رياضةغير مصنف

في زمن الحرب.. منتخب اليمن يرسم البسمة على وجوه المواطنين

بلغ النهائيات الأسيوية لأول مرة منذ 4 عقود يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
“يولد الابداع من رحم المعاناة” مقولة قديمة، تمكن منتخب اليمن الأول لكرة القدم من تجديد صداها في أوساط الجماهير اليمنية، عبر انجاز تاريخي تمثل في التأهل إلى نهائيات كأس أسيا لأول مرة منذ 42 عام.
على الرغم من توقف الدوري المحلي للكرة اليمنية منذ 2015، بسبب الحرب الدائرة في البلاد والتي تدخل عامها الرابع، إلا أن المنتخب اليمني بجهود فردية وإرادة ذاتية، استطاع أن يحجز مقعداً في سجل أفضل 24 منتخب في القارة الصفراء.
إذ لم تستطيع السياسة أو عرابينها من توحيد اليمنيين تحت روح واحدة، كما فعل لاعبي منتخب اليمن من رسم البسمة والفرحة على وجوه أكثر من 23 مليون يمني.
التأهل بداية المشوار
البداية كانت من لاعب المنتخب اليمني محمد السروري المحترف في صفوف الوكرة القطري الذي هنئ الجميع في مستهل حديثه بمناسبة التأهل التاريخي الذي حققه منتخبنا الوطني بالصعود لنهائيات كأس أسيا بالإمارات 2019.
وقال السروري لـ” يمن مونيتور” :” أرى أن هذا الإنجاز لم يأت من فراغ بل أتى من تعب ومعاناة وتضحيات كثيرة جدا، وكل هذه التضحيات تتلاشى عندما يتطلب منا ذلك الوطن فهو أهم من أي تضحيات نبذلها نحن كلاعبين”.
ووجه السروري شكره وتقديره لكل من وقف مع المنتخب ولكل من عمل على توفير أي إمكانيات وتسهيلات كبيرة، وكذا الجمهور الرائع والذي ساند المنتخب طوال فترة التصفيات.
وأضاف:” رغم الظروف الصعبة التي أتعبتنا واتعبت الشعب عامة، لكن الحمد لله تغلبنا على الظروف وتجاوزنا أهم مرحله وتأهلنا رغم كل الصعوبات التي واجهتنا”
وأكد السروري أن “التأهل هي بداية المشوار” متمنيا أن تكون البداية لأجمل إنجازات قادمة ستتحقق للشعب اليمني.
انجاز تأريخي
بدوره، اعتبر المدرب الوطني باسم عبدالحفيظ هذا التأهل إنجاز يكتب للكرة اليمنية في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وفي ظل توقف كل المسابقات التي ينظمها اتحاد كرة القدم في بلادنا منذ عام 2015 حتى اليوم.
وقال باسم لـ” يمن مونيتور” سيكتب التاريخ بأن هؤلاء اللاعبين هم من سطروا أسماهم في أول مشاركة للجمهورية اليمنية في هذا المحفل الآسيوي لأول مرة.
ولفت إلى أن الظروف الراهنة ساهمت في تأهل المنتخب منها تغير نظام التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى النهائيات والذي أسهم في تواجد المنتخب في النهائيات حيث كان في البطولة السابقة عدد الفرق المتأهلة 16 منتخب.
وأشار إلى أن رفع الاتحاد الأسيوي عدد الفرق المتأهلة إلى 24 منتخب ساعد اليمن على الصعود إلى النهائيات، إضافة إلى مساندة قطر في فتح كل أبواب الاحترام للاعبي المنتخب.
وأكد أن الاحتراف في الأندية القطرية ساعد اللاعب اليمني في ظل غياب الأنشطة والفعاليات الرياضية المحلية، حيث عاد ذلك بالفائدة على اللاعبين من حيث الحصول على أفضل فترة إعداد من خلال المشاركة في دوري قوي مع فرق ومدربين ولاعبين على مستوى عالي بالإضافة إلى اللاعبين المحترفين في الدوري العماني وكذلك الخدمة التي قدمها منتخب الفلبين بعد هزيمته لمنتخب طاجيكستان”.
بطعم الإنجاز
الحارس الدولي لمنتخب اليمن “سامر فضل” المحترف في دوري الشركات بسلطنة عُمان، اعتبر تأهل المنتخب إنجاز في ظل الظروف التي تعيشها اليمن، لافتاً إلى هذه الظروف منحت تأهل المنتخب نكهة خاصة بـ”طعم الإنجاز”. حد تعبيره
وقال سامر لـ” يمن مونيتور”:” التأهل سيفتح آفاق جديدة للاعبين اليمنيين خاصة وللكرة اليمنية بشكل عام ويسهم في تطور اللعبة بصورة كبيرة وهذا الذي يجب أن يستثمر”.
وأوضح الحارس الدولي أن التأهل يجب أن يستثمر بصورة جيدة من خلال تهيئة اللاعبين والاستعداد الأمثل للظهور المشرف في النهائيات، وبما يثبت أحقية منتخبنا في التواجد ضمن أفضل 24 منتخبا في القارة الآسيوية.
مجموعة ضعيفة وإنجاز طبيعي
من جانبه، قال مدرب المنتخبات اليمنية عادل المنصوب، إن المنتخب وضع في مجموعة تعد الأضعف فنيا مقارنة بالمجموعات الأخرى وتأهل فريقين كان عبارة عن هدية للمنتخب.
واعتبر تأهل المنتخب من مجموعته أمر طبيعي مقارنة بالمستوى الفني للمنتخبات المنافسة وأنه يجب من الآن، الاستعداد لما هو أصعب والمتمثل في النهائيات والاستعداد لمواجهة منتخبات أسيوية قوية متواجدة في نهائيات كأس العالم.
وحذر المنصوب في ختام حديثه من استمرار المنتخب بهذه العناصر بقوله:” إذا استمر المنتخب بهذه العناصر ونفس الصورة فسيكون التأهل أمراً سيئاً”.
تأهل في زمن الحرب
نجم حراسة مرمى اليمن السابق عبدالرحمن ثابت، رأى أن تأهل المنتخب أمراً يمثل تحدياً أخر للمنتخب الوطني الذي شارك في ظل الحرب واستمرارها.
وأشار إلى أن مشاركة منتخب اليمن كانت مليئة بالصعوبات، حيث كانت بداية هذه المشاركة السفر بحراً على متن “عبارة مواشي”. حد قوله
 وأشار إلى أن اللاعبين استطاعوا أن يقوموا بما عجز عنه السياسيين واستطاعوا أن يسعدوا كل أبناء الشعب اليمني ويرسموا البسمة والفرحة في قلوب الجميع.
وتابع:” نظير هذا الإنجاز فلهم منا كل الحب والتقدير ونضع قبلة حب واعتزاز بهذا الإنجاز على جبين كل لاعب وإداري وفني شارك في تحقيق هذا الإنجاز، ورسم الفرحة التي غابت عنا بسبب الحرب والحصار.”
وطالب ثابت في ختام حديثه بالدعم الرسمي والشعبي لمشاركة فاعلة في النهائيات حتى يشرف المنتخب وطن مزقته الحرب والسياسة.
وكان المنتخب اليمني لكرة القدم، تأهل أواخر الشهر الماضي إلى نهائيات (كأس أسيا 2019 في الإمارات)، بعد فوزه على منتخب النيبال بهدفين مقابل هدف في المباراة التي جمعتهما، على ملعب استاد سحيم بن حمد بنادي قطر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى