تقاريرغير مصنف

زراعة الموت: ألغام الحوثي كابوس يطارد اليمنيين في منازلهم وحقولهم

وبين يوم وآخر تتضاعف خسائر اليمنيين ويدفع المدنيون فاتورة باهظة، فالحوثيون لغموا الأرض والبحر.

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/خاص
شكلت الألغام في اليمن، منذُ أندلاع الحرب كابوس مخيف يطارد اليمنيين، في منازلهم وحقولهم وطرقهم، إلى جانب ثالوث الحرب والجوع والمرض.
وأول أمس الأربعاء، صادف اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام، فقد مر بدون ضجيج، أو إدانات من قبل المنظمات الدولية والحقوقية وغيرها، مر واليمن غارقة في وحل الألغام التي زرعتها جماعة الحوثي في معظم مناطق اليمن ليدفع المدنيين والنساء والأطفال الثمن التي تطاردهم في حقولهم وعند منازلهم وحتى حظائر المواشي لم تسلم منها.
وبين يوم وآخر تتضاعف خسائر اليمنيين ويدفع المدنيون فاتورة باهظة، فالحوثيون لغموا الأرض والبحر.
وكان مركز “أبحاث التسليح في الصراعات” ومقره لندن، قد كشف في وقت سابق عن استخدام الحوثيين لعبوات ناسفة على شكل صخور (أحجار) في اليمن، قال إنها تحمل أوجه تشابه مع قنابل أخرى استخدمها حزب الله في جنوب لبنان ومتمردون في العراق والبحرين، مما يشير إلى بصمة إيرانية في صنعها.
وتتهم منظمات حقوقية ودولية جماعة الحوثي، بزراعة أكثر من نصف مليون لغم، في المحافظات اليمنية المحررة، بينها ألغام محرمة دوليا، أودت بحياة المئات من المدنيين وتسببت بآلاف الإعاقات الدائمة لآخرين.
زراعة الألغام من أكبر جرائم الحرب
وذكر مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان( hritc ) إن أكبر جرائم الحرب التي ارتكبت في اليمن خلال الثلاثة الأعوام الماضية تمثلت في زراعة الألغام.
وأضاف المركز وهو منظمة إقليمية حاصلة على الصفة الاستشارية بالأمم المتحدة في بيان له الأربعاء بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام والذي يصادف الرابع من أبريل من كل عام، أن اليمن عانت أكثر من غيرها من كارثة الألغام والتي حصدت آلاف الأبرياء في نزاعات مختلفة.
وأكد البيان أن جماعة الحوثي استخدمت الألغام في مجملها بمناطق آهلة بالسكان وبطريقة ممنهجة قاصدة إحداث أكبر ضرر بالمواطنين والمعارضين لها.
وذكر المركز أن تعز تأتي في صدارة المناطق التي عانت من كارثة زراعة الألغام وآثارها المدمرة على السكان والمنشآت، حيث عمدت  جماعة الحوثي وأتباعها خلال ثلاثة أعوام على منهج تسوير المناطق الآهلة بالسكان بحقول ألغام دون خرائط معلومة.
وحسب إحصائيات فريق الرصد بمركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان(hritc ) والتي عمل على تجميعها للفترة السابقة وخلال ثلاثة أعوام مضت فقد أظهرت مقتل ما يقارب من 700 مدني نتيجة الألغام بينهم 32 طفلا و14  امرأة.
ولفت المركز إلى أن أعداد المصابين وفق إحصائيات ميدانية وتقارير متطابقة في تعز بلغت ما يقارب  1100 إصابة في أوساط المدنيين بينهم 38 طفلا و17 امرأة.
وكشف عن نفوق العديد من الحيوانات التي تعتمد الأسر عليها في غذائها ومعيشتها اليومية وزراعة الحقول والمزارع والتي تعتبر مصدر الدخل الوحيد لدى العشرات من الأسر.
وبحسب المركز فقد تم تفجير العشرات من المنازل أو تدمير أجزاء واسعة منها عبر تفخيخها بالألغام والتي تنفجر عقب كل مغادرة للحوثيين وبمجرد عودة الأسرة إليها أو أحد أفرادها لتفقدها أو أخذ أشياء منها.
وقال إن جماعة الحوثي تتعمد زراعة الألغام والمتفجرات على الطرقات وفي المنازل وفي وسط الأحياء ومداخل القرى والأرياف وأوساط المزارع وغيرها.
لم تسلم حظائر المواشي من ألغام الحوثي
من جانبه أكد رئيس دائرة التوجية المعنوي في الجيش اليمني، اللواء الركن “محسن خصروف”، أن الألغام التي تزرعها جماعة الحوثي المسلحة تسببت في قتل الآلاف من المدنيين معظمهم من النساء والأطفال.
جاء ذلك خلال الفعاليات الإنسانية التي شهدتها محافظة مأرب، والذي تخللها ومعرض صور توثيقي ويوم مفتوح لضحايا الالغام من الاطفال في محافظتي الجوف ومارب، احياء لليوم العالمي للتوعية بمخاطر الالغام اقامتها الهيئة الوطنية للحقوق والحريات “هود” (فريق اقليم سبأ) وفريق “بنيان” للتنمية المجتمعية وحقوق الانسان امس الاربعاء.
واتهم “خصروف” جماعة الحوثي بمواصلة زرع الألغام المحرمة دوليا، في كل شبر وصلت إليه من المناطق اليمنية المختلفة.
وقال اللواء خصروف إن “الفرق الهندسية في الجيش الوطني انتزعت الاف الالغام من المناطق التي حررتها، وقامت بإتلافها او تعطيلها”.
ولفت إلى أن الحوثيين زرعوا الالغام في أماكن لا يتصورها أي عقلٍ اجرامي حيث قال: “زرعت مليشيا الحوثي الانقلابية الالغام حتى في ابواب المنازل وحظائر المواشي وزرعتها بأشكال مموهة عدة وبشبكات للمنازل تسببت بمقتل الالاف من المدنيين نساء ورجالاً واطفال”.
وطالب العسكري اليمني ، المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان الدولية بالخروج من المنطقة الرمادية التي تقف فيها والتوقف عن تقديم دعم للمليشيا تستخدمه في صنع وزراعة الالغام وقتل اليمنيين.
اليمن يعيش أكبر كارثة إنسانية
ويذهب الناشط الحقوقي اليمني “عبدالرحمن برمان”، إلى أن اليمن تعيش أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث، كما تؤكد الأمم المتحدة في ظل انقطاع الرواتب واستمرار الحرب ومنع الحوثيين لوصول المساعدات، وتسخيرهم للمجهود الحربي، وزرعهم للألغام التي تحصد أرواح الكثير، خصوصاً بين المدنيين، ومهاجمتهم للمدن الآمنة مثل تعز وغيرها”.
اعتبر برمان في تصرحات صحفية  أن “الأكثر إيلاماً هو الأخطاء الكبيرة لطائرات التحالف العربي، الذي كان يشكل بارقة أمل لليمنيين في استعادة الدولة والحكومة الشرعية والقضاء على المليشيات، لكنه في الفترة الأخيرة وجه ضربات متكررة حصدت كثيراً من المدنيين”.
ودعا برمان التحالف إلى “إعادة النظر في استراتيجيته، والتحقيق في هذه الأخطاء التي حصدت أرواح المدنيين، وسرعة تعويض الضحايا، وكذلك سرعة حسم المعركة؛ لأنه كلما طالت الحرب زادت الكلفة البشرية والمالية، وقد تكون التكلفة كبيرة على التحالف إذا تأخر، وقد تصبح جماعة الحوثي عصية مستقبلاً إذا استمر التحالف بالتعامل معها بهذه الطريقة”.
.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى