كتابات خاصة

ارتباك الوسط

سلمان الحميدي

في تعز الوسط مرتبك والأحداث متشابكة، وفي تعز ثمة من يريد أن يعمل لإيجاد الدولة وتساوره مخاوفه من الأخ الكبير وغير الشقيق “التحالف العربي”، وقد بدأ يستعير ألبسة العداوة.
في المدن المزحومة تستتر الكثير من الأحداث خلف ضجيج الوضع وعجيجه، ازدحام في السكان، ازدحام في الطرقات، ازدحام في الكلمات والشتائم، ازدحام في الموت، وازدحام في الغرابة والدهشة والمفاجآت.
لا أجزم أننا في تعز نقول أكثر مما نفعل، لأن هناك آدميين من طراز خاص يفعلون كثيرًا حتى الموت دون أن ينبسوا بكلمة واحدة، ودون أن يشقوا طرقهم للمراثي والحالات الحزينة.

في تعز الوسط مرتبك والأحداث متشابكة، وفي تعز ثمة من يريد أن يعمل لإيجاد الدولة وتساوره مخاوفه من الأخ الكبير وغير الشقيق “التحالف العربي”، وقد بدأ يستعير ألبسة العداوة.

خلال الأيام الماضية، اصطفت الأحداث في المدينة: اغتيال دوكم، مظاهرات ضد تسليم طارق صالح لجبهة المخا، بيان ناصري ضد المظاهرة، بيان جيد للمحافظ يتحدث عن هيكل إنجازات في الطريق، أهمها الجانب الأمني، البيان جيد ومطمئن إن أغفلنا الديباجة المتوترة في رأس البيان والتي وصفت محركي المظاهرة بـ”الغوغائيين والأصوات المأجورة والطابور الخامس”؛ ولنكن صريحين، نحن لا نغفل عن ذلك، لأننا أصبحنا نعيش برغائب صيادي الأخطاء، وشخصيًا لو أن أبي قال مثل تلك الكلمات لخطأته.

وفي تعز الفاجعة التي ستتعدى المحافظة: اغتيال مسؤول في الصليب الأحمر الدولي، ربما كان الخبر مكررًا إن كان عن اغتيال خطيب جامع أو اغتيال عسكري عاد لتوه من جبهات القتال، تعودنا على ذلك، لكن أن يكون اغتيال مسؤول في الصليب الأحمر فهذه جديدة على أسماعنا.

وبعد جملة من الأحداث، يتجه المحافظ لايجاد مؤسسات الدولة. حملة أمنية تداهم المقرات لتسليمها إلى الجهات التي تنتسب إليها، تحدث اشتباكات مسلحة، تقطع الشوارع، ترفض كتائب أبو العباس بميولها السلفية المتشددة الانصياع للأوامر والتوجيهات التي خطها المحافظ، وبهذا الصدد تظهر التبريرات: بدأ بعض من شباب الناصري يقولون إن الحملة لم تكن منسقة مع أبو العباس، قال ناطق أبو العباس إنهم يواجهون لأنهم يريدون أن يكون تسليم المقرات بحضور وسائل الإعلام، بالطبع لنصور المباني ونغفل صور الآدميين حفاظًا على الكاميرات لأن أبو العباس يرفض التصوير، إثر ذلك لا تتوقف الإصابات، ترتفع حدة الاشتباكات من الخفيف إلى المتوسط، ومن المتوسط إلى الثقيل، يقول المحافظ “إن كتائب أبو العباس التابعة للواء 35 ليست المستهدفة من هذه الحملة، وأنها شريكة في استعادة مؤسسات الدولة، ويوجه بعدم الانجرار إلى مربع العنف ووقف إطلاق النار فورًا”.

لا تتوقف النار، يسقط قتلى من الذين تلقوا الأوامر لإيجاد الدولة..

ترسل لجان وساطة، ومراقبين من قبل المحافظ، قبل أن تستعاد المؤسسات..

الأمين العام للناصري يكتب خطابًا لأعضاء التنظيم يحثهم فيها بالوقوف مع الجهات الرسمية ضد المليشيات، مع الشرطة والجيش لاستعادة مؤسسات الدولة.

لا يحدث أي شيء.. تبقى معنويات بعض شباب الناصري إلى جوار أبو العباس المدرج من قبل أمريكا في قائمة الإرهاب وكذلك في قائمة الإمارات والسعودية وقطر.

لا يمكن التأكيد بأن أبو العباس إرهابيًا.. بحسب المعطيات، هو فصيل من المقاومة، وقد تعرض أفراد من فصائل أخرى لاغتيالات وهم عائدون من جبهات القتال.. أفراد متمردون وخارجون عن القانون وإرهابيون يختبؤون في أكناف أبو العباس. القيادات تعرف ذلك وقد تابعت التحقيقات بحثًا عن قتلة الأفراد ووجدتهم في مربعات كتائب العباس ولكنه لم يسلمهم.

يخاف من يتجه لبناء الدولة أن يعلن الحقيقة لسبب وجيه: أن يزعل الأخ الكبير من الحقيقة فيزيد من وضع تعز تعقيدًا..

كانت الحملة اختبارًا على ما يبدو لمعرفة مدى تقبل الأطراف لأوامر الدولة.

المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.

*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى