زعيم الحوثيين يشمت من “الإصلاح” ويتفاخر بالقوة الصاروخية وممتعض من روسيا
وظهر عبدالملك الحوثي يرتدي الزي الشعبي “بالخنجر والحزام” في غلاف صحيفة الأخبار اللبنانية متكئ على مجلس يمني.
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
ظهر عبدالملك الحوثي زعيم الجماعة التي تحمل نفس الاسم، اليوم الجمعة، في أول ظهور مع وسيلة إعلام خارجية منذ مارس/آذار2015، مع اندلاع عمليات التحالف العربي ضد الجماعة في اليمن.
وظهر عبدالملك الحوثي يرتدي الزي الشعبي “بالخنجر والحزام” في الصفحة الأولى لصحيفة الأخبار اللبنانية متكئ على مجلس يمني.
وهاجم عبدالملك الحوثي في مقابلة مع الصحيفة التابعة لحزب الله، التحالف العربي والحكومة المعترف بها دولياً، وبالرغم من الشماتة بما تعرض له حزب التجمع اليمني للإصلاح على يد الإمارات والتحالف إلا أنه دعاه إلى المراجعة والعودة على اليمن، وتحدث عن المعارك والسيطرة والقوة الصاروخية للجماعة، متوعداً بالمزيد.
وتدخل عمليات التحالف العربي عامها الرابع الأسبوع الجاري، ويسيطر الحوثيون على معظم المحافظات الشمالية والغربية، فيما تسيطر الحكومة المعترف بها دولياً على المحافظات الجنوبية والشرقية.
ورفض عبدالملك الحوثي تسليم أسلحة جماعته لطرف ثالث في حال الاتفاق، واعتبرها أسلحة الشعب والجيش اليمني “المعتدى عليه” -حسب قوله- مضيفاً: “من العجيب أن يُطلَب من الجيش والشعب اليمني المعتدى عليه، والمحتلّة أجزاء واسعة من أراضيه، تسليم أسلحته، هذا مطلب غير منطقي بتاتاً. لقد عرضنا فيما يخص الوضع الداخلي للبلد رؤية منصفة، تقضي بأن تُسلِّم كل الأطراف المحلية سلاحها إلى الدولة، على أن تكون الدولة فعلاً بمؤسسات تمثّل أبناء الشعب اليمني كافة، في ظل سلام واستقرار وتسوية سياسية عادلة ومنصفة”.
جبهات الحدود وتصريحات بن سلمان
وقال عبدالملك الحوثي، إن “هناك سيطرة مستمرة في الجبهات الحدودية للضغط على السعودي لوقف الحرب”، وأمس أطلق الحوثيون صاروخاً بالستياً على شركة “أرامكو” جنوبي المملكة (على الحدود)، ولم تؤكد السلطات السعودية بَعد.
واتهم الحوثي، السلطات السعودية بالدفع بيمنيين وسودانيين باكستانيين ومن دول متعددة للدفاع عن حدودها، بعد “أن وصل الجيش السعودي إلى الفشل الحقيقي” حسب قوله.
وفي رده على تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن الحوثيين أصبحوا معزولين، قال الحوثي إن جماعته ليست منظمة منعزلة بل “هم تيار شعبي كبير مترابط مع بقية أبناء الشعب ضمن توجه واحد وموقف واحد، ومتى كان الشعب اليمني معزولاً يمنياً كما قال ابن سلمان؟! هذه مقولة فارغة”.
وعلى الساحل الغربي قال عبدالملك الحوثي، إن “الاحتلال الإسرائيلي” يشارك إلى جانب القوات الإماراتية في القصف الجوي على الساحل الغربي للبلاد إلى جانب التخطط وغيره من الأنشطة، حسب زعمه.
ولم يتمكن “يمن مونيتور” من الوصول للسلطات الإماراتية للحصول على تعليق.
وقال عبدالملك الحوثي إن تطوير القدرات الصاروخية مستمر، “باعتبارها قوة استراتيجية، ويداً طولى تطاول الأهداف البعيدة في عمق مناطق العدو، ولها الصدى والتأثير الكبير، وقد وصلت إلى الرياض وإلى منطقة أبو ظبي، والأهم في ذلك أنها نجحت في اختراق منظومة الحماية الأميركية التي كانت محطّ ثقة لديهم”.
