اخترنا لكمتراجم وتحليلاتغير مصنف

(نشرة بريطانية).. فرص ضعيفة لإنهاء حرب اليمن وجميع الأطراف يتحملون المسؤولية

اتهمت نشرة المخاطر العالمية “غلوبل ريسك إنسايتس” البريطانية، جميع الأطراف في اليمن بالوقوف وراء استمرار الصراع في اليمن.

يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
اتهمت نشرة المخاطر العالمية “غلوبل ريسك إنسايتس” البريطانية، جميع الأطراف في اليمن بالوقوف وراء استمرار الصراع في اليمن.
ولفتت النشرة في تحليل نشرته يوم 29 ابريل/نيسان الماضي، أنه وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، توسعت الحرب الأهلية في اليمن على المستوى الدولي، ففي الآونة الأخيرة، زاد الحوثيون من الهجمات الصاروخية ضد المملكة العربية السعودية، وعلى الرغم من أن الدفاعات الجوية السعودية قد تصدت لعمليات الإطلاق هذه، فإن ذلك يشير إلى مزيد من تصعيد للصراع في اليمن.
 
فهم الحرب
وتشير النشرة إلى فهم الحرب في البلاد وكيف اندلعت! وتقول إنه وخلال الربيع العربي، تم التفاوض حول الانتقال السياسي في اليمن في مساعٍ للحفاظ على الاستقرار ونقل السلطة بعيداً عن علي عبدالله صالح إلى نائبه عبدربه منصور هادي، وهذا ماحدث بالفعل.
لكن وبسبب هذا التغير في القيادة، لم تعد البلاد قادرة على احتواء الاضطرابات التي كانت تختمر في عهد حكم “صالح” الطويل الذي كان جملة من التحديات الكبيرة منها مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي والبطالة والفساد واستمرت حركات التمرد في الانتعاش من بينها حركة الحوثيين التي دامت حروبها وتمردها مع الحكومة عقدًا من الزمان.
ولفت التحليل إلى أنه وفي السابق كان تمرد الحوثيين يقتصر إلى حدٍ كبير على محافظة صعد الشمالية، ولكن عام 2014 استولى تحالف للحوثيين مع قوات موالية لـ”صالح” على العاصمة صنعاء، ودفع الرئيس والحكومة للفرار إلى ثاني أكبر مدينة وهي عدن. وبسبب ذلك قامت السعودية بتشكيل تحالف من عِدة دول في المنطقة للتدخل، وقام الحلفاء إما بإرسال قوات أو تنفيذ غارات جوية في اليمن.
وفي حين قام التحالف بصد الحوثيين من جنوب اليمن، استفادت الجماعات المتطرفة مثل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والدولة الإسلامية (داعش) من القتال شن التنظيمات هجمات مميتة في عدن . هذه الفصائل الإرهابية جعلت الخطوط الفاصلة بين الطرفين المتحاربين غير واضحة. الصراع هو بين الجماعات الدينية والقبلية، التي تدعمها في المقام الأول إيران أو المملكة العربية السعودية وحلفائها. ولكن في الوقت الذي تحاول فيه القاعدة في شبه الجزيرة العربية والدولة الإسلامية الاستفادة من فراغ السلطة، يصبح الوضع أكثر تعقيدا – خاصة في ضوء المزاعم القُطرِية بأن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تدعمان هذه المجموعات.
وبينما كان اللاعبون الدوليون يدفعون باتجاه المفاوضات، كانت محادثات السلام الضعيفة قد تخللتها الحرب. قدم صالح مبادرات سلام إلى السعوديين في العام الماضي، لكنه قُتل أثناء محاولته الفرار من صنعاء في 4 ديسمبر 2017.
 
 
أزمة عميقة
ولفتت النشرة إلى أنه ومع حالة الاحتقان الإقليميَّة في اليمن، تصاعد الصراع دون رؤية واضحة في الأفق. يحاول الحوثيون الانتقام من خلال الهجمات الصاروخية على المملكة العربية السعودية، وهذه الهجمات أدت بدورها إلى مزيد من الهجمات التي تطلقها السعودية. وكان أبرزها هجوم نوفمبر / تشرين الثاني 2017 عندما أصاب صاروخ حوثي ، مطار الملك خالد الدولي بالقرب من الرياض، لكن وسائل الإعلام السعودية قالت إنه تم التصدي له.
وأشارت إلى أنّ السعوديين اعتبروا هذا الهجوم مدبر من قبل إيران وقرروا دعم هجومه ضد الحوثيين من خلال الشروع في فرض حصار على جميع المعابر البرية والموانئ والمطارات اليمنية. في حين تم فتح مراكز الدخول تحت سيطرة الحكومة اليمنية الموالية للسعودية بسرعة، وتم إغلاق جميع المراكز الأخرى لأسابيع. وحذر فريق الخبراء المعني باليمن بتفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بأن تنفيذ مثل هذا التكتيك هو استخدام “خطر التجويع كأداة للحرب “. إذ أنَّ اليمن تعتمد على الغذاء والدواء المستورد بنسبة 80 إلى 90 بالمائة.
لقد تحمل المدنيون وطأة الصراع لأن كِلا الجانبين قد تسبب في تفاقم واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم اليوم. يتركز معظم السكان اليمنيين في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في شمال اليمن وهم معرضون لضربات التحالف الجوية. وبالتالي ، يحتاج 22.2 مليون من أصل 27.5 مليون نسمة في اليمن إلى المساعدات الإنسانية. ومن بين هؤلاء الناس، هناك 8 ملايين شخص على حافة المجاعة، ويقدر أن مليون شخص يتضررون من تفشي الكوليرا. وفي الوقت الذي سيطر فيه التحالف على نقاط الدخول الرئيسية وقام إما بحظر أو تحويل الواردات مثل الوقود ، قامت القوات الموالية للحوثي أيضاً بمنع الإمدادات الغذائية والطبية وتقييد وصول عمال الإغاثة.
 
تداعيات الصراع
مع مرور ثلاث سنوات على التدخل السعودي في اليمن التي تتخللها زيادة في محاولات شن هجمات الحوثيين على المدن السعودية، فإن احتمالية نهاية سريعة للنزاع منخفضة. لم يحقق الائتلاف السعودي سوى مكاسب متواضعة من الأراضي، ولا تجري المحادثات لإنهاء القتال بشكل جيد. وقد أظهر الحوثيون أنهم ما زالوا يملكون القدرة على تهديد الرياض، على الرغم من أن نظام الدفاع الصاروخي السعودي “باتريوت” يعترض تقريباً كل صواريخ الحوثية. تنظر الرياض إلى هذه الهجمات على أنها أعمال حرب تقوم بتنظيمها إيران، الأمر الذي يدفع السعوديين إلى الانتقام. إن شروطهم للسلام في اليمن هو النصر إلى جانب نزع سلاح المتمردين الحوثيين بالكامل، وهي حالة غير مقبولة للأخير.
ونظراً لرفض كلا الجانبين تغيير مطالبهما، فمن غير المحتمل التوصل إلى حل توافقي قريبًا. وهذا لا يبشر بالخير بالنسبة للكارثة الإنسانية، خاصة بالنظر إلى الخسائر الكبيرة التي تكبدتها الأساليب السعودية على المدنيين اليمنيين. 
المصدر الرئيس
All sides deepen the conflict in Yemen

 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى