سهى لم تقدم موالًا طويلًا حتى الآن، لكن خصوصية الأغنية اليمنية بدأت تظهر في المسابقات العربية، وهذا أمر جيد.
لم تتأهل سهى المصري بتصويت الجمهور، وبما أن لعضو لجنة التحكيم الحق في اختيار متسابق، فقد كان حظ سهى طيبًا، واختارتها أحلام في مسابقة ذا فويس.
اليمنيون على وضعهم، يشجعون من يمثلهم وبحماسة منقطعة النظير، هذا ما جعل منظمو المسابقات يصرون على وجود اليمني في مرحلة تصويت الجمهور.
لسنا ضليعين بالأصوات ورخامتها، ولا المقامات، ولا بطبقات الحناجر، وسهى رائعة لكن الجمهور اليمني بدا منهكًا أكثر من ذي قبل، وقياسًا بوضع المهتمين في القرية هذه المرة لن نشكك بنسب التصويت التي ستعلنها القناة، نشاهد ما تغنيه سهى بعد أيام من بث الحلقة لنرى كيف غنت.
التفاعل كان أكبر في ذا فويس كيدز، وصلت الطفلة ماريا قحطان إلى الحلقة النهائية وكان ذلك مشجعًا..
لِمَ لمْ نصوت لسهى، ولم لم تفز ماريا؟
دعونا لا ندخل بنظرة الرجل الشرقي، لأن ذلك سيحول من جهلنا بالجهات إلى مسخرة..
ولا بالذكورية والتقيد بصرامة العادات والتقاليد، إذ لا يمكن ليمني أن ينظر لطفلة تغني كمارقة عن التعاليم..
هذا تفسير لجارنا في القرية: لم يشجعوها، لا يريدون رؤية شعرها عندما تكبر!.
في حالة سهى ستتعدد التفسيرات: سهى تعمل في قناة تابعة لتوكل كرمان، لذا سيقفز خصوم توكل ومعارضيها ومن يخالفها ليضع سهى في تنظيم الأخوات المسلمات.. بعضهم سيقولون: سهى خدعتنا في مرحلة الصوت وبس، أسرتنا في الزي اليمني والمقرمة، سهى خلعت المقرمة في مرحلة المواجهة وبان شعرها، تطورت سهى في المرحلة التالية، قصت شعرها وصبغته.
يتعدى الأمر من كونه صوتًا رائعًا إلى مسألة شكليات، وحين يحضر الصوت نقوم بحشر آرائنا في مسألة انتقاء الأغاني.
حسنًا فعلت سهى وغنت للكبير محمد مرشد ناجي..
“علم سيري.. علم سيري” تتطلب الأغنية حركات جذب سلسة، هزة رأس من أعلى للأسفل كما يفعل المرشدي، السكتة الخفيفة عند “لا مرحبا بش.. وباهلش”..
لا تتيح الأغنية استعراضًا صوتيًا يجذب الجمهور العربي كله.. سهى لم تقدم موالًا طويلًا حتى الآن، لكن خصوصية الأغنية اليمنية بدأت تظهر في المسابقات العربية، وهذا أمر جيد.
الجمهور الذي لم ينهكه الحرب، مشغول بترتيبات التوبة لاستقبال رمضان.. نشتي موشح.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.