مركز دراسات يمني يحدد سيناريوهات ثلاثة للوجود العسكري الإماراتي في سقطرى
أهداف الإمارات الرئيسية التي من أجلها دخلت اليمن وهي أن تصبح ذات تأثير إقليمي ودولي وتسيطر وتتحكم في الموانئ ومصادر الطاقة، فإن السيناريو الأقرب للواقع هو سيطرة الإمارات عسكريا واقتصاديا على جزيرة سقطرى يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
خلص مركز “أبعاد” للدراسات والبحوث في دراسة جديدة إلى ثلاثة سيناريوهات للوجود الإماراتي في محافظة “أرخبيل سقطرى اليمنية”.
وناقشت الورقة كيف وسعت أبوظبي من وجودها في الجزيرة حيث بدأت الإمارات التواجد على الجزيرة عقب إعصارين ضربا الجزيرة في أكتوبر/تشرين الأول 2015، من أجل إغاثة السكان الذين يبلغ عددهم 60 ألف نسمة؛ واتخذت دولة الإمارات من الهلال الأحمر ومؤسسة الشيخ خليفة كغطاء لتمددها داخل جزيرة سقطرى والسيطرة عليها وإيجاد نفوذ وسط السكان الفقراء إذ يعتمدون على الصيد وتربية الحيوانات، والقليل من الزراعة.
وحسب السيناريوهات الثلاثة التي نشرتها الدراسة، يوم الأحد، فإن السيناريو الأول يتمثل في “حل الأزمة بين الحكومة اليمنية والإمارات دبلوماسيا بوساطة السعودية، وهذا يعني التفاوض حول حصول أبوظبي على ميزات اقتصادية مقابل الانسحاب العسكري وعودة الجزيرة لسيادة الدولة اليمنية، وإمكانيات تحقق هذا السيناريو ضعيفة إذا ما عدنا إلى أهداف الإمارات الرئيسية من تدخلها في اليمن لتحقيق النفوذ الإقليمي”.
أما السيناريو الثاني فيعتمد على أن “أهداف الإمارات الرئيسية التي من أجلها دخلت اليمن وهي أن تصبح ذات تأثير إقليمي ودولي وتسيطر وتتحكم في الموانئ ومصادر الطاقة، فإن السيناريو الأقرب للواقع هو سيطرة الإمارات عسكريا واقتصاديا على جزيرة سقطرى”.
وحذرت الدراسة من أنّ تقوم الإمارات بإجراءات تغيير ديموغرافي من خلال تجنيس أغلب سكان الجزيرة ونقل الكثير منهم للعيش في الإمارات وإعادة أبناء الجزيرة المجنسين لإدارتها، ونقل بعض القيادات والجنود الموالين من محافظات جنوبية أخرى للقيام بمهام عسكرية وأمنية فيها.
كما حذرت من البدء في تنفيذ مشاريع خدمية واستثمارية قد تغير معالم الجزيرة والترويج الإعلامي عن الجزيرة التي ستكون قبلة العالم السياحية والاقتصادية و(هونج كونج) أخرى لكسب تعاطف الفقراء من أبناء المحافظات الجنوبية.
مرجحاً هذا السيناريو إذا كان أداء الحكومة اليمنية ضعيفا وفرصها ضيقة وسينجح في حال كان موقف السعودية ضعيفا أو داعما أو متواطئا مع الإمارات، ومن عوامل تقوية هذا السيناريو هو اختيار أبوظبي لاحتلال سقطرى في مايو/أيار مع بدء موسم إغلاق الجزيرة بسبب هيجان البحر والأعاصير التي تستمر لستة أشهر من كل عام، بحيث لا تستطيع سوى الطائرات العملاقة الانتقال إلى الجزيرة فيما يتوقف الإمداد العسكري والغذائي عبر البحر.
وفي السيناريو الثالث الذي توقعه المركز وهو في حال بدأت الحكومة التحرك في خياراتها الدبلوماسية من خلال التصعيد أكثر في المجتمع الدولي وتحريك ورقة تحرير الجزيرة عسكريا من الاحتلال الإماراتي فإن ذلك سيدفع السعودية إلى ممارسة ضغوطها على الإمارات منعا في حصول تصادم محرج لها بين حلفائها الميدانيين، لكن لا يعني إعادة الجزيرة لسيادة اليمن وإنما تستغل الرياض الأحداث وتستغل قلق اليمنيين وجيرانهم العمانيين من التصعيد الإماراتي لتضمها إلى نفوذها بعد حضرموت والمهرة.