اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

اليوم العاشر لاختفاء الغاز المنزلي من صنعاء.. كيف بدأت الأزمة التي فتكت باليمنيين؟

وصل سعر الأسطوانة إلى 10 آلاف ريالا يتم بيعها في منتصف الليل، بشكل سري خوفاً من المطاردة. يمن مونيتور/وحدة التقارير/خاص:
تمتد طوابير اسطوانات الغاز المنتشرة في سبع مديريات بأمانة العاصمة صنعاء؛ مع انهيار منظومة الأمن مع انتشار القتل والسرقة من النساء والرجال والأطفال الذين يحاولون الوصول إلى محطة الغاز طوال أيام.
وبكى خالد الرباحي، موظف حكومي، عندما عاد ابنه الأكبر إلى المنزل بعد سرقة أسطوانة الغاز الخاصة بمنزلهم أثناء البقاء في طابور طويل يتزايد للحصول على “الغاز المنزلي” الذي اختفى فجأة من الأسواق منذ 10 أيام.
ويسرد خالد لـ”يمن مونيتور” رحلة الألم، قائلاً: بعد ثلاثة أيام من الجهاد للحصول على 20 لتر من الغاز عاد ولدي أحمد إلى المنزل صفر الكف بعد أن وقع ضحية للحظة نعاس في الثلث الأخير من الليل ليتحول إلى صيد ثمين وفريسة للصوص سرقوا اسطوانته الفارغة.
مضيفاً: أصبحت أيامنا ملقلقة ومنهكة، يخبرني جاري فرحاً بأنه وجد نقطة لبيع مادة الغاز تفتح بعد الساعة 2 بعد منتصف الليل تبيع بأسعار السوق السوداء تقوم بتعبئة الغاز بمبلغ 10 ألف ريال وأنى توفير هذا المبلغ في وقت تنعدم فيه مقومات الحياة.
ونقل مراسل “يمن مونيتور” حصول العديد من المشاجرات والاقتتال بالسلاح الأبيض ووصلت في عدد من الطوابير إلى استخدام سلاح “الكلاشنكوف” نتيجة الازدحام الشديد على محطات التعبئة.
وقال شهود عيان لـ”يمن مونيتور”: يتم تسجيل دائماً عراك بالأيدي يصل إلى إطلاق نار كما حدث في محطة أرماني من إطلاق للرصاص راح ضحيتها مواطنين أبرياء وسرقة اسطوانات الغاز الخاصة بالمواطنين.
وقال شهود في المحطة إن نافذاً حوثياً حاول التعبئة قبل مئات الأسطوانات الفارغة أمامه، وعندما رفض صاحب المحطة والناس فتح سلاحه على الجميع وأدى إلى مقتل أربعة من المواطنين.
وتشهد العاصمة صنعاء أزمة خانقة بالغاز المنزلي ولأول مرة تتوقف محطات التعبئة عن العمل بشكل كامل وكلي، حيث وصل سعر الأسطوانة إلى 10 آلاف ريالا يتم بيعها في منتصف الليل، بشكل سري خوفاً من المطاردة.
وتجاوزت الأزمة العشر الأيام الأولى وسط معاناة سكان صنعاء الذي أصابهم الاحباط واليأس وهم في سلاسل بشرية لأيام يقضونها أمام الحطات دون بوادر لإنهاء أزمة الغاز المنزلي.
 
 
استيراد الغاز
 وفي الثالث من شهر مارس قررت جماعة الحوثي استيراد غاز الطهو عبر شركات القطاع التجاري الخاص، لمواجهة أزمة انقطاع هذه المادة، في العاصمة صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وتشهد صنعاء أزمة خانقة في غاز الطهو، الذي لم يعد متوفراً منذ أسبوع، وكان يباع في السوق السوداء بارتفاع 400% عن السعر الرسمي، لكنه بات معدوماً منذ يومين بشكل تام.
وخلال اجتماع لمسؤولي النفط والمالية بصنعاء لبحث الأزمة، تقرّر فتح باب الاستيراد لتوفير الكميات المطلوبة على نحو عاجل، ولما فيه زيادة حجم المعروض من هذه المادة، وكسر الاحتكار القائم.
وأقرّ الاجتماع فتح باب الاستيراد أمام التجار الراغبين في هذه العملية، ووجّه بتشكيل غرفة عمليات مشتركة من وزارتي النفط والمالية والجهات الأمنية ذات العلاقة والسلطة المحلية، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء اليمنية في نسختها التابعة للحوثيين.
 
 
حملة إغلاق واعتقالات المحطات
وسبق انعدام مادة الغاز المنزلي قيام جماعة الحوثي المسلحة، بشن حملة اعتقالات واسعة لملاك محطات الغاز المنزلي في صنعاء، بعد فشلهم في ضبط الأسعار.
وكشف مسؤول في جمعية الغاز، عن اعتقال ما يقارب 123 شخصاً من ملاك محطات الغاز المنزلي وإيداعهم السجن تمهيداً لإحالتهم إلى النيابة” فيما لم يفرج عن العشرات منهم حتى اليوم منذ اندلاع أزمة انقطاع الغاز.
وقال في تصريح لـ”يمن مونيتور” مفضلاً عدم الكشف عن هويته:” لم تحقق الحملات العسكرية إلا مزيداً من المعاناة، وتسببت في تعنت التجار ورفع أسعار المادة من 4500 ريال إلى 7300 ريال للأسطوانة الواحدة (سعة 20 لتر) بفارق غير متوقع تضاف إلى الجرائم على حساب قوت هذا الشعب”.
وتابع قائلاً:” تم إجبار 19 محطة للبيع بسعر 3 آلاف ريال في طوابير كبيرة من الانتظار وهذه المحطات لا تحوي إلا على كميات قليلة وتتوافر في 7 مديريات بصنعاء فقط”.
من جهته، قال أحد المواطنين ويدعى طلال سعيد لـ”يمن مونيتور” إن رفع سعر مادة الغاز إلى حد الجنون وهو منتج محلي يدفعنا إلى وضع علامات استفهام كبيرة أين أصوات المسئولين؟ أين صوت الضمير؟
 وأضاف” هذه الإجراءات تتعمد في قتل المواطن وتجويع الشعب على حساب راحتهم ونفوذهم مع سبق الإصرار وحسبنا الله ونعم الوكيل”.
 
استبدال للأدوار
 
وفي الثاني من مارس الشهر الحالي أصدرت جماعة الحوثي تعيينات جديدة في مؤسستي النفط والغاز، إلا أن الأزمة تفاقمت بوصولهم، فقد جرى تبديل مواقعهم فقط.
حيث أصدرت حكومة الحوثيين في صنعاء (غير المعترف بها) قرار جمهوري بتعيين محمد أحمد علي القديمي نائبا للمدير العام التنفيذي للشركة اليمنية للغاز، كما صدر قرار جمهوري بتعيين محمد شرف المطهر مستشاراً لوزارة النفط والمعادن.
ومحمد شرف المطهر كان المدير العام التنفيذي للشركة واليمنية للغاز والمتهم بقضايا فساد من قبل حكومة الحوثي التي لم تقوم حتى بعزله،
وجاءت هذه التعيينات بعد أن شهدت العاصمة صنعاء حالة عصيان لملاك محطات الغاز وتجار النفط، مما تسبب في توقف وشلّ الحركة اليومية في المدينة اليمنية الأكبر.
وينتج غاز الطهي من حقول صافر في محافظة مأرب (شرق) الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، واستمرّت في تغطية احتياجات السوق المحلية على مدى سنوات الحرب على الرغم من توقّف إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي المسال، ويُباع الغاز في مناطق الحكومة بسعر 1500 ريال بعد إضافة أجور النقل.
وتؤكّد الحكومة اليمنية أنها تزوّد المحافظات الخاضعة للحوثيين بمادة الغاز المنزلي بكميات كافية وبسعر 1050 ريالاً، على أن تُباع الأسطوانة للمستهلك بسعر 1250 ريالاً بعد احتساب أجور النقل، وتتهم الحوثيين بالمتاجرة بمعاناة الناس ورفع أسعاره لتمويل حروبهم.
 
 
تعليق الصورة: سكان يقيدون اسطواناتهم خشية سرقتها في طوابير لا تنتهي تتجدد يومياً للبحث عن غاز الطهو “يمن مونيتور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى