(صحيفة باكستانية) استمرار “فوضى عدن” تفتح فصلاً من العنف لا يمكن لليمن والتحالف تحمله
الباحثة أرحمه صدقي في مقالها بصحيفة “باكستان أبوزفير” يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
نشرت صحيفة باكستانية ناطقة بالانجليزية مقالاً لباحثة في معهد الدراسات الاستراتيجية بإسلام أباد يقرأ التحولات اليمنية التي وقعت نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، حيث يذهب البلد نحو الانقسام، لتخلص في النهاية إلى أن استمرار الفوضى في عدن يفتح فصلاً جديداً من العنف والفوضى لا مثيل له والذي لن تستطيع بقية اليمن والتحالف الذي تقوده السعودية تحمله.
وأشارت الباحثة أرحمه صدقي في مقالها بصحيفة “باكستان أبوزفير” إلى أنه وفي نهاية يناير طالب المجلس الانتقالي الجنوبي بإقالة حكومته. وحيث يقود المجلس عيدروس الزُبيدي الذي كان حاكماً في عدن قبل إقالته في ابريل/نيسان2017، فإنه يطالب بالانفصال وعودة اليمن إلى دولتين كما كانت قبل 1990 بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة.
ومع انتهاء مهلة المجلس لـ”هادي” اندلعت اشتباكات طاحنة وتمكن المجلس من سحق قوات هادي، ليوضح في النهاية حجم الشقوق داخل التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، مقابل الوجود والنفوذ الإماراتيين.
وتنبه الكاتبة إلى التفريق بين التحالف الإسلامي الذي تقوده السعودية ويتكون من 41 دولة والتحالف الذي تقوده في اليمن.
وقد أدى القتال في عدن إلى مقتل 36 شخصاً؛ ليكشف عن يقين الانفصاليين بموقفهم القوي على الأرض وسخطهم من عدم حصولهم على أي مكان في المفاوضات السّياسية. كما تكشف المواجهات الموقف الهش للرئيس اليمني إذ انهزمت القوات الموالية لهادي في عدن من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته المعروفة باسم الحزام الأمني، الذي تم تشكيله وتمويله وتسليحه من قبل الإمارات.
تحديات مدينة عدن
منذ تحررها من الحوثيين، شهدت مدينة عدن تحديات أمنية قاسية ومشاكل البنية التحتية الاقتصادية والاقتصادية، ومؤخرا تزايد دعم الانفصال عن الشمال. كما شهدت المدينة محاولات محسوبة لإسكات النشطاء الذين يدعمون حزب الإصلاح المتحالف مع هادي.
وتعود الكاتبة إلى التذكير بالحملة العسكرية السعودية في مارس/آذار2015 والهدف الرئيس من قيامها بناءً على طلب من الرئيس هادي لتقديم المساعدة. وتم إقرار قرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي يطالب الحوثيين بإعادة صنعاء إلى هادي وتسليم كل الأسلحة والذخيرة التي يمتلكونها. كما أنه يدعو أيضاً هادي رئيس اليمن الشرعي، وهو أمر يحرص السعوديون وحكومة هادي على إبرازه، لأن هذا يجعل هادي وحامليه المعينين هم الممثلون الشرعيون الوحيدون للدولة اليمنية. هذا يستدعي كذلك أن أي صفقة يتم إجراؤها لإنهاء الحرب يجب أن تتم بجود الرئيس. في الأساس، يعطي هادي، الموجود حالياً في المنفى في الرياض، الغطاء السياسي والقانوني للدور السعودي في حرب اليمن.
ولفتت الكاتبة إلى أنَّ الاشتباكات في عدن أعادت المخاوف الحالية من تكرار الحرب الأهلية في جنوب اليمن عام 1986، وهو انقلاب اشتراكي فاشل قتل الآلاف وساعد في تمهيد الطريق لتوحيد جنوب وشمال اليمن. وتقول المملكة العربية السعودية إن إعادة هادي هو هدفها الرئيسي في اليمن، ولكن في المقابل، تجنب المتحدث باسم التحالف السعودي إدانة الانفصاليين ودعا هادي إلى “إصلاح العيوب” في حكومته. هذا يعني أن المباركة السعودية كانت متورطة في الاشتباكات الأخيرة.
وتشير الكاتبة إلى أنه وفي غضون ذلك، لا تظهر الحرب الأهلية في اليمن أي علامة على النهاية. وقد خلفت أكثر من 10 آلاف قتيل وتسببت بنزوح مليوني شخص ودفعت الأمة الفقيرة التي يبلغ عدد سكانها نحو 28 مليون نسمة إلى حافة المجاعة. علاوة على ذلك، مات ما يقرب من 2200 شخص بسبب الكوليرا وسط تدهور ظروف النظافة والصرف الصحي، مما تسبب في ما وصفته الأمم المتحدة بأكبر كارثة إنسانية في العالم.
في حال استمر الصراع
على الرغم من أن كلا الطرفين (السعودية والإمارات) أصدرا بيانا مشتركا يشير إلى وحدة الجبهة الداخلية ورفض جميع ادعاءات الانقسام، فقد تم بالفعل كشف خطوط الصدع.
وتؤكد الكاتبة أنه وفي حال استمر تصاعد العنف في عدن، فسوف يضعف ليس فقط مسار الحرب ضد الحوثيين، ولكن العملية السياسية برمتها للمبادرة الخليجية (التي أنشأت في عام 2011 حكومة انتقالية مؤقتة في اليمن)، والحوار الوطني (بين الأمم المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي)، ومختلف قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي تهدف إلى التأكيد على وحدة أراضي اليمن.
وأشارت الكاتبة إلى خطوات يجب القيام بها لوقف تفاقم الوضع عدن، على النحو التالي: 1. يجب على كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أن تعلن صراحة دعمهما لحل تفاوضي للنزاع وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216 ، الذي يدعو بوضوح إلى إعادة الحكومة الشرعية التي يرأسها عبدربه منصور هادي إلى السلطة في صنعاء. 2. مطالبة حكومة هادي بالقيام بالمزيد لإثبات قدرتها على تحمل مسؤوليات الحكم التي تنازلت بشكل كبير عن مسؤوليتها في تلبية احتياجات السكان اليمنيين.
وقالت الكاتبة إنه وفي حال استمر الصراع على السلطة داخل التحالف الذي تقوده السعودية مع انتشار القتال إلى مدن أخرى، فقد يؤدي ذلك إلى خلق فراغ يسمح لمتطرفين مثل القاعدة وداعش بالسيطرة مرة أخرى. كما قد يسمح فراغ السلطة حتى للحوثيين بالتقدم أكثر.
واختتمت بالقول: “لقد حان الوقت الآن لجميع الأطراف المعنية: التحالف الذي تقوده السعودية وكذلك المتمردين الحوثيين، للامتثال للمنطق والعقل وتجنب إطالة معاناة عدن واليمن لأن في النهاية الإصابات تستهدف اليمنيين. وإلا فإن التصعيد الحالي للنزاع داخل المدينة يمكن أن يفتح فصلاً جديداً من العنف والفوضي الذي لا مثيل له والذي لا تستطيع بقية اليمن والتحالف الذي تقوده السعودية تحمله.
المصدر الرئيس
Yemen: Divided we fall