كتابات خاصة

تهامة.. أشد قتامة

قكرية شحرة

تهامة المنسية صار ذكرها قيظا كأحداثها الدامية..
كجوها الرتيب الساكن؛ كحالها الذي يراوح بين الجوع والقتل.
لا تذكر مناطق الفقراء إلا في إحصائيات الكوارث البشرية أو الطبيعية. تهامة المنسية صار ذكرها قيظا كأحداثها الدامية..

كجوها الرتيب الساكن؛ كحالها الذي يراوح بين الجوع والقتل.
لا تذكر مناطق الفقراء إلا في إحصائيات الكوارث البشرية أو الطبيعية.
تهامة الأوفر مواردا والأشد فقرا عانت التهميش ونهب الموارد سابقا وتعاني الاحتلال المليشاوي بجبروتهم وسرقاتهم الفاضحة حاليا؛ وأخيرا وهبتها الحرب طرفا آخر هو قصف التحالف الجائر بلا هوادة وبكل استخفاف.
نقمتها أنها تهامة الغنية بذاتها فتسلطت عليها كل القوى في تجاهل لمعاناة ثلاثة مليون ساكن يفتقدون أبسط حق في الحياة.
تهامة التي ضربت أهاليها مجاعة على مقربة من المتخمين شبعا وترفا تضربهم صواريخ التحالف لتنهي فقرهم وحياتهم بكل بساطة ..ألا يعد لكم هذا حلا من حلول التحالف؟!
معاناتهم صعبة التصديق في عقول الطبقة الرخوة من البشر فشظف العيش لا يحتمل عند المنعمون .. ربما في موت هؤلاء راحة لهم رغم مرارة القهر والظلم.
تهامة جوهرة البلاد تحولت إلى قطعة فحم تحترق لكثرة الوقادون حولها.
 في صراع القوى يذهب الضعفاء من الفقراء الأشد بؤسا وشقاء ضحايا من أرقام فقط.
نازحي المخيمات أولئك المهجرون من ديارهم تذروهم الحروب كهشيم من عصف مأكول.
يعانون أسوأ الظروف وأحلكها في فرار من مصير أشد ألما ليكون الموت هدية الصبر والشقاء لهم.
فماذا فعل بكم مخيم نازحي تهامة يا قوات التحالف؟
قولوا لنا ولو تبريرا واحدا يجعلنا نطمئن أنكم مثلنا بشرا وليس وحوشا.
هل أراد بكم ذلك الجنين الذي اندفع مع أحشاء أمه شرا؟
هل وجوه هؤلاء الكالحة تعبا تقف حائلا أمام أطماعكم في أرضهم؟
أي نوع من المساعدة تساعدوننا أيها القتلة؟!
لا أخطاء هنا إنما هي خطايا تشتد قبضتها على رقابكم فدماء أطفال تهامة ليست رخيصة.
الرخيص وعودكم بتحقيق يظهر أسباب حقدكم وحقارتكم والأرخص صمتنا في كل مرة.
 منذ القدم تأصلت نظرة الأدنى والأعلى عند البشر لبعضهم ودائما هناك فئة لا تقيم وزنا لحياة فئة أخرى.. ربما لها علاقة بحقد قابيل ضد أخيه..
إنما نظرة الفوقية الموجهة نحو منهم “أقل” في نظر الآخر.
الأقل قوة.. الأقل متاعا.. الأقل حيلة وحالا وهم الأكثر بساطة وفقرا وضعفا.
يقابلهم الأكثر قوة وبطشا واستخفافا وأكثر حقدا والأقل أخلاقا وإنسانية.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى