على غير عادته ظهر عبد الملك الحوثي بملامح فيها الكثير من الضعف والارتباك فمقتل صالح الصماد يبعث برسائل لها وقع قوي ومزلزل على معنويات زعيم جماعة الحوثيين واتباعه حيث يمكن القول إن عبد الملك الحوثي بات يقرا نهايته الوشيكة بعد مقتل أبرز رجالاته وهو ما قد يجعله يشعر أن أيامه أصبحت معدودة وان والوصول اليه لم يعد أمرا صعبا وهو ما بات واضحا من خلال ملامح الضعف والهزال التي ظهر فيها اليوم ما يعني أن الرجل بات يعيش في قلق وخوف على حياته التي لم تعد في مأمن.
اعتقد أن عبد الملك الحوثي ليس مكترثا لمقتل الصماد فهو يرى فيه موظف وخادم لديه ليس اكثر بقدر ما يرى فيه مؤشر قلق وخوف على حياته الشخصية خاصة مع تصاعد العمليات العسكرية واقترابها من معقله الرئيسي في مران حيث تشن قوات الجيش الوطني عملياتها العسكرية في محافظة صعدة من ثلاثة محاور من شمال صعدة عبر مديرية كتاف ومن الغرب عبر مديرية الظاهر ومن الشرق عبر مديرية الصفراء كما يمكن القول أن التغيير الاستراتيجي والعملياتي الذي صاحب العمليات العسكرية في البيضاء وجبهة الساحل الغربي وصعدة وخروج ميدي من قبضة الحوثيين قد غير كثيرا موازين القوى على الأرض لصالح الحكومة الشرعية وجعل مقاتلين الجماعة المدعومة من ايران يواجهون ضغطا كبيرا جراء الاستنزاف الذي يتعرضون له في مختلف الجبهات.
كل هذه المؤشرات تعطي دلالة واضحة على أن قرار الحسم العسكري قد يكون من الممكن أن التحالف والحكومة الشرعية قد اتخذاه هذا من ناحية ومن ناحية أخرى قد يؤدي تصاعد العمليات العسكرية وتكثيف التحالف لغاراته الجوية التي أرهقت الحوثيين كثيرا وادت إلى مقتل عدد من القيادات العسكرية والميدانية بالإضافة إلي مقتل الصماد الذي يمثل مقتله خسارة كبيرة للحوثيين بما يتمتع به من علاقات جيدة مع رجال القبائل وقدرته على تبيض وتلميع الوجه القبيح للحوثيين بما يمثله من واجهة سياسية وان كانت على نحو ديكوري كل هذه المعطيات قد تؤدي إلي ظهور الكثير من الإشكاليات في قادم الأيام لدى جماعة الحوثي من الصعب معالجتها وهذا قد يؤدي إلي إجبار المتمردين الحوثيين إلي القبول باي صيغة للحل يمكن من خلالها الحفاظ ولو على جزء بسيط من المكاسب أهمها المشاركة في أي حكومة يتم الاتفاق على تشكيلها وتمنع محاكمتهم وملاحقتهم كمجرمين على ما اقترفوه من جرائم بحق اليمنيين هذا في حال ثبت أن التحالف هو الذي قتل الصماد وهو المرجح غير أن تأخير الإعلان عن مقتل الصماد.
بالإضافة إلى عدم انتماء الصماد إلى نفس السلالة التي ينتمي إليها عبد الملك الحوثي وهي السلالة الهاشمية قد يثير الكثير من الشكوك حول ملابسات مقتلة خاصة انه يأتي في ظل ظروف صعبة تمر بها جماعة الحوثي على الصعيد الميداني وفي ظل الحديث عن وجود خلافات داخل الجماعة التي سيطرة على الحكم عن طريق انقلاب عسكري على الحكومة الشرعية ما قد يجعل وجود رجل من ال البيت في منصب رئيس المجلس السياسي اضمن لزعيم الجماعة الحوثية الذي يخشى من حدوث انشقاقات داخل جماعته قد تؤدي إلى إصابة حركته في مقتل.
وفي كلتا الحالتين في فان كل المعطيات تؤكد أن جماعة الحوثي التي سيطرة على البلاد عسكريا وأجبرت الرئيس الشرعي على الفرار باتت تعيش العد التنازلي لنهايتها وهي نهاية طبيعية وحتمية لجماعة نشأة وترعرعت على العنف وفرضت على اليمنيين أسوا أساليب الحكم التي لم يعرف عنها أحد من قبل.