كتابات خاصة

قل ولا تقل

إفتخار عبده

ومن ذلك مثلاً (قل يُعَدُ(الشيء) ولا تقل يُعْتبرُ؛ لأن الاعتبار من العبرة.

قلْ ولا تقلْ، هي عبارة اعتدنا أن نجدها في الإرشادات اللغوية، يقدمها أصحاب اللغة قصداً منهم تلافي بعض الأخطاء اللغوية شائعة الاستعمال.

ومن ذلك مثلاً (قل يُعَدُ(الشيء) ولا تقل يُعْتبرُ؛ لأن الاعتبار من العبرة.
أما الآن فقد أصبحت هذه العبارة أو القاعدة متداولة الاستعمال وبشكل كبير؛ لكنها لم تستعمل للإرشادات اللغوية، بل للإرشادات الحياتية.
قل ولا تقل: هي وصية يقدمها الآباء لصغارهم عند خروجهم من المنازل سواء للمدارس أو غيرها، ويكون النصح حسب ظرف المنطقة السياسي، خشية منهم أن يتعرض أولادهم للخطر، خصوصاً أن بعض الفئات السياسية قد نزعت من قلوبهم الرحمة تماماً، لا يردعهم عن البطش بالناس  خلق أو دين، ولا يحترمون شيخاً ولا يرحمون طفلا مقابل الحفاظ على طغيانهم السياسي.
فتجد الأم مثلاً في محافظة صنعاء تخبر صغيرها قبل خروجه بقولها: قل أنصار الله ولاتقل الحوثة، قل العدوان ولا تقل التحالف، قل “الدواعش” ولا تقل المقاومة.
وإذا ما اضطر الولد للسؤال عن سر هذا التراجع بأمه -فهي ليلة الأمس كانت تدعو عليهم بكل حرقة وقهر عندما كانت تعد العشاء على الفحم، ثم تطلب منه أن يقول آمين بعدها فقد قالها مراراً كما كررت هي الدعاء عليهم- فإنها تقحمه بقولها هكذا قل وبس!
عندها يذهب الطفل مولياً النصح ذاته إلى صديقه وعندها يبدأ النقاش الفعال بينهما عن الأَمَّينِ اللتين تقحمانهما على التظاهر هذا وتدارُ الأسئلة الكثيرة بينهما.
قل ولا تقل القاعدة نفسها يقدمها الصديق لصديقه أثناء عبورهما الشارع العام، وقد يتخذان رموزاً إلى جانبها كي يتحدثان بما في قلبيهما دون قلق على الروح التي يحملانها وتمشي معهم بين الخطر المحدق بهم.
قل ولا تقل.. هي القاعدة ذاتها التي تُستشف من حديث الزوجة لزوجها أثناء خروجه لطلب الزرق والسعي في الأرض اليابسة من كل شيء، إلا الأمراض والأوبئة والموت المنتظر لجميع البسطاء.
تقولها الزوجة وهي تحذر زوجها خوفاً عليه بعد ما علمت ما حل بزوج جارتها عندما تجاوز الكذب والتظاهر وأراد أن يقول الحقيقة التي كما قال: إنها تريح الضمير وتبعث الإنشراح في الصدور.
تقول الزوجة هذه القاعدة مغلفةً بالدعاء، ملفوفة بالقلق والتوتر على زوجها آملةً من ورائها سلامة له.
قل ولا تقل، هي نصيحة للجميع .
قل ما تحس أنه سيرضي الله سبحانه وسيعود بالخير لك وللإسلام والمسلمين والوطن، ولا تقل غير ذلك.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى