كتابات خاصة

على هامش الكتب

سلمان الحميدي

أشعر برغبة أن ألتقي كل من ينشر عن كتاب، عن رواية، عن كاتب، كل من ينشر صورة لمجموعة من الكتب اقتناها مؤخرًا.
هناك أصدقاء يقال لهم أصدقاء كأس.
وبما أن هذه العينة موجودة في الواقع، فقد كشف لنا العالم الافتراضي بأنه يوجد صداقة كتب..

أشعر برغبة أن ألتقي كل من ينشر عن كتاب، عن رواية، عن كاتب، كل من ينشر صورة لمجموعة من الكتب اقتناها مؤخرًا.

مرة قرأت مقالاً عن هذا النوع من الصداقات، استشهد الكاتب بقصة غريبة تتحدث عن مجنون كتب ميال للعزلة، استعارت منه صديقته كتابًا ولم تعيده، خرج من عزلته يبحث عنها، يلاحقها كي يستعيد الكتاب، بيد أنه كان خجولًا لم يستطع أن يسترده، ولأجل استرداد الكتاب تزوجها.

أصدقاء الكأس قد تفرقهم قارورة

وأصدقاء الكلمات يجمعهم كتاب.

نحن في حرب.. ويستعصى علينا مبادلة الكتب الورقية واستعارتها، نسعى لتملك الكتب المنشورة بصيغة البي دي إف، هذا ما يجعلنا نجري خلف المجموعات لاكتشاف المجانين.

وجدت نفسي بين عراقيين ومصريين، ومجموعات أخرى لشباب من مختلف الدول العربية.

في إحدى المجموعات، طلبت إحداهن من الأصدقاء التعارف فيما بينهم، كل صديق يكتب عن بلده وأهم معالمه وأشهر كتّابه كي نتقارب أكثر..

كان لابد أن أفتخر ببلدي، “أنا من البلاد التي اخترعت الكتابة قبل أن يعرف العالم الأحرف، طبعنا التاريخ على الأحجار، أنا من بلاد الكتابة التي ليس فيها مطبعة كتاب حاليًا”، كتبت، ولم أكتف بهذا القدر، أضفت “من بلاد الحضارة والبن، بلاد اليمن السعيد”، وبما أنه كان عليّ أن أذكر كاتبًا كبيرًا، فقد فكرت قليلًا وكتبت مرة أخرى: أشهر من نشر كلماته فيها، البردوني العظيم، والمقالح الذي كتب مقدمة الأعمال الكاملة لأمل دنقل”.

حضر الجميع يفتخرون ويفاخرون، وبعضهم يعتبون على بلدانهم بسبب أنظمتها وإداراتها، وظهرت خفة الدم، وخاصة من الشباب المصري.

أحدهم علّق قائلًا: من مصر بلد الأهرامات، أما أشهر كتابها “أنا”، وذيل التعليق برمز إنموجرافيك لوجه يرتدي النظارة السوداء ويضحك بخجل..

فرحت عندما تلقيت إشعارًا برد من محرر ثقافي في جريدة مصرية، أكد فيه مقابلته للبردوني وكيف أنه وجده كبيرًا بثقافة موسوعية.

أما الجانب المُحرج الذي تركني أقوم بانسحاب تكتيكي وهادئ، كمتبجح بنصر في معركة أحاطته الهزيمة فجأة، عندما دخل أحدهم ليعلق عليّ: طيب مافيش شوية بُن من عندكو من اليمن..

أغلقت الفيس بوك وسألت أصحابي في القرية: كم عابوه لرمضان؟

المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.

*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى