هل نحن بحاجة للصبر، حتى يخرج إلينا المحللين والمراقبين ليقولوا بأن نقل الوضع العدني جار إلى تعز؟
هل نحن بحاجة للصبر، حتى يخرج إلينا المحللين والمراقبين ليقولوا بأن نقل الوضع العدني جار إلى تعز؟
ليس كل الوضع وإنما السيء منه فقط. التحالف يرى ويسمع، لكنه لا يتكلم، بل إنه لا يدرأ تهمة التواطؤ على نفسه.
في تعز تتم عملية تقوية بعض الفصائل المحسوبة على السلفيين، الغريب أن دول التحالف وقطر قد أدرجت رؤوساء هذه الفصائل في قائمة الإرهاب..
وفي تعز بدأت عمليات زراعة العبوات الناسفة إلى كل ما يرمز للدولة، وما يرمز لها هذه الأيام غير أطقم لاند كروزر.
أما عمليات الاغتيال فقد بدأت منذ فترة، لكن منذ الجمعة الفائتة بدأت المسحة التي نشاهدها في عدن، اغتيال الأئمة المشهود لهم بالوسطية والتنوير.
صديقنا الحبيب عمر دوكم، يرقد حاليًا في غرفة العناية المركزة، تعرض لمحاولة اغتيال بعد خروجه من جامع العيسائي وسط مدينة تعز، تعرض للمحاولة في وضح النهار وبعد خروجه من صلاة الجمعة، صديقه مدير إدارة التوسع والاحتياج في مكتب التربية والتعليم، رفيق الأكحلي كان إلى جوار دوكم، ارتقى شهيدًا، فيما عمر في حالة حرجة.
عمر خطيبًا ذكيًا، وأحد المثقفين الكبار الذين ظلمتهم المرحلة، دوكم يقرأ كثيرًا، يعرف أدب يوسف زيدان وكتاباته أكثر منا نحن المهتمين بالسرد، عرفته من خلال ملحق أفكار، كان يكتب عموده المسمى “مَنْوَر” في الصفحة الأخيرة من المحلق المهم الصادر عن صحيفة الجمهورية.
دوكم هادئ ولطيف، ورغم أننا صرنا أصدقاء على فيسبوك، إلا أنني مازلت أنظر إليه من زاوية القارئ للكاتب، أنا بالطبع القارئ الذي كان والذي بدأ يكتب ويلفت نظر دوكم، يضحك دوكم عندما يستدعي الأمر الضحك، ويشيد بالإبداع عندما يجد جملة مصاغة بشكل جذاب.
عندما يصعد المنبر، لا يقرأ من كتاب خطب المنبر، المركون في الرف القديم، ولا من الواتس، يعد خطبته بشكل جيد، لكنه يبدو في أعين مختزلي الدين بالمظهر مواليًا للعلمانية، لأنه داعية تعايش وصاحب فكر، ولأنه في نظرهم بلا لحية.
من الصعب توجيه أصابع الاتهام لأي جهة، لكن خطورة محاولة اغتيال دوكم تكمن في أنها تنسخ النموذج العدني المرعب، النموذج الذي تقيد في جرائم الاغتيالات ضد مجهول، النموذج الذي يتم وسط تواجد قوات التحالف، وسط الأهداف المتضاربة والأجندة التي صدعت ما جاء لأجله التحالف، التي جعلت من كل عضو يغدق على مواليه حتى انصرف الجمع لصنعة الولاء.
لنكن صريحين.. في تعز كل فصائل المقاومة تعيش وضعًا ماديًا صعبًا، في الوقت الذي يصرف فيه “فصيل محسوب على المسمهم” 2500 كمصروف لكل فرد محسوب عليهم كل يوم، ما يجعلنا نشك بما يجري. ليت خوفنا يكذب، وليت عمر دوكم لا يكون ضحية لتجربة نقل المأساة.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.