اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

(تحقيق حصري) “عقال الحارات” اللاعبون الحقيقيون في صنعاء يبدلون ولاءهم لصالح الحوثيين

عندما قُتل علي عبدالله صالح رئيس البلاد الراحل، بدّلوا ولائهم لصالح جماعة الحوثي. يمن مونيتور/وحدة التقارير/خاص:
ظل عُقال الحارات في العاصمة اليمنية صنعاء، الأكثر قدرة على حشد الناس للاحتكاك المباشر بهم، وعندما قُتل علي عبدالله صالح رئيس البلاد الراحل، بدّلوا ولائهم لصالح جماعة الحوثي.
وعاقل الحارة هو واجه اجتماعية تحل النزاعات بين المتخاصمين في الأحياء، تلك النزاعات التي لا ترقى إلى القتل والسرقة، ويصل عددهم في أمانة العاصمة إلى 600 “عاقل حارة” لاثنين مليون نسمة.
ويعتبر “عُقال الحارات” لاعبون حقيقيون في دهاليز السياسة والحشد في العاصمة، وتعطي من يسيطر عليهم القدرة على النفاذ الوصول إلى أدق التفاصيل، ويمكن أنّ يجروا مسحاً ميدانياً لأكثر من مليوني نسمة في أقل من أسبوع، واستخدمهم نظام الرئيس الراحل في أعمال “التجسس” و”الابتزاز” و”إيصال الرسائل لخصومه”.
أعطت جماعة الحوثي لـ”عُقال الحارات” صلاحيات أوسع منذ مقتل “صالح” فأصبحوا يمارسون حتى الاحتجاز والإخفاء القسري، كما يقول مواطنون لـ”يمن مونيتور”. ومؤخراً أوكلت الجماعة عمل شركة الغاز اليمنية إليهم، حيث يضطلعون بمهمة توزيع الاحتياجات الأساسية للمواطنين من الغاز المنزلي التي انعدمت من السوق المحلية منذ ثلاثة أشهر.
 
الحشد لـ”جبهات القتال”
يعتمد الحوثيون على شيوخ القبائل في القرى والمديريات خارج المُدن للحشد إلى جبهات القتال، وفي المُدن حيث يغيب “تأثير القبيلة”، يوجد “عُقال الحارات” الذين منذ بدلوا ولائهم أصبحوا أكثر نشاطاً في دعم الجماعة المسلحة.
فيصل أحمد، أحد أبناء حارة التعاون التابعة لمديرية بني الحارث شمالي صنعاء لـ”يمن مونيتور”: أصبح عاقل الحارة الخاص بنا يطلق على نفسه “ابو عبدالملك” ودائماً ما يسجل الشباب الموافقين للذهاب إلى جبهات القتال ويساقون إلى معارك لا يعود أغلبهم إلى صوراً! في إشارة إلى مقتلهم.
وقال عاقل حارة في صنعاء كان موالياً لـ”صالح” حتى مقتله لـ”يمن مونيتور”، إنّ “جماعة الحوثي تدفع على كل شاب يتم استقطابه 100 ألف ريال يمني (الدولار=485 ريال)، لعاقل الحارة”. مشيراً إلى أنها “مكافئة مجزية”.
ولفت فيصل أحمد، إنّ الأحياء الفقيرة بالذات خارج المدينة المُخططة وفي “العشوائيات” يندفعون نحو “التجنيد” والذهاب إلى جبهات القتال، للحصول على الأموال.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي أعلن الحوثيون فتح باب التجنيد في قوات الجيش النظامي عبر وزارة الدفاع. ويملك الحوثيون قوة خاصة بهم يطلقون عليها “اللجان الشعبية”.
 
