كتابات خاصة

هذيان مشاعر‪

إفتخار عبده

تصحو مبكراً، وتتفاءل نوعاً ما.

تصحو مبكراً، وتتفاءل نوعاً ما.
تخرج من بيتك مسمياً بالله.. تمسح على أكتافك لتكوي ملابسك بحرارة يديك، فحمى الليل لاتزال مسيطرة عليك حسب اعتقادك.‪
وأنت تمسح على كتفك الأيمن باليد اليسرى، كنت شارداً إلى حد كبير كبير، يدور بخيالك حلمُ الليل المفزع تخاطب ذاتك أيمكنك التحدثَ به؟! أم تنتظر مرور الثلاث الأيام كما يقال لك، عندها تتفاجأ بصوت لأحد أصدقائك آتٍ من الجهة الأخرى للشارع  يدعوك لحضور الدفن، فصديقك الآخر قد تعمد أن يقتل نفسه شنقاً، تسقط يدك فجأةً تقترب منه لتسأله وكيف حدث ذلك، فلم تجده إلا كسرابٍ بقيعة في نهاية الشارع مسرعا في مشيه.
 وقتها تضغط على رأسك لتتحسس هل ما زالت الحمى بتلك القوة التي كانت الليلة، ثم تحدث نفسك عن البلاد…!، أي بلاد أنت فيها؟ هاهو صديقك قد تعمد أن يقتل نفسه ضيقاً من أوضاع البلاد‪ !
يزداد الضغط على رأسك، عقلك الآن يجبرك على ألا تتحدث بما لايطيقه، دعِ البلادَ لخلاق العباد‪.
تريد أن تسلي على نفسك قليلاً بالحديث عن الحب الذي عشته بحياتك وأنت تتخيل عقلك كطفل صغير يريد أن ينام ليرتاح لكنه ينتظر قصة ماقبل النوم، تتبسم قليلاً لتحدثه عن قصة حبك لتلك الفتاة الجميلة التي بادلتك نفس الشعور، ثم تتذكر أنها خانتك في نهاية المطاف، وراحت إلى غيرك بسبب انقطاع مرتبك بعدما وبختك برسائلها التي لازلت محتفظاً بها إلى الآن، وهي ربما الآن تعاني من تعب الحمل بعد زواجها‪
تضرب على ناصيتك بعنفٍ لتوقف هذا الصراع القائم فيها، ثم تتحدث ونفسَك عن دورك بالمجتمع، وأنك إنسان فعال له دور كبير بالمجتمع بدليل أن الناس يحبونه كثيراً، عندها تغازل شفتيك بسمةٌخفيفة وقبل أن تتربع عليهما ينتزعها صوت المؤجر وهو يطالبك بما عليك من ديون له
تحدث ذاتك عن الأم (ست الحبايب)، وكما تعلم أنه قد خصص لها يوم في العام ليكون عيداً لها، تحديداً في هذا الشهر الذي أنت فيه، شردت بخيالك وهذه المرة استمريت بعض الوقت تحدث نفسك عن الأم، ياله من خيال رائع وياله من حنان، هل أدركت الآن مامعنى حنان الأم ومافائدته، إنه يقيك من كل بلاءومصيبة حتى مصائب الخيال يقيك منها، بدأت تهدأ قليلاً زارتك الابتسامة للمرة الثانية وهي بقلق وحيرة من أمرك تريد أم تتربع على عرش شفتيك لكنها تنتظر موعد الوثوب  عندما تتداخل الأفكار برأسك ويضطرب عقلك، وفعلاً لم تستمر على ما أنت عليه إذْ تذكرت  غضب أمك عليك في أحد الأيام وهي تطلب منك ترك عادة التدخين وأنت مصرٌ على رأيك فأطلقت عليك دعوة ارتعدت قواك إثرها لأنها أتت مصاحبةً للدموع والمغادرة من أمام عينيك وأنت لم تبالِ بها وذهبت إلى الأصدقاء.‪
هذيانٌ كبير يستوطن خيالك كيف لك أن تتخلص منه‪
هل بإمكانك أن تعود إلى البيت مرةً أخرى‪!
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى