اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

فصل جديد للجماعة.. الحوثيون يسلمون السلطة السياسية للأكثر تطرفاً

آراء مسؤولين في الجماعة وحزب “صالح” وخبراء أجانب يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
أعلنت جماعة الحوثي المسلحة تعيين “مهدي المشاط” رئيساً للمجلس السياسي الأعلى (توازي رئاسة الجمهورية في مناطق سيطرة الجماعة)، ما يراه سياسيون وخبراء أجانب تسليم للسلطة للمتشددين.
وقال مسؤول في حزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء إنّ “المشاط” انتكاسة للجماعة وسيغلق أي حوار بين الحزب وجماعة الحوثي بعد مقتل “صالح الصماد”.
وحسب المسؤول الحزبي، الذي تحدث لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويته، فإن “المشاط” والمتشددين الأخرين المتسببين بزيادة التوترات بين الحوثيين و”علي عبدالله صالح” حتى وصلت إلى مقتله في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
يملك “المشاط” صلة “مصاهرة” ب”عبدالملك الحوثي” زعيم الجماعة ومدير مكتبه، ويده القوية داخل الجماعة نفسها، وكان عضواً في جلسات المشاورات المتعددة في “جنيف” و”بييل” و”الكويت”، وكتب عنه تقرير مجلس الخبراء التابع لمجلس الأمن أنه رئيس الوفد والمتحكم الرئيس بقراره وليس متحدث الجماعة محمد عبدالسلام.
ويُعتبر المشاط إلى جانب أبو علي عبدالله الحاكم (القيادي البارز في الجماعة) وعبدالكريم الحوثي (عم زعيم الجماعة) ومحمد علي الحوثي (رئيس اللجنة الثورية التي تديرها الجماعة وتسيطر بها على مؤسسات الدولة في ظِل)، أقطاب الدائرة الضيقة لصنع القرار في جماعة الحوثي، في إدارة شؤون المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.
وبعكس “الصماد” يبدو “المشاط” بعيداً عن وسائل الإعلام، حسب مسؤول في اللجنة الإعلامية داخل الجماعة.
 
متشدد ينفذ أوامر الجماعة
وقال المسؤول الحوثي، لـ”يمن مونيتور” طالباً عدم الكشف من هويته، إن “الصماد” كان يبدي مرونة كبيرة تجاه العمل السياسي والصحافي ما أكسبه وسطاً جيداً لمساندته ودعمه، لكن “المشاط” ضل عدائياً ضد وسائل الإعلام بما فيها الخاضعة للجماعة.
وأشار إلى أن “المشاط” أكثر تشدداً تجاه تنفيذ الموجهات العليا من الجماعة. وتم تعيينه في عضوية المجلس السياسي الأعلى في مايو/ أيار 2017، خلفًا للقيادي الحوثي “يوسف الفيشي”، الذي كان يبدي مرونة مع أنصار صالح.
يُمثل “المشاط” والثلاثة من القياديات الأخرين سبب انفصال العلاقة مع “صالح”، وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2016 كتب علي عبدالله صالح على فيسبوك يصف مسؤولا حوثياً، يعتقد أنه المشاط، بصفته “عميل ومندس”: “يحاول شق الصف الوطني، والتشكيك في مصداقية تحالف المؤتمر الشعبي العام وحلفائه مع (الحوثيين) وحلفائهم، للنيل من الوطن والثورة والجمهورية والوحدة”.
 
لا يخدم عملية السلام
وقال بيتر ساليسبري الخبير في معهد تشاتام هاوس البريطاني إنّ مقتل الصماد تعزيز لسلطة المتشددين في الجماعة حسب اتصالاته بعديد مسؤولين بالملف اليمني.
وأضاف ساليسبري في تغريدة على تويتر أن العناصر العسكرية داخل جماعة الحوثي المسلحة بمن فيهم محمد علي الحوثي كانوا على خلاف مع المعتدلين.
ولفت ساليسبري الذي يدرس الملف اليمني منذ سنوات لصالح المعهد البريطاني، إلى أنه “تم تهميش الصماد على مدار العام الماضي – 18 شهراً بالإضافة إلى خلاف مع فصيل “متشدد” داخل الحوثيين، وخاصة محمد علي الحوثي”.
وقال ساليسبري في رداً على من يقول إنّ “الصماد” لم يكن رجل السلام: حتى وإن كان كذلك فإن مقتله لا يخدم عملية السلام.

Sammads death and Mashats elevation to presidency of SPC viewed by my contacts as a consolidation of power for hard-line, more militaristic elements inside Houthis movement and for Mohammed Ali al-Houthi, who has been in dispute with moderates (all terms relative)
— Peter Salisbury (@peterjsalisbury) ٢٣ أبريل، ٢٠١٨

بعكس ساليسبري ترى ندوى الدوسري، وهي باحثة أولى غير مقيمة في “مشروع الديمقراطية في العالم العربي” متخصصة في الشأن اليمني، أن مقتل “الصماد” لن يكون لها تأثير كبير، إنَّ وجد، على أطراف الصراع في اليمن أو المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة.
مشيرة إلى أنّ الصماد بالرغم من مزاعم كونه معتدلاً إلا أنه لم يكن، سيداً -من الهاشميين- ولم يكن لديه أي سلطه حقيقية لصنع القرار داخل الجماعة المسلحة.

Death of Houthi leader Saleh Al-Samad won’t have much impact, if any, on #Yemen conflict or UN-led talks. Samad was allegedly a “moderate” but he was not a Sayyid, he held no real power & was not a decision maker within rebel group.1/2
— Nadwa Dawsari (@Ndawsari) ٢٣ أبريل، ٢٠١٨

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى