اخترنا لكمتراجم وتحليلاتغير مصنف

(واشنطن بوست) حرب اليمن توحي أن مرحلة أكثر دموية لم تأتِ بعد

 لا القوات الحكومية التي يدعمها التحالف العسكري بقيادة السعودية ولا خصومها الحوثيين أظهروا أن لديهم القدرة العسكرية لتحقيق انتصار يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
فيما أصوات المدفعية لا تتوقف التي تمتزج بالرياح الجبلية، وصف قائد الجيش اليمني نهاية حرب أهلية دامت ثلاث سنوات في بلاده بما يوحي أن مرحلة أكثر دموية لم تأتِ بعد، حسب ما نقل تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
يمكن مشاهدة العاصمة صنعاء من على بعد60 ميلاً وأكثر، وهي العاصمة التي يسيطر عليها الحوثيون، حينها توقع الجنرال ناصر الذيابي، حدوث تقدم وشيك باتجاه المدينة، بينما كان يتطلع إلى هدفٍ أسمى.
وقال: “الاستراتيجية هي تحرير كل اليمن”.
وتعلق الصحيفة الأمريكية في التقرير الذي ترجمه “يمن مونيتور” بالقول إنه لا القوات الحكومية التي يدعمها التحالف العسكري بقيادة السعودية ولا خصومها الحوثيين أظهروا أن لديهم القدرة العسكرية لتحقيق انتصار. ومع اشتداد المعركة، اختارت الولايات المتحدة الحفاظ على دعمها العسكري للتحالف السعودي – على الرغم من تصاعد معارضة الحرب من قبل المشرعين الأمريكيين وتحذيرات متزايدة بشأن خسائرها على المدنيين.
 
الوجود الأمريكي
وتقول الصحيفة إن الولايات المتحدة تقوم بتزويد الطائرات الحربية بالوقود، وتتقاسم المخابرات مع السعوديين، ويتم تزويد التحالف بذخائر الحرب الهجومية. تدافع إدارة ترامب عن المساعدة التي تقدمه للسعودية، وفق ما يدعي المسؤولون الأمريكيون أنه الدور العسكري الإيراني المتنامي إلى جانب الحوثيين.
يقول المسؤولون الأميركيون إن تورطهم قد قلل من الخسائر المدنيين الناجمين من الحملة العسكرية التي شعر السعوديون أنهم مضطرون للقيام بها مع أو بدون مساعدة الولايات المتحدة، كما أن وجود واشنطن أعطى قوة إضافية للضغط على السعوديين للتحرك نحو المفاوضات.
ويعتقد مسؤولون أن الدعم الأمريكي المستمر – الذي تغذيه إجماع بين المسؤولين الأمريكيين والسعوديين على أن اليمن جزء من صراع إقليمي أوسع نطاقاً ضد النفوذ الإيراني – ربما قلل من الضغط على الحكومة السعودية لاتخاذ خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد النزاع.
وقال رأفت الأكحلي ، وهو مسؤول يمني سابق يدير الآن مشروعاً بحثياً عن هشاشة الدولة في جامعة أكسفورد: “يشعر السعوديون بأن لديهم الوقت”. ويبدو أن القيادة السعودية مقتنعة، كما قال، بأن الحرب كانت الضربة الوحيدة للحد من التهديد العسكري من الحوثيين، والذي شمل إطلاق الصواريخ الباليستية على الأراضي السعودية.
عندما يتعلق الأمر بحلفاء السعودية الدوليين، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا، “من الواضح أنه لا يوجد ما يكفي من الضغط لوقف الحرب”، على حد قول الأكحلي.
بينما كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مهندس تدخل بلاده في اليمن، مستعدًا لزيارة البيت الأبيض ، قامت مجموعة من وكالات الإغاثة العاملة في البلاد بدعوة الرئيس ترامب لاستخدام “القدرة الفريدة للولايات المتحدة في التأثير على الأعمال السعودية، والضغط من أجل وضع حد للصراع الذي أودى بحياة أكثر من 5000 مدني وهدد اليمنيين بالمجاعة، ووباء الكوليرا وتفشي الدفتريا”.
 