أعمال مخابراتية
وقال سبعة من سكان العاصمة في أحياء متفرقة إلى جانب ثلاثة من عُقال الحارات لـ”يمن مونيتور”، دون الكشف عن هوياتهم، إنّ المهمة الرئيسية في الوقت الحالي لـ”عُقال الحارات” هي رصد أي عسكريين أو معارضين لجماعة الحوثي.
وأشار عُقال الحارات الثلاثة إلى أنّ الجماعة طلبت منهم متابعة أشخاص معينين ومراقبة من يزورونهم.
ولفت العُقال إلى أن الساكنين الجُدد يخضعون للتدقيق حول خلفياتهم السّياسية والقبلية.
ولفت سكان في مديرية الوحدة لـ”يمن مونيتور” إلى أنّ جماعة الحوثي ألقت القبض على عاقل الحارة التي يعيشون فيها (فضلوا عدم الكشف عن اسمها خشية الانتقام)، بعد رفضه مراقبة سكان في الحي ورفضه دفع شباب الحي إلى الجبهات. ولا يزال مسجوناً منذ فبراير/شباط الماضي.
ومنذ مارس/آذار الماضي تشهد معسكرات حكومية سابقة في صنعاء مناورات بكافة أنواع الأسلحة لمجندين جُدد، وأشار سكان في حي الحصبة لـ”يمن مونيتور” إنّ أصوات القذائف والدبابات تثير الرُعب.
 
 
ثراء عن طريق الغاز
الوعيد ليس كل ما يجنيه “عُقال الحارات” فإلى جانب الأموال من التجنيد بكسب المقاتلين في صفوف الجماعة، حولت الأزمة الأخيرة للغاز عُقال الحارات إلى رجال أعمال، حيث خصص الحوثيون توزيع أنابيب الغاز عبرهم.
وعلاوة على كونه يوصل إلى معلومات أكثر حول عدد الساكنين في الأحياء، وطبيعتهم ومعرفتهم، فإن “عُقال الحارات” يبيعون حصص لمواطنين لـ”المطاعم” والسيارات.
وناقشت حكومة الحوثيين أكثر مرة سُبل تفعيل قرارات جديدة بخصوص توفي الغاز لـ”المطاعم” و”السيارات” لكن تلك الحلول لم تصل إلى نتيجة منذ بدء الأزمة في فبراير/شباط الماضي.
وقال مراسل “يمن مونيتور” في صنعاء إنّ عقال الحارات يقومون برفع قوائم أسماء لسكان وهميين للحصول على حصص كبيرة من كميات الغاز المنزلي المنعدم في صنعاء بشكل تام ولا تتوفر المادة إلا عبر عقال الحارات مرة في الشهر.
وأضاف: إن حصل عاقل الحارة الواحد على 700 أسطوانة في الدفعة الواحدة فإنه سيبيع الأسطوانة بمبلغ سبعة ألف ريال في ظل انعدام المادة من السوق المحلية وسيقوم بتوزيع النصف الأخر على أبناء الحي السكني.
واعتمدت الجماعة آلية أن يصبح عقال الحارات بتجميع الاسطوانات، وأخذ مبلغ 3300 ريال، يقال بأنه يتم تعبئتها كل 20 لتر للأسطوانة الواحدة، يؤكد سكان انه عبر العقال يقومون بتعبئة لا تتجاوز الــ 12 لتر للأسطوانة.
 
اجتماعات دورية
وعادة ما تقوم جماعة الحوثي بين فترة وأخرى باستدعاء عقال الحارات في العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، بصور مفاجئة وتخصص بعض المساجد لتجميعهم إليها من أجل إرسالهم لأخذ دورات تدريبية ثقافيه خاصة بالجماعة تتوعد من لم يحضر باستبداله.
وقال خالد هادي، عاقل حارة عزله الحوثيون لـ”يمن مونيتور”: من الخطأ القول أن عقال الحارات جميعهم اليوم ينتمون إلى جماعة الحوثي وإنما نستطيع القول انهم يوالون الجماعة للحفاظ على مكانتهم ومصادر دخلهم؛ خاصة إن علمنا أن عقال الحارات كانوا موالين لحزب المؤتمر الشعبي العام (حزب صالح) الذي كان يستخدمهم لتنفيذ جميع برامجه.
ولم يتمكن “يمن مونيتور” من الحصول على تعليق من الحوثيين حول هذا التحقيق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى