“دمُ صالح”.. فتيل آخر يشعل نار الخلافات في صفوف المؤتمريين
يواجه الحزب الذي حكم اليمن 33 عاماً مستقبلاً مجهولاً في حين تحول إلى عدة نسخ بعد مقتل زعيمه “صالح”.
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
يواجه المؤتمر الشعبي العام في اليمن مستقبلاً مجهولاً في ظل حالة استقطاب حادة حولت الحزب إلى نسخ عديدة يصعب معها التكهن بمن ستؤول إليه قيادة الحزب الذي تربع على عرش الجمهورية اليمنية منذ نشأته في 1978م.
يقود الرئيس الحالي فصيلاً من الحزب يتواجد أغلب قياداته بصفوف الحكومة الشرعية ويقطن العاصمة السعودية الرياض، في حين يتشبث آخرون بما تبقى من عائلة صالح، وتحديداً نجله العميد أحمد علي عبدالله صالح الذي تفرض عليه الامارات ما يشبه الإقامة الجبرية، وأبقى فصيل ثالث على علاقات جيدة بجماعة الحوثي المسلحة في صنعاء، على الرغم أنها أعلنت مسؤوليتها في الرابع من ديسمبر/ كانون أول تصفية زعيم الحزب ورئيس اليمن السابق علي عبدالله صالح.
ومنذ مقتل صالح، بات الحزب مشتتاً، متناقض المواقف، إذ راح الفصيل الذي يدين بالولاء لـ”آل صالح” يتودد لدول التحالف العربي، وخصوصاً السعودية والامارات، بعد أن كان يصفهما بـ”العداون”، لكنه يصرُّ على معاداته للرئيس هادي وللحكومة الشرعية التي يدعمها التحالف العربي ضد الحوثيين.
تظاهرة السبعين
لطالما كان ميدان السبعين الواقع وسط العاصمة اليمنية صنعاء ساحة يستعرض فيها حزب المؤتمر الشعبي العام قوته البشرية، وحين اجتاح الحوثيون المدينة في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، عمدوا للسيطرة على الميدان وتنفيذ استعراضات لقوتهم في مناسبات عديدة تقيمها الجماعة.
وينوي الحوثيون إقامة تظاهرة (غداً الاثنين) تنديداً بما يسمونه الذكرى الثالثة للعداون، في إشارة إلى تاريخ تدخل التحالف العربي لدعم الشرعية في 26 مارس/ آذار 2015، وإعلانه بقيادة السعودية وقوفه إلى جانب الشرعية.
وبدت مواقف الحزب أكثر تشظياً تجاه هذه التظاهرة، فقيادة الحزب في صنعاء أعلنت مباركتها للتظاهرة، ودعت جماهير المؤتمر للمشاركة فيها، باعتبارها “احياء لصمود الشعب ضد العداون”.
وقال بيان صادر عن الحزب نشره موقعه الرسمي “المؤتمر نت” إن الحزب “يدعو كافة قيادات وقواعد وكوادر وأنصار وحلفاء المؤتمر وكافة جماهير الشعب اليمني إلى المشاركة في التظاهرة التي ستنظم يوم الاثنين القادم الموافق 26 مارس في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء تنديدا باستمرار العدوان والحصار وتاكيد صمود الشعب اليمني في مواجهته”.
وكان القيادي في المؤتمر “حسين حازب” دعا للمشاركة، متحججاً أن “لا ينبغي أن ينفرد الحوثيون بشرف مقاومة العدوان”. حد قوله
وبطبيعة الحال، رفض المؤتمر الشعبي العام (جناح هادي) هذه الدعوة واعتبرها خيانة لدماء الشهداء وعلى رأسهم الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، كما أنها خرق للمبادئ والأسس التي قام عليها الحزب، ومتاجرة بالوطن ودماء اليمنيين.
خيانة للوطن
واعتبر عضو اللجنة الدائمة في حزب المؤتمر الشعبي العام “سعود اليوسفي” إن المشاركة في تظاهرة السبعين إلى جانب الحوثيين هو امتداد للمؤامرة الحوثية على الشعب اليمني ومؤسساته، واعطاء المليشيات الانقلابية غطاءً شرعياً للاستمرار في مخططهم الاجرامي تجاه الدولة ومؤسسات”.
وقال في تصريح لـ”يمن مونيتور”: “نحن يحكمنا في المؤتمر الميثاق الوطني ولوائحه والتي ترفض التعامل والتنسيق والتحالف مع المليشيات الحوثية كونهم اعتدوا على الوطن ومؤسسات الدولة اليمنية”.
وأضاف، “نحن في قيادة مؤتمر مأرب نرفض الدعوة والخروج في تظاهرة غد الاثنين بميدان السبعين”، مشيراً إلى أنه “خلال الساعات القادمة سيكون هناك بيانا رسمي بهذا الخصوص وسيتم اراساله لوسائل الاعلام.
وبعد نحو ثلاثة أعوام من التحالف مع جماعة الحوثيو، أعلن الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح “فض الشراكة معهم وفتح صفحة جديدة مع السعودية ودول التحالف العربي”، وهي القشة التي قصمت ظهر تحالف صنعاء، وأدت إلى تصفية على يد حلفائه الحوثيين مطلع ديسمبر 2017، ووصف عبدالملك الحوثي زعيم الحوثيين يوم مقتل صالح بأنه “استثنائي وتاريخي”.