعة والتجارة وقام رئيس الوزراء باحتضان المعارضين كما تصنع بعض الدول”.
ونفى بشر اتهامات “بن حبتور” بأنه لم يقم بعمله؛ وقال إن على بقية المسؤولين الرد على استجوبات “البرلمان”.
وجرى تشكيل حكومة الشراكة بين الحوثيين وحزب الرئيس اليمني السابق في يوليو/تموز2016 ولم تعلن عن نفسها إلا في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وقُتل صالح في ديسمبر/كانون الأول2017 بعد خلافات مع الحوثيين.
القضاء على الصف الأول
وكانت جماعة الحوثي قد أطاحت في منتصف ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي بجليدان محمود جليدان وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المحسوب على حزب المؤتمر، كما تم الإطاحة بالقيادي في الحزب ووزير الداخلية محمد عبدالله القوسي.
ونجح الحوثيين في إنهاء الصف الأول في حزب المؤتمر الشعبي العام عبر الإقالات والاختطاف وفرض الإقامة الجبرية ثم إعادة دمج الصف الثاني من قيادات الحزب في الجماعة ليتحول الحزب في صنعاء إلى رقم سياسي يخدم مصالح الحوثيين.
كرتونية حكومة (جناح صالح)
وقال مصدر قريب من قيادة الحزب لـ”يمن مونيتور”، فضل عدم الكشف عن هويته، إن الحكومة -التابعة للحوثيين وصالح- واجهة صورية-كرتونية فيما اللجان الثورية التابعة للجماعة هي من تدير الأمور، وأن وزراء “الحزب”-حزب صالح- لا يستطيعون أن يقوموا بأي قرار أو عمل دون موافقة ممثل لهم مغروس في جسم الوزارة”.
وحسب مصادر مطلعة فإن عدد مشرفي الحوثيين في الوزارات والهيئات الحكومية الأمنية والعسكرية يبلغ أكثر من ثلاثة آلاف، يتحكمون في قرارات تلك المؤسسات، ومن بينها وزارات الدفاع والداخلية والتعليم العالي والمهني والخارجية والتخطيط والمال، والبنك المركزي، رغم تشكيل حكومة تحالف الحرب الداخلية، التي كان أول مهامها إخراج مسلحي “الحوثيين” من الوزارات والمؤسسات، إلا أن الجماعة رفضت خروج أي مشرف، وتم اعتمادهم موظفين في جهاز الدولة.
وما يزال محمد علي الحوثي يحتفظ بمنصب رئيس اللجنة الثورية العليا التي شُكلت في فبراير/شباط2015م، ولم يتنازل عن منصبه أو المهام التي منحتها الجماعة له وللجان الثورية التابعة له في بقية المؤسسات.