فتيات يمنيات يحترفن التصوير.. مهنة وهواية
في مجتمع محافظ ظل موضوع تصوير النساء أو العمل في المهنة عائقاً لنساء كثيرات حتى الآن
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من جوهرة عبدالله
مثل التصوير في مجتمع محافظ، مهنة جيدة للفتيات اليمنيات احترافها، ومع الحرب وانعدام الأعمال لجأت فتيات يمنيات إلى تحويل هواية التصوير إلى مهنة وفرصة عمل جيدة.
وظلت المهنة خاصة بالرجال حتى وقت قريب، كما تتحدث فتيات يمنيات لـ”يمن مونيتور”، وترفض النساء في العادة الكشف أمام الرجال حتى للتصوير، ولذلك كان وجود الفتيات أمراً ملحاً برغم ما تعارضه التقاليد الاجتماعية والعرف القبلي.
وتعتبر الفتيات أعمالهن مساعدة لأسرهن إلى جانب نوع من تغيير المجتمع.
والصورة هي توثيق للحظات الجميلة التي تدوم بذكرى حدث سعيد ومبهج كمناسبات الأفراح، وكون مجتمعنا الإسلامي المحافظ يرفض الاختلاط بين الجنسين في إقامة مناسباته الاجتماعية خلق ذلك جوا مناسبا لفتيات التصوير الفوتوغرافي لمهامهن وإبداعهن ونقل أعمالهن على مواقع التواصل الاجتماعي كمنصة للتسويق الإلكتروني.
أمل سعد، مصورة يمنية في صنعاء برزت خلال الخمس السنوات الماضية بعد أن تخرجت من كلية الإعلام، وقالت لـ”يمن مونيتور”: عندما اتيحت لي الفرصة باستخدام كاميرا احترافية كنت أصور كل من حولي إلى أن اقتنيت واحده فاصبح التصوير ليس مجرد هواية فتعمقت في دراسته حتى أصبح شغفا ومهنة لي”.
من جهتها توجز ليلى القبلي لـ”يمن مونيتور” بدايتها بالمهنة قائلة: “بدأت التصوير كهواية وبدون تقاضي أجر للعائلة والأصدقاء من سنين لا أذكرها وبدأت كعمل رسمي من قبل سنة”.
وأضافت: “لا أعتبر نفسي متمرسة أبدا بالتصوير ولكنه شيء احبه وأعتبره هوايتي المفضلة”.
وتختلف طريقة هناء الكبسي خلال حديثها لـ”يمن مونيتور” عن “القبلي” و”سعد” في بداية ممارستها للمهنة وتقول إنها “مصممة جرافيكس بدأت مع التصوير في ٢٠١٤ و قررت تصور المنتجات والخدمات التجارية التي تحتاج عمل تصاميم تجارية لها ثم تحول الموضوع إلى تصوير بورتريه ثم تصوير أعراس في 2016″.
تشجيع العائلة
وتتفق الفتيات الثلاث أنهن حظين بدعم أسري ومساعدة من زملائهن المصورين في العمل، وقالت أمل سعد ” شجعني كثيرا العديد من المصورين أمثال المصور خالد الوليد الذي ساعد على تعليمي واستقبال أسئلتي التي لا تنتهي بصدر رحب، وكذلك المصور عبدالله حويس الذي كل ما فكرت بالتراجع حتى دفعني للإمام!”
وبالمثل وجدت هناء محفزون ودافعون لمهنتها كوالدها ووالدتها وأخوتها تحدثت بذلك قائلة: ” بدأت بتشجيع من ابنة خالتي دعاء زبارة وأعطتني كاميرتها الجديدة لأبدأ بها”.
أما ليلى القبلي فتقول إنها لم تجد تشجيعاً إلا من شقيقتها الكبرى لتبدأ بممارسة الهواية كمهنة وسط معارضة من قبل الأهل كفكرة لامتهان التصوير.
التصوير في الخارج
تقول إيمان طحامة إنها بدأت التصوير في عام 2016 متحدثة عن المعوقات أمامها بالقول: إن الإمكانيات صعبة، إلى جانب شراء كاميرا احترافية. كما أن تحمل فتاة كاميرا وتذهب للتصوير في الشارع أو الأماكن الأثرية تتعرض للتحرش من المجتمع الذي لم يعتد على رؤية سيدة تتجول في المدينة وتلتقط صوراً”.
وتتفق ليلى وأمل وهناء مع إيمان في المعوقات التي تواجههن، كما أنهن يتفقن أن تأخرهن في قاعات الأفراح يسبب لهن المزيد من الخوف والرعب أثناء الحرب. إضافة إلى معوقات عائليه.
مراكز التصوير
تعتبر مراكز التصوير هي الملجأ الآمن للأهالي لتوثيق مناسباتهم المختلفة لما تتمتع به بالأمانة والمسئولية الأخلاقية.
رغم ذلك يضل هناك زبائن للمصورات المستجدات أما من الأهل أو المعارف أو زبائن مواقع التواصل الاجتماعي!
تحدثت بذلك القبلي قائلة: “مراكز التصوير بالتأكيد هي الخيار الأول والأفضل للأهالي ورغم ذلك مازال هناك طلب علينا”. وتتفق إيمان بذلك أيضا أما سعد فرأت أن في الآونة الأخيرة أصبح الطلب على المصورات أكثر من المعامل.
العائد من التصوير
تتقاضي المصورات عائد من المناسبات وتتقاضى المصورة بين (30 إلى 40 الف ريال) خلال عملها بالتصوير لإحدى الأعراس. (الدولار=481 ريال يمني).
ترى هناء أن ما تتقاضاه جيدا وكاف اعتبارا لظروف البلاد. فيما تعتقد إيمان أيضاً أنه دخل مناسب.
من جهتها ترى أمل سعد أن المبلغ ليس دائماً يكون جيداً “فالوضع أصبح سيئ للجميع فلا بأس أن كنت سبب في توثيق ذكريات الكثيريين”.
واختصرت ليلى الأمر ب”الحمدلله”.