“الصداقة الحقيقية”
في ربيع عام 2015 ، بينما كان الدبلوماسيون الأمريكيون يتسابقون لإبرام صفقة الرئيس باراك أوباما النووية مع إيران ، كان البيت الأبيض يتصارع مع الغضب المتزايد من أقرب حلفائه الخليجيين. كانت الممالك السنية في المنطقة، بقيادة المملكة العربية السعودية، تخشى من أن تؤدي الصفقة إلى الإخلال بميزان القوى في الشرق الأوسط لصالح إيران الشيعية.
وبينما كان المسؤولون الأمريكيون يشعرون بالقلق من تقدم الحوثي، لم تكن لديهم رغبة كبيرة في خوض حرب أهلية بعيدة. عندما علم المسؤولون الأمريكيون عن خطط سعودية للقيام بهجمات جوية في اليمن – وفق ما قاله أحد المسؤولين كان إشعار قبل 24 ساعة فقط – حاولوا في البداية تثبيطهم. لكن برؤية فرصة لإثبات أن واشنطن لم تتخل عن حليف رئيسي، فإنها تحركت بسرعة إلى موقف الداعم.
أنشأ الجيش الأمريكي خلية مع المملكة العربية السعودية لتبادل المعلومات الاستخبارية مع البداية الحقيقية للحملة الجوية سعت هذه الخلية إلى مساعدة المملكة في تشديد دفاعاتها ضد هجمات الحوثيين.
لكن المسؤولين الأمريكيين لم يشعروا بارتياح أكثر حيث تراكمت تقارير عن وفيات المدنيين، وكان السبب الرئيس الغارات الجوية للتحالف، حيث اتهمت منظمات حقوق الإنسان الولايات المتحدة بالتواطؤ. وصلت التوترات إلى ذروتها في خريف عام 2016، عندما قتلت ضربة سعودية أكثر من 100 شخص في جنازة. وبغضب قلص البيت الأبيض تبادل المعلومات الاستخبارية وأوقف الذخائر الدقيقة التي يطالب بها السعوديون.
وقال مسؤول بارز سابق في إدارة أوباما: “بالنظر إلى الوراء ، فإن المشكلة هي أننا فعلنا ما يكفي لإنتاج تصور عن التواطؤ ، دون القيام بما يكفي للتأثير الفعلي على سلوكهم-يقصد السعوديين-“. مضيفاً “لقد حاولنا اتخاذ هذا الموقف المبدئي، والذي تركنا عالقين”.
ومع وصول ترامب إلى واشنطن في أوائل عام 2017 ، بدا أن العلاقات الأمريكية السعودية المتوترة كانت جاهزة لإعادة التفعيل.
وكان ترامب، وهو معارض للاتفاق النووي مع إيران، قد أعرب عن رغبته في إعادة العلاقات مع الشركاء الخليجيين. كما أنه شارك وجهة النظر السعودية حول إيران ووعد بالقيام بأكثر مما فعل أوباما للحد من نفوذ طهران في جميع أنحاء المنطقة.
وكدليل على تجدد الدعم الأمريكي، رفع البيت الأبيض القيود المفروضة على مبيعات الذخيرة الدقيقة. كما رفعت من تهديداتها ضد إيران، حيث عرضت الأسلحة التي تقول وكالات الاستخبارات إنه تم تهريبها إلى اليمن لتهديد القوى الخليجية. نفت إيران تزويد الحوثيين بالأسلحة. 
وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، إنه وتبعاً لمناقشة الاستراتيجية الداخلية: “نحن نرى الحرب في اليمن تستهدف محاولة إيران لزعزعة استقرار المنطقة برمتها”. مضيفاً “لذا نعتقد أنه من المهم ألا يتم التخلي عن اليمن لإيران”.
وقال المسؤول إن استمرار الدعم من شأنه أن يخفف المخاوف السعودية من أن الولايات المتحدة قد تتخلى عن حلفائها الإقليميين: “إنَّ استمرار الدعم يؤكد بأن الصداقة حقيقية”.
لقد جعل هذا العرض للصداقة من الولايات المتحدة طرفًا في معركة معقدة ومميتة بشكل متزايد: صراع يصفه المسؤولون السعوديون، لتوضيح تصميمهم، في كثير من الأحيان بالتدخل العسكري الأمريكي في أفغانستان.
لكن المسؤولين الأميركيين لا يعتقدون أنَّ بإمكان السعودية تحقيق انتصار حاسم. وقد دعم أعضاء التحالف، بمن فيهم السعودية والإمارات العربية المتحدة، قوات منفصلة وأحيانا متناحرة، مما قلل من فعاليتها. على الجانب الآخر، تمزق تحالف الحوثي بعد أن قتل المتمردون الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، شريكهم السابق.
وتقول الصحيفة لقد تباطء التحرك في جبهات القتال أو توقفت.
 
على وشك المجاعة
وفي الخط الأمامي في نهم، قال الجنرال الذيباني لصحفيين زائرين الأسبوع الماضي إن الهجوم على صنعاء سيبدأ “في وقت أقرب مما تعتقد”. لكن الجنود الذين يقفون بالقرب منهم قالوا إنهم ظلوا عالقين هناك لأكثر من عام.
في غضون ذلك، ارتفعت التكلفة على المدنيين. وفي رسالتهم إلى ترامب، قامت وكالات الإغاثة بتفصيل حصيلة قاتمة: فقد قُتل أو جُرح أكثر من 5000 طفل منذ بداية التدخل الذي قادته السعودية قبل ثلاث سنوات. حوالي 8.4 مليون يمني ، أو ما يقرب من ثلث السكان ، كانوا على وشك المجاعة. 
وقد أعلنت الحكومة السعودية مؤخراً عن توسيع إجراءات الإغاثة بما في ذلك “جسر جوي” لشحنات المساعدات، وتدابير السلامة للعاملين في المجال الإنساني، فضلاً عن المساعدات المالية.
المصدر الرئيس
U.S. is resisting calls to end its support for Saudi-led coalition in Yemen’s war
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى