اليمن أصبحت ساحة رئيسية لتكميم الأفواه واستهداف الإعلاميين، فضلًا عن أنها سُجلت كواحدة من أسوأ البلدان في انتهاك حقوق الصحفيين. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
ما بين قتل واختطاف وتعذيب وتهديد، يتلخص واقع الصحفيين في اليمن، مع دخول الحرب عامها الرابع، في ظل استهداف ممنهج يطال رسل صاحبة الجلالة شمال وجنوب البلاد.
وشهد العام 2017 والثلث الأول من العام الجاري، أحداثا مأساوية كبيرة ألقت بظلالها على حياة العديد من الصحفيين اليمنيين الذين تعرضوا لعمليات قتل واختطاف وتعذيب من قبل الحوثيين، والميليشيات المسلحة المدعومة من أبوظبي في المحافظات المحررة جنوبي البلاد.
كان آخر أعمال القتل المباشر حصلت الشهر الماضي والتي قتل فيها ثلاثة صحفيين وأصيب آخرين في قصف نفذته جماعة الحوثي المسلحة على مدينة تعز و البيضاء بالتزامن مع حالة التضييق الذي شهدته مدن جنوبية، من قبل القوات الإماراتية وحلفائها المحليين، منها عدن، على عدد من الصحفيين الذين أجبروا على مغادرتها.
ظروف قاسية
وقالت نقابة الصحفيين اليمنيين، في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء، إن حرية الصحافة تمر بأوضاع قاسية وظروف شديدة الخطورة.
واستحضرت النقابة، تضحيات 26 صحفيا قدموا ارواحهم ثمنا للحقيقة خلال الأعوام الأربعة الاخيرة ، ومعاناة 12 صحفيا مختطفين لدى جماعة الحوثي وصحفي مختطف لدى تنظيم القاعدة بحضرموت يعيشون أوضاع اختطاف تعسفية.
واستشعرت النقابة اليمنية، الظروف المادية الصعبة التي يعيشها الصحافيون بسبب اغلاق وسائل الإعلام الأهلية والمعارضة أو ملاحقة الصحفيين واقصائهم وفقدان المئات منهم لأعمالهم.
ودعت السلطات إلى ايجاد حلول سريعة وعملية لاستعادة حقوق العاملين في وسائل الإعلام وكذا المنظمات الدولية المعنية بالوقوف إلى جانب الصحفيين في ازمتهم هذه التي يقدمون فيها تضحيات كبيرة بأرواحهم ومعيشتهم وحقوقهم الاساسية في الحياة.
وطالبت بإطلاق سراح جميع الصحفيين المختطفين لدى جماعة الحوثي وايقاف كافة الانتهاكات المستمرة بحق الصحفيين سواء من قبل الجماعة أو سلطات الشرعية ومكوناتها.
كما طالبت بايقاف محاكمة الزملاء عوض كشميم في حضرموت و يزيد الفقيه وعدنان مصطفى في صنعاء على خلفيات قضايا رأي ،وايقاف كافة اساليب المضايقات والترهيب للصحفيين.
ودعت في بيانها كل وسائل الإعلام إلى تزويد ، مراسليها ومصوريها الميدانيين بأدوات السلامة والزامهم بخطط وخطوات السلامة المهنية اثناء تغطية المواجهات والحرب من أجل حمايتهم والحد من المخاطر التي تحيط بهم.
وعبرت عن رفضها لحالة تبطيئ الانترنت وفرض رقابة شديدة عليه وحجب المواقع الالكترونية، واستمرار سياسة التضييق على حق الحصول على المعلومات وفرض وصاية على الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي.
وطالبت في بيانها، المنظمات الدولية والاطراف الفاعلة لتبني قضايا الصحافة والصحافيين والضغط لأدراجها ضمن التزامات كافة الأطراف في المشاورات والمسارات السياسة، والعمل على اصدار قرار يضمن حماية الصحافيين اليمنيين وصون حقوقهم .