وتفاخر بعرض السلطات الأمريكيّة لصاروخ بالستي أطلقه الحوثيون على الرياض، وقال إنهم قاموا -غير مشكورين- “معرضاً لصاروخ «بركان 2» في الولايات المتحدة، ومن الجيد لنا هذا القلق والتأثير ــ عندهم وعند أدواتهم في المنطقة ــ من قدراتنا الدفاعية التي نأمل بعون الله أن تصل يوماً ما في فاعليتها ودقتها وزخمها إلى مستوى الردع”.
العملية السّياسية والامتعاض من روسيا
وعن العملية السّياسية والحل السياسي قال عبدالملك الحوثي إنه “لا توجد لدينا مؤشرات حالياً على توجه جادّ من جانب الخارج نحو الحل السياسي، مع وجود احتمال لقيام بعض التحركات كعملية تجميلية للوجه القبيح للأمم المتحدة، التي ظهر دورها على أنه منحصر في تأمين غطاء للعدوان، ومحاولة شرعنته وتبريره”.
أما الموقف الروسي فبدى عبدالملك الحوثي ممتعضاً وقال إن “للروسي حساباته واهتماماته وسياساته، ولسنا مراهنين عليه ولا معوّلين عليه. ولعلّه يدرك في يوم من الأيام أن تجاهله للعدوان على اليمن، ومساندتَه لقوى العدوان، وتسليمَه أموال الشعب اليمني إلى المرتزقة، لم يكن موقفاً لصالحه. ولعلّ نيران الأميركي توقظ الدب الروسي من سباته الشتوي الذي امتد إلى الصيف، وكنا نتمنى من الروسي في الحد الأدنى التزام الحياد”.
وأكد عبدالملك الحوثي أنه سيرسل مقاتلين للقتال إلى جانب حزب الله في حال تعرَّضت لبنان لحملة عسكرية “إسرائيلية” وقال: هناك أعداد كبيرة من رجال قبائل اليمن يطمحون للقتال ضد إسرائيل، ويتمنّون اليوم الذي يشاركون فيه جنباً إلى جنب مع إخوتهم من أحرار الأمّة الإسلامية في مواجهة العدو الإسرائيلي”.
وبالرغم من تعويم الرد في ارتباط جماعته بإيران وحزب الله إلا أن عبدالملك الحوثي أشار إلى أنَّ علاقتهم تأتي بحسب “المصلحة” التي قال إنها للأمة وبحسب التحدّيات والمخاطر والتهديدات الحقيقية على أمّتنا وبلداننا، هو في وحدة الجميع وتعاونهم.
حزب الإصلاح
وأبدى عبدالملك الحوثي استنكاره الشامت باستهداف حزب الإصلاح في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية وقال إن أعضاءه يتعرضون “لحالة طرد بكلّ ما تعنيه الكلمة من أغلب المحافظات الجنوبية، إضافةً إلى ذلك إنشاء كيانات بديلة يجري العمل من الإمارات على بنائها وتقويتها في تعز والمناطق الشرقية”. معتبراً ذلك دليل على صحة تحذيراته من الهدف الرئيس للتحالف العربي.
وقال الحوثي إن حزب الإصلاح يخسر بشكل كبير ولم يخسر بقية حلفاء التحالف بقدر خساراته في الجبهات. ودعاهم إلى مراجعة حساباتهم “فلن يعوّضهم عن بلدهم وشعبهم أي شيء آخر، ومصلحتهم الحقيقية هي في العودة إلى حضن الوطن لينعموا بالحريّة وليكونوا شركاء في الدفاع عن وطنهم وبنائه”.
وقال إنه وفي ظل ممارسة الإمارات لذلك الدور الذي وصفه بـ”الاحتلال” فإن جماعته على “ثقة بأن القناعة التي سيصل إليها أبناء المحافظات الجنوبية هي حتمية التحرّر ومقاومة الاحتلال بعد افتضاحه من خلال ممارساته الإجرامية. وللأسف، البعض كانوا مخدوعين وصدّقوا نتيجةً لحملةٍ كبيرة وهائلة من التضليل الإعلامي والثقافي أن قوى العدوان أتت لفعل خير وتقديم خدمات”.