أنا لست محللًا، وعبدالملك الحوثي ليس سوى زعيم مليشيا تقدسه، وبالمجمل هذا ليس الموضوع الذي أردت كتابته.
لا أعرف إن كان لعبدالملك الحوثي طفل أم لا؟ لا أعرف إن كان متزوجًا من عدمه؟
هذا الجزء الذي يشكل الشخصية وطباعها غافلون عنه، الاقتراب منه ما زال عيبًا، رغم أن المحللين يهتمون بالتفاصيل لاستقراء توجهات الإنسان، أذكر أني قرأت ذلك في خريف الغضب لهيكل، هيكل الذي لم ينسَ حتى اللقب ولون بشرة الرئيس السادات بتلميحات مهينة.
أنا لست محللًا، وعبدالملك الحوثي ليس سوى زعيم مليشيا تقدسه، وبالمجمل هذا ليس الموضوع الذي أردت كتابته.
أنا فقط ينتابني الفضول القروي أحيانًا، لماذا يطلقون على عبدالملك، أبو جبريل. ليس بالضرورة أن يكون متزوجًا ليطلقوا عليه “أبو فلان”، فتى في الخامسة عشر، ذهب مع المليشيا وعاد صورة، وعلى الصورة اسمه كان مذهلًا بديباجة الخضرة ورتبة الشهيد، اسمه “أبو البراق”، حتى أمه تفاجأت، والقرية أيضًا، وهو لا شك ستنتابه المفاجأة من الكنية، ولكن في القبر.
متحوث يريني صورة لطفل، على شق الطفل مسدس كلوك بثلث قامته، أكد أن الطفل هو جبريل بن “السيد”، لا شك يبدو مفتهنًا وأثر النعمة على وجهه الوضاء، وليس كحالة أفراد المليشيا البائسين. الطفل في كهف، وفكرة توريث القداسة من عبدالملك إلى طفله جبريل، تذكرني بحركة الحشاشين وتأسيسها وطريقة الاحتفاظ بالنسل المقدس، لا أذكر كل التفاصيل بالطبع، عندما واجهت حركة الحشاشين الجيوش وانتهجت سياسة الاغتيال، كان حظ المواجهة متفاوتًا، مرة تم حصرها، تعرضت لهزيمة منكرة، قتل الرمز وبقى طفله، فقامت حركت الحشاشين بتهريب الطفل، بإخبائه، بتربيته بعيدًا عن الأعين، كي يكبر ويكون رمزًا بعد أبيه.
أوف.. مرة أخرى.. ليس هذا الموضوع الذي أردت كتابته.
أنا فقط شاهدت مقطع فيديو يتحدث عن عبقرية الأطفال. شدني ما قاله المتحدث، يبدو عالمًا شاهدته في أحد الأفلام الوثائقية، ليس عالم دين بالطبع، وقد قمت بتفريغ الترجمة كي نسامح الأطفال عن العبث الذي يحدثونه فيما يتعلق بالبيض، كي نذهب للعلم، وننظر لموقع جبريل بن عبدالملك الحوثي مما يقوله الرجل، ما:
“كل الأطفال يولدون علماء، دائمًا ما يحومون حول الصخور، وينتزعون الأزهار، دائمًا ما يفعلون الأشياء المخربة، وهكذا يتم اكتشاف الأمور، تقوم بتفكيك الأشياء رغم أنك لا تعرف كيف تجمعها، وهذا ما يفعله الأطفال، والعلماء البالغين هم أطفال لم يكبروا أبدًا، هذا ما يفعله العالم البالغ، إذ أن ما يحدث في المنزل هو أن الطفل يفتح الثلاجة ويعبث بالبيض ويبدأ اللعب بها، بديهيًا، ما الذي ستفعله إن كنت أماً أو أباً؟
توقف عن اللعب بالبيض قد تكسرها، أعدها إلى مكانها..
عفوًا فهذه تجربة فعلية حول قوة المادة.. دع الطفل يكتشف أن سقوط البيضة سيؤدي لانكسارها، فهذه تجربة فيزيائية له، ثم بعدها ستصبح تجربة بيولوجية، يخرج الصفار وتخبره أن هذا سيصبح دجاجة في يوم ما، مهلًا.. كيف سيصبح هذا الصفار اللزج دجاجة؟
رائع.. هذا هو علم الأحياء.. اكتشف ذلك.. وكم سيكلفك بيضة؟
20 سنتًا..
عميد كلية هارفارد قال ذات مرة: إذا كنت تعتقد أن التعليم غالي التكلفة، إذن فعليك أن تجرب تكلفة الجهل.. إذا لم يكن لدينا ما يكفي من الآباء والأمهات الذين يفهمون غريزة الفضول لدى أطفالهم، لأنهم فقط يريدون الحفاظ على النظام في منازلهم، الأطفال يذهبون إلى المطبخ ويعبثون بالأواني، ويطبلون عليها، ما أول شيء ستفعله حين ترى كل ذلك؟
توقف عن إحداث كل هذا الضجيج.. توقف عن الضرب.. سوف تتسخ الأواني..
لقد دمرت للتو تجربة بحثية حول الأصوات، لذلك أنا لست قلقًا بشأن الأطفال، يقول البعض كيف أجعل أبنائي يهتمون بالعلوم؟
إنهم مهتمون بالعلوم أساسًا..
أنت هو المشكلة”.
أعدت تشغيل الفيديو مرارًا، وفي كل مرة أقتنع بما يقول الرجل، وتأخذني الحماسة إلى التبرع بقيمة طبق بيض كامل لجبريل.
نعم.. ليعبث بالبيض، ليكسرها، ليكتشف أو لا يكتشف.. المهم هو الكف عن العبث بجماجم اليمنيين وتحويلها إلى ما يشبه البيض.
أنت هو المشكلة يا عبدالملك.
هذا ما أردت كتابته تقريبًا.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.