وضع سوداوي قاتم
يقول المحامي والناشط الحقوقي “توفيق الحميدي”، إن القطاع الإعلامي في اليمن، تعرض لحاجة تحريف مخيفة سعت إلى القضاء على البنية التحتية للإعلام وتدمير ما أنجز خلال السنوات الماضية.
وأشار “الحميدي” في تصريح لـ “يمن مونيتور”، إلى أنه خلال السنوات الثلاث الماضية وخاصة السنة الأولى للانقلاب على الشرعية نهبت الكثير من القنوات الفضائية وتعرضت مكاتب الاعلامية في اليمن للسطوى وتوقفت أغلب الإذاعات التي شهدت طفرة في السنوات الأخيرة،
وتابع “الحميدي” كما توقفت أغلب الصحف عن الصدور، ولونت الصحف الرسمية بلون الجناعة الحاكمه، كما حجبت أغلب المواقع الاخبارية عن طريق وزارة الاتصالات التي تسيطر عليها جماعة الحوثي.
وبين أن الصحفيين في اليمن شملتهم تقريبا كل الانتهاكات التي لايمكن تصورها وتخيلها، القتل والاعتداء الجسدي وقصف الطيران والقصف العشوائي والاختطاف والاخفاء القسري وتوفيف الراتب والفصل من الوظيفة وانتهاك حرمة المسكن ونهب الممتلكات.
وقال “الحميدي” إن منظمة سام رصدت أكثر من 1200 انتهاك طال الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في اليمن وكان آخطرها الحكم الصادر بأعدام الصحفي عبدالرقيب الجبيحي واستمرار اعتقال 17 آخرين واحالتهم للنيابة الجزائية مما يجعل اليمن من أسوأ الدول في العالم في حرية الصحافة وخطر على سلامية وامن الصحفيين.
ولفت “الحميدي” إلى أنه لا يوجد أي التزام أو احترام للمواثيق الدولية الخاصة بحماية الصحفيين سواء اثناء وأماكن الحروب أو غيرها فكل الأطراف ثبت انتهكها للصحافة يتفاوت النسب التي تجعل جماعة الحوثي في المقدمة بنسبة كبيرة.
وأوضح: اليوم يأتي الاحتفال العالمي بالصحافة في ظل وضع سوداوي قاتم يستوحب تآزر عالمي وتدخل أممي عاجل وفوري لإجبار جماعة الحوثي على إطلاق الصحفيين المعتقلين كمرحلة أولي والتوقف القوي عن استهداف الصحفيين.
ودعا “الحميدي” الصحفيين في الميدان إلى الإلتزام بقواعد السلامة وعدم المخاطرة بصورة تعرض حياتهم للخطر.
اليمن ساحة لتكميم الأفواه
وأوضح الأورومتوسطي في بيان صحفي سابق له، أن العام الجاري شهد تصاعدًا ملحوظًا في الانتهاكات ضد الصحفيين، شملت عمليات اختطاف واعتقال وقتل، فضلاً عن الإخفاء القسري لصحفيين،
وأشار إلى أن اليمن، أصبحت ساحة رئيسية لتكميم الأفواه واستهداف الإعلاميين، فضلًا عن أنها سُجلت كواحدة من أسوأ البلدان في انتهاك حقوق الصحفيين.
وقال الأورومتوسطي إنه وخلال الربع الأول من عام 2018، وصلت حالات الاعتداءات على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في اليمن إلى 60 حالة، منها حوالي 29 حالة اختطاف واعتقال،
وبين المرصد، أن حوالي 70% من إجمالي الانتهاكات ضد الصحفيين تُرتكب من قبل الحكومة اليمنية بمختلف أجهزتها وتشكيلاتها الأمنية، وهي المدعومة من قوات التحالف العربي، في حين أن 25% من الانتهاكات تُرتكب من قبل جماعة الحوثي.