الأخبار الرئيسيةغير مصنف

“الحطب” بدلاً عن الغاز.. كيف حوّل الحوثيون عاصمة اليمن إلى مدينة أشباح؟!

لجأ السكان في العاصمة اليمنية صنعاء إلى طرق تقليدية للتغلب على الأزمات المتتالية، بما فيها أزمة الغاز المنزلي. 
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
فقد كثير من سكان العاصمة اليمنية صنعاء الأملَ في إيجاد مادة الغاز المنزلي، بعدما رفعت سلطات الحوثيين أسعاره إلى مستويات قياسية، وأخفته عن محطات البيع لأسابيع متتالية، ما أجبر الكثير من المواطنين على العودة لوسائل العصور القديمة التي اندثرت في بلدان العالم.
وحوّل الحوثيون مؤخرا، عاصمة اليمن إلى سوق كبير لبيع الحطب، ومدينة مشلولة، تتعاظم فيها الأزمات، ويُخيم الهلع على ساكنيها من مستقبل مجهول لواحدة من كبرى مدن البلاد من حيث التعداد السكاني.
وإلى جانب انتشار الحطب، شوهدت خلال الأيام الماضية طوابير بشرية، أمام محطات بيع الغاز؛ ما أدى  إلى  حالة من الاستنفار والسخط الشعبي، نتيجة تحويل الحوثيين صنعاء إلى مدينة أشباح، خلت منها كل مظاهر الحياة الكريمة.
وتحدث مواطنون أن “حدائق ترفيهية وساحات في جامعة صنعاء حُولت أيضا لأماكن تجميع وبيع الحطب، في إشارة إلى فقدان السكان لمادة الغاز المنزلي، وبحثهم عن أي وسيلة لطهي الطعام.
واضطرت كثير من العائلات للاعتماد على “الحطب” بشكل رئيسي، إضافة إلى مخلفات قابلة للاشتعال مثل بقايا الأخشاب والكراتين ومخلفات الحيوانات، لتجهيز الخبز والطهي بدلاً عن الغاز الذي تحول إلى حلم بعيد المنال، وإن وجد فبأسعار تعجز الأسر اليمنية شراءه، وهي التي فقدت مصادر عيشها، الراتب.
وانتشرت ظاهرة “بيع الحطب” في شوارع العاصمة صنعاء، مستحدثة أماكن بيع تقترب أعداها من أعداد محطات نقاط البيع الخاصة بالمشتقات النفطية، نظراً لما تشهده من إقبال كبير من المواطنين الذين لجأوا إلى شراء الحطب مجبرين على ذلك في ظل انعدام غاز الطهي من الأسواق.
وشكا أحد المسنين اليمنيين في صنعاء، من الوضع المؤسف الذي وصلت إليه العاصمة، متذمرا بلهحته العمية: “جني شلنا.. أين نسير وأين نجي (لا حلول لدينا).. عاد كان معانا الحطب نمشي حالنا.. قده اليوم يباع في السوق السوداء وأسعاره قفزت إلى 300%.
وأضاف (يحتفظ يمن مونيتور باسمه): “سعر حزمة الحطب ارتفع من 700 ريال إلى 2000 ريال بشكل مفاجئ”، في إشارة إلى أن تداعيات الحرب في اليمن، لم تُنعش تجارة الحطب وحسب، بل ارتفعت أسعاره بحدود ثلاثة أضعاف”.
من جانبه، محمد مثنى، وهو موظف حكومي، لـ”يمن مونيتور”: نحن اليوم نعيش واقعاً آخر، وحكومة الحوثي تعيش في عالم ثانٍ”.
وتابع، “بينما نضظر نحن الموظفين إلى الخروج من منازلنا، لتجميع الكراتين وشراء الحطب الذي ارتفع سعره، نرى حكومة الحوثيين توهم الناس بوسائل أخرى عن طريق الانترنت، ونحن بالأصل لا نملك حتى قوت يومنا بعد انقطاع المرتبات لأكثر من عام”.
وأضاف: “الترويج للبيع والشراء عن طريق الانترنت يعد من الأحلام الوردية التي تروج لها حكومة الحوثيين.. اليمنيون في أغلب المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون اليوم يلجؤون إلى استخدام الطرق التقليدية في طهي الطعام، من خلال استخدام الحطب والكراتين وكل ما هو قابل للاشتعال بعد انعدام مادة الغاز، فيما توهم حكومة الانقلاب الناس الواقعين في مناطق سيطرتها بما يسمى ببيع عن طريق الانترنت!”.
يأتي كلام “مثنى” تعليقاً على مقترح تقدمه به عضو مجلس شركة الخدمات المالية اليمنية، جلال الذاري، في إحدى فعاليات الحوثيين التي ناقشت الموضوع الخاص بالتجارة الإلكترونية للخروج من أزمة الغاز، والتحول بالخدمات إلى النظام الإلكتروني كما هو معمول في بعض الدول المتقدمة.
وتقول مصادر محلية لـ”يمن مونيتور” إن محطات الغاز في العاصمة أغلقت أبوابها منذ الأربعاء 28 فبرابر/ شباط 2018 الماضي، لعدم دخول الشحنات الخاصة بالغاز إلى صنعاء، نتيجة خلاف على السعر بين الحوثيين وكبار تجار الغاز.
وأشارت المصادر إلى أن “الخلافات بين التجار نشبت، الأسبوع الماضي، بين أكبر مورد للغاز ومالك أكبر أسطول لناقلات الغاز “علي المفزر” تطورت إلى اشتباكات مسلحة بين الجانبين أسفرت عن مقتل 6 حوثيين، فيما لقي نجل التاجر الشهير “هشام المفزر” مصرعه برصاص الحوثيين”.
ومنذ نحو اسبوعين، تشهد العاصمة صنعاء أزمة غاز منزلية هي الأكبر منذ بدء حرب الحوثيين واجتياح المدن بما فيها صنعاء، أواخر سبتمبر/ أيلول 2014، حيث بلغ الزيادة السعرية على الأسطوانة الواحدة بنحو 50 في المائة عن السعر السابق، إضافة إلى عدم توفره.
وألقت الأزمة بأسعارها على الوجبات الجاهزة من المطاعم، والمواصلات الداخلية، وانعكست بشكل سلبي على حياة العامة للمواطنين، وارتفعت  تكلفة المواصلات إلى الضعف، في حين بدأت المطاعم والبوفيات برفع أسعار الوجبات المقدمة، بسبب  تصاعد أسعار الغاز وانعدامه بشكل كلي في بعض من الأيام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى