دلالات جمود العمليات العسكرية أمام فرص الحل السياسي في اليمن
الخيار العسكري بين “التكتيك” و”الاستراتيجية” أمام فرص الحل السياسي في اليمن يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
تبدو خطوات المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن غير واضحة ومعقدة، ففي الوقت الذي يسعى فيه مارتن غريفيث، إلى فرض الحل السياسي بدلاً عن العسكري، يتجه كل طرف إلى تصعيد الوضع عسكرياً معتمداً على نشاطه وقوته بهدف تحقيق مكاسب على الأرض، بحسب ما يراه خبير عسكري تحدث لـ”يمن مونيتور”.
ويتزامن ذلك مع رفع الجيش الوطني وقوات التحالف العربي وتيرة المواجهات الميدانية في أكثر من جبهة، من صعدة والجوف شمالاً، إلى تعز مروراً بالساحل الغربي لليمن.
وعلى الجانب الآخر، صعد الحوثيون من عملياتهم العسكرية في جبهة نهم وغيرها من المناطق المستعرة، فضلاً عن استهدافهم بالصواريخ الباليستية مدنا سعودية مختلفة.
في ذات الاتجاه، يرى الخبير في الشأن العسكري علي الذهب، أن مقترحات المبعوث الأممي الجديد، التي ترمي إلى فرض الحل السياسي عوضاً عن العسكري، خلقت سباقاً محموما بين مختلف الأطراف، حيث يحاول فيه كل طرف إبراز نفسه من خلال الاعتماد على نشاطه وقوته العسكرية وسيطرته على الأرض”.
وقال علي الذهب في تصريح لـ”يمن مونيتور” إن ذلك يلاحظ في نشاط قوات الجيش اليمني الموالي للحكومة شرعية في مناطق من محافظتي صعدة والجوف، يقابله تقدم القوات الخاضعة للإمارات في المناطق الواقعة في مسرح عمليات المنطقتين العسكريتين، الرابعة والخامسة (تعز ولحج والحديدة).
وأضاف” بقطع النظر عن الميول الانفصالي لبعض هذه القوات، فإن قوات أخرى يجري إعدادها من أجل كسر هيمنة الحوثيين وشرعية هادي في مناطق سيطرة كل منهما”.
ولفت الخبير العسكري إلى أن هذه القوات تمثل تشكيلات من الموالين للرئيس الراحل علي صالح، التي يشرف عليها العميد “طارق صالح”، ومجموعة من ضباط الحرس الجمهوري والقوات الخاصة في الجيش السابق، وقادة ميدانيين من التيار السلفي، وبدعم إماراتي منقطع النظير”. على حد قوله
وحول جمود العمليات العسكرية للجيش اليمني واقتصارها خلال الفترة الأخيرة على استعادة المواقع وتحرير أخرى بنسبة تقدم ضئيلة، علق الذهب بالقول” لا أعتقد أن هذه العمليات تشير إلى تحول مدروس في نمط القتال استجابة تكتيك جديدة”.
ولفت إلى أن ذلك، قد يكون من قبيل كسر الجمود الحاصل في الجبهات، ورداً عمليا على الانتقادات الموجهة إلى قيادة الجيش بشأن هذا الجمود، لا سيما بعد أن نفذ الحوثيون هجمات مضادة في بعض الجبهات، مثل نهم وغيرها، التي حققوا بموجبها بعض المكاسب على الأرض، فضلاً عن استهدافهم بالصواريخ الباليستية مدنا سعودية مختلفة، أثار السخط على قيادة الجيش الموالي للشرعية وعلى التحالف بوجه عام”.
ويدرك الحوثيون جيداً أن الحرب ارتفعت وتيرتها وتبدلت قواعدها وخططها، بعد اغتيالهم للرئيس السابق صالح بحسب محللين، واعتبرت مجموعة الأزمات الدولية أن الانشقاقات الحاصلة في معسكر تحالف الحوثيين والرئيس السابق تمثل فرصة نادرة أمام السعودية لوقف الحرب في البلد وإحلال السلام.
وتدخل الحرب في اليمن عامها الرابع، مع استمرار النزاع بين القوات اليمنية والتحالف العربي من جهة، وبين المسلحين الحوثيين من جهة أخرى، أدى ذلك إلى تدهور الأوضاع الإنسانية واحتياج أكثر من 22 مليون (من أصل 27 مليون) لمساعدات عاجل بحسب تقارير الأمم المتحدة.