(انفراد) اعتصامات مفتوحة أمام البنوك في صنعاء لاستقبال حوالات “الضمان الاجتماعي”
الفئة الأشد فقراً في اليمن ترعاها الضمان الاجتماعي يمن مونيتور/صنعاء/خاص:
تدفقت آلاف الأسر اليمنية، اليوم الخميس، إلى أبواب البنوك في العاصمة صنعاء لاستلام التحويلات النقدية الخاصة بالضمان الاجتماعي، المقدمة من قبل البنك الدولي ومنظمة اليونيسيف لعدد 70 ألف مستهدف بالعاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وقال مراسل “يمن مونيتور” في صنعاء، إنَّ المشهد يعبر عن الحالة الصعبة التي تعيشها الأسر اليمنية وساعات الانتظار التي تستمر أياماً للحصول على مبالغ ضئيلة.
مضيفاً: أن المواطنين محتشدين أمام البنوك بتجمهرات واعتصامات مفتوحة تستمر لأيام بأعداد كبيرة تعكس المعاناة التي وصل بها الشعب لهذه الدرجة.
وتوقف صرف مستحقات الضمان الاجتماعي للأسر الفقيرة من قبل الحكومة الثلاث السنوات الأخيرة، حيث كان صندوق الرعاية الاجتماعية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية يمنح الشخص المستهدف نحو 20 دولارًا في الشهر، تصرف كل ثلاثة أشهر.
وتكفلت منظمة اليونيسيف عملية الإشراف والمتابعة والصرف والفحص للحالات المستحقة من الرعاية الاجتماعية في اليمن، فيما تكفل البنك الدولي بصرف التمويلات اللازمة لمستحقين الأول والثاني من العام الجاري.
وكشف مصدر في بنك الأمل للتمويل الأصغر في تصريح خاص لـ”يمن مونيتور”: إن بنك الأمل للتمويل الأصغر تولى عملية التحويلات النقدية للمستفيدين من شريحة الضمان الاجتماعي ونظراً للإقبال المهول على جميع الفروع (خروج آلية الصرف عن استيعاب الأسر) والحضور الجماهيري الكبير للضمان الاجتماعي اضطر البنك إلى الاستعانة بعدد من الصرافين لاستيعاب الضغط الهائل الذي يواجه البنك في استقبال حالات الضمان الاجتماعي.
مشيراً: إن هذه المبالغ رغم قلتها إلا أنها تشكل شيء كبير لحالات الضمان الاجتماعي بعد أن عجزت الحكومة عن صرف أي شيء لهذه الشريحة المسحوقة لعدة سنوات، مشيراً إلى أن حالات الضمان الاجتماعي تتجاوز المليون أسرة مقدمة من البنك الدولي عن طريق منظمة اليونيسف في العديد من محافظات الجمهورية.
سعيد، أحد المستفيدين من حالات الضمان الاجتماعي يقول لـ”يمن مونيتور”: أن المبالغ المحولة لنا تصل إلى 12 ألف ريال وقد انقطعت لعدة سنوات والآن أبلغونا أن منظمة اليونيسف تقوم بصرفها وها أنا لليوم الثاني بانتظار حصولي على المبلغ بفارغ الصبر بعد انقطاع جميع مصادر الدخل.
وأضاف سعيد أن عمله كعامل بناء لم يكن مناسباً إذ أنَّ بعض الأيام يعمل والأيام الأخرى لا، واضطره ذلك إلى الاقتراض من أقاربه ولم يتمكن من سداد أي مبلغ طوال العامين الماضيين.
ويعد مستحقي الضمان الاجتماعي هم من الأسر الأشد فقرا فقد أجريت لهم بعض المعالجات البسيطة كإعطاء الأولية لمستفيدي الضمان الاجتماعي أثناء توزيع مواد الإغاثة من منظمات الأمم المتحدة، إلا أنها لم تكن كافي للتعافي.
ويعيش اليمن أوضاعاً إنسانية وصحية صعبة، فضلا عن تدهور حاد في اقتصاد البلد الفقير، نتيجة استمرار الحرب، التي دخلت عامها الثالث.
من جانبها حاولت جماعة الحوثي الظهور أنها هي من قدمت هذه المبالغ عبر نشر أخبار أطلقت عليها “صرف مستحقات المرحلة الثانية للمستفيدين من مساعدات الضمان لصندوق الرعاية الاجتماعية” مع أنها مقدمة من قبل البنك الدولي ومنظمة اليونيسيف.