الإطار الجديد للأمم المتحدة في اليمن.. توسيع الأطراف الفاعلة على طاولة المفاوضات (تحليل خاص)
وصفها غريفيث بالأطراف الضرورية لمهمة محددة يمن مونيتور/ صنعاء/ تحليل خاص:
أفصح مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث خلال كلمته، يوم الثلاثاء، بمجلس الأمن الدولي عن محددات خطته للوصول إلى المشاورات بين الأطراف اليمنية المتوقفة منذ يوليو/تموز2016، وذلك بعد جولة استماع للأطراف بين صنعاء والرياض ومسقط وعمّان وأبوظبي منذ بدء مهمته قبل شهرين.
وحسب ما تشير كلمته أمام المجلس، فإن “غريفيث” يذهب نحو توسيع دائرة الأطراف والمجموعات المؤثرة في الحرب اليمنية، من أجل التوصل إلى اتفاق إيقاف الحرب، فمن الواضح أنّ هناك حوار شامل يشمل أطراف عِدة من بينها الحكومة الشرعية والحوثيين، وكرر “غريفيث” مراراً حديثه عن دور لمنظمات المجتمع المدني.
ومن هذه الأطراف ما وصفها بـ”المجموعات الجنوبية” التي التقاها، يشمل ذلك ما بات يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي -السلطة الموازية للحكومة الشرعية في المناطق الخاضعة لسيطرتها- وكان غريفيث قد التقى برؤساء سابقين لدولة جنوب اليمن -قبل الوحدة عام 1990- وقيادات في المجلس الجنوبي بأبوظبي.
أولاً: أطراف جنوبية
وقال غريفيث: “لن يكون هناك سلام في اليمن إذا لم نستمع إلى أصوات الجنوب، ونتأكد من تضمينها في الترتيبات السّياسية التي تنهي الحرب”؛ وكان دبلوماسي خليجي قال لـ”يمن مونيتور” في تقرير سابق إنّ الدبلوماسيين الغربيين مصابين بحيرة من تعدد الأطراف الممثلة للمحافظات الجنوبية وأن هناك حاجة لتوحيدهم قبل أنّ يتم تمثيل طرف دون طرف.
ويشير غريفيث إلى أنّه وبالرغم من عدم زيارته إلى الجنوب إلا أنّ ذَكّرَ بأن الصراع أحدث تغييرات رئيسية على الأرض في المحافظات الجنوبية، و”جعل احباطات وتطلعات الجنوبيين الطويلة الأمد أكثر وضوحاً”. ما يعني أنَّ غريفيث يتجاهل تحذيرات الحكومة المعترف بها دولياً بشأن إشراك المجلس الانتقالي الجنوبي ويدفع باتجاه تمثليهم.
ثانياً: الأطراف الضرورية لمهمة محددة
يتابع غريفيث القول إنّه “يتعين علينا في المقام الأول تحويل طاقاتنا صوب العمل لوقف الحرب”، محدداً ماهيّة الأطراف الضرورية لهذه “المهمة” المحددة، بالقول: “هي التي يمكن أنَّ تُسهم قراراتها في إنهاء الحرب”.
وقال غريفيث إنّ الهدف هو التوصل لـ”تسوية سياسية شاملة” عن طريق الحوار الشامل بين اليمنيين كسبيل لإنهاء الحرب. لكنه طلب مقابل ذلك أنَّ يتمكن مكتبه من الوصول “دون قيود أو شروط” إلى جميع أصحاب الشأن المعنيين. بمعنى يجب أنّ تتخلى الأطراف عن تحفظاتها تجاه أي أطراف يرى المبعوث الدولي أنها ملزمة للوصول للمهمة المحددة سلفاً بوقف “الحرب”.
وخلال الجولات السابقة من المشاورات التي توقفت في يوليو/تموز2016 كان هناك طرفان في المشاورات الحوثيون وحليفهم علي عبدالله صالح، والحكومة المعترف بها دولياً.
ثالثاً: مشاركة أوسع ضمن أعمال الانتقال
ينتقل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى نقطة أوسع لاتفاق السلام الذي يحاول صياغة خُطَّة الإطار التابعة للأطراف المتفاوضة خلال شهرين. وقال إنّ “بناء السلام سيكون مهمة أكبر، تستند إلى سوابق مختلفة ومشاركة أوسع”، محدداً مؤتمر الحوار الوطني (2013-2014) بسجله ذي الشمولية والمشاركة المدنية مبعث الإعجاب، سابقة حاسمة.
مشيراً إلى أن مؤتمر الحوار الوطني سيكون جدولاً لأعمال الانتقال الذي يشمل: أ. المصالحة وهو ما يتطلب اهتماماً كبيراً بعد نهاية الصراع؛ ب.المراجعة الدستورية: يملك الحوثيون طلباً بمراجعة نظام الأقاليم، ج. إعادة الإعمار وإعادة بناء مؤسسات الدولة.
وقال إن هذه الأمور المتعلقة بتحويل الدولة وبناءها يستدعي مشاركة كاملة من منظمات المجتمع المدني لضمان أنَّ تتجاوز هذه العملية جانب السياسة وتعكس تطلعات اليمنيين. وربما أنّ المبعوث الأممي يرى أنّ تكثيف عمل منظمات المجتمع المدني وإشراكها في العملية الانتقالية سيوقف حالة الجدل بين الأطراف السّياسية.
رابعاً: عملية الحديدة كمبعث قلق
في الشق الثاني من كلمته ركز “غريفيث” على بواعث القلق في عمله، وأبرز ما أشار إليه أنّ الخطوط الأمامية للحرب لم تتغير بشكل كبير مع “وجود تقارير مزعجة بسقوط ضحايا بين المدنيين”.
ولفت غريفيث إلى أنّ حركات القوات في اليمن “آخذة في التزايد وأن الأفاق الرهيبة للعمليات العسكرية المكثفة في الحديدة، التي لُوح عنها منذ فترة طويلة، قد تكون وشيكة”، ومنذ ابريل/نيسان2017 يجري الحديث عن عملية عسكرية وشيكة في الحديدة تقوم بها قوات التحالف العربي لكن يبدو أنّ تأخرها يعود لتدخلات دولية خوفاً من تصاعد الأزمة الإنسانية إذ يعتمد معظم اليمنيين على واردات مينائها الحيوي.
ويتابع المبعوث القول: “قلقنا يكمن في أنّ أيّ من هذه التطورات قد تفضي إلى أخذ السلام بعيداً عن الطاولة. أنني مقتنع أنَّ هناك خطراً حقيقياً جراء ذلك”.
يشير غريفيث في هذه النقطة إلى أنّ المجتمع الدولي بحاجة عاجلة لإيجاد سُبل لتقليل فرص الأحداث التي قد تغير قواعد المسار وتحيدها.
خامساً: الحاجة لدبلوماسية الضغط
ينتقل “غريفيث” إلى ما يحتاجه لتسهيل جهوده، وهي الطريقة التي يستخدمها في العادة، استخدام الدبلوماسية الغربية النشطة في اليمن من أجل الضغط على الأطراف اليمنية والإقليمية المتداخلة في الصراع لتسهيل عبوره دون الحاجة لخلق أزمات بين الأمم المتحدة وتلك الأطراف.
وقال غريفيث في هذه النقطة إنَّ “الوساطة من دون وجود دعم دبلوماسي يسندها تؤول إلى الإخفاق، سوف نعمل كل ما في وسعنا بغية إيجاد اتفاقيات فعالة بين اليمنيين. ولكن بالنسبة لأعضاء مجلس الأمن وغيرهم من الدول الأعضاء يتعين بين الفينةِ والأخرى، أنَّ يضعوا قوة الرأي الدولي ظهيراً لهذه الاتفاقات. وحدتكم وعزمكم سيكونان الحاسمين”.