كتابات خاصة

مشروع للاستغلال

محمد صلاح

الوطنيون والمخلصون في اليمن شماله وجنوبه، قبل قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر المباركتين، يواجهون دعاة شرذمة الهوية اليمنية الجامعة يتحدثون عن مشروع الجنوب العربي، ويرفعون علم دولة جنوب اليمن التي نالت الاستقلال عن المستعمر البريطاني في 30 نوفمبر 1967م، يربطون الاستقلال عن “الاحتلال اليمني كما يروجون” من أجل انشاء كيان بمسمى الجنوب العربي، والذي كان مشروعا سياسيا للمحتل الانكليزي، يقولون إن عدن وحضرموت جناحا الجنوب العربي، في الوقت الذي لم تنظم حينها المحميات الشرقية التي تضم السلطنة الكثيرية، والقعيطية، والمهرة، للمشروع الاستعماري البريطاني -آنذاك-، والذي كان يهدف لضم الكيانات المتفرقة والقائمة على رقعة جنوب اليمن قبل الاستقلال، تحت مسمى اتحاد الجنوب العربي!!

كان الوطنيون والمخلصون في اليمن شماله وجنوبه، قبل قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر المباركتين، يواجهون دعاة شرذمة الهوية اليمنية الجامعة، لتمرير الاهداف الاستعمارية، التي تسعى لاختراع هوية مزيفة لهذا الجزء من الوطن أو ذاك، وقد كان دعاة الجنوب العربي حاضرين منذ ما قبل الثورة والاستقلال بمشروعهم الذي يستهدف سلخ المناطق في جنوب الوطن عن اليمن، والباسها هوية من صنع المستعمر.
في تلك الفترة تصدى كتاب ومؤرخو اليمن في عدن، وحضرموت، وغيرها لتلك المقولات المسمومة، ومنهم على سبيل المثال مؤرخ اليمن وشاعرها الحضرمي سعيد عوض باوزير الذي فند دعاوى التيارات والأحزاب الساعية لتزييف الوعي بوحدة المجتمع اليمني، ومنها مقال كتبه في مايو 1963م بصحيفة الطليعة التي كانت تصدر في المكلا، جاء فيه:
(بعض الأحزاب السياسية في الجنوب تتصور أن في الاعتراف بيمنية الجنوب خطراً على أهدافها ومخططاتها فراحت تعلن بدون خجل ولا حياء أن عدن وبقية إمارات الجنوب ليست يمنية ولا يصح أن يطلق عليها اسم الجنوب اليمني متحدية بذلك وقائع التاريخ وحقائق الجغرافيا وظواهر الطبيعة والمعالم البارزة لوحدة المجتمع اليمني شماله وجنوبه)*.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نقلا عن صالح با صرة، دراسات في تاريخ حضرموت الحديث والمعاصر
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى