(تلغراف) الأطفال المجندون في اليمن.. يجلبون الذخيرة ويدفنون الجثث وسط الحرب الطاحنة
بين عشية وضحاها تحول الطفل البالغ من العمر 14 عاما من الذهاب إلى المدرسة إلى واحد من آلاف الأطفال الجنود الذين تعرضوا لضغوط في الحرب الأهلية في اليمن. يمن مونيتور/ ترجمة خاصة:
نشرت صحيفة صاندي تلغراف البريطانية تقريراً، عن الأدوار التي يقوم بها الأطفال اليمنيين في الحرب الطاحنة في البلاد منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وتسرد الصحيفة قصة طفل يمني اسمه عبدالفتاح، كان في صفوف الحوثيين قبل أن يبقى في مركز لتأهيل أطفال الحرب في مدينة مأرب شرق صنعاء.
وقال التقرير إن طفولة عبدالفتاح انتهت قبل عامين عندما كان يسير إلى منزله من المدرسة، عندما استولى الحوثيون على مدينته، عمران، مما تركه وأسرته تحت سيطرة الجماعة اجتاحت اليمن بسرعة.
وبينما كان هو وثلاثة من أصدقائه يعودون إلى منازلهم من المدرسة، كانت شاحنة صغيرة يقودها حوثيون تسير بجوارهم. وأمروا الأولاد الأربعة بالانضمام إلى مجموعة من تلاميذ المدارس الذين يجلسون في الخلف. وهدد الحوثيون بمداهمة منازلهم إذا لم يفعلوا ذلك.
بين عشية وضحاها تحول الطفل البالغ من العمر 14 عاما من الذهاب إلى المدرسة إلى واحد من آلاف الأطفال الجنود الذين تعرضوا لضغوط في الحرب الأهلية في اليمن.
حرب تحولت إلى كارثة
بعد قيام الحوثيين بمطاردة الرئيس عبدربه منصور هادي منذ ثلاث سنوات، دخلت البلد في حرب أهلية وهي بالفعل واحدة من أفقر دول العالم العربي والتي تحولت إلى كارثة.
اليمن هي أسوأ أزمة إنسانية في العالم وفقاً للأمم المتحدة، حيث يحتاج 22 مليون شخص إلى المساعدات وأكثر من 10،000 قتيل، نصفهم على الأقل من المدنيين.
تواجه حركة الحوثيين تحالفاً بقيادة السعودية من الدول العربية التي تحاول دعم بقايا حكومة الرئيس هادي بمساعدات عسكرية وحملة مدمرة من الضربات الجوية.
ومع تلقي الحوثي الدعم من إيران، بما في ذلك الصواريخ البالستية قصيرة المدى التي تم إطلاقها على المملكة العربية السعودية، تم جر اليمن إلى التنافس الإقليمي بين الرياض وطهران.
الخطوط الأمامية
على الأرض أدى تشابك خطوط المواجهة وثباتها إلى حدٍ كبير، إلى خنق اقتصاد البلاد، وانفصال العائلات. وقطع الغذاء والدواء والوقود؛ وأدى العنف إلى إغلاق المدارس. كِلا الجانبين مهتمين بالقصف العشوائي، أو الضربات الجوية، ما أدى إلى مقتل الآلاف في مناطق النزاع، إلى جانب فرار الملايين.
وفقا لليونيسيف، تم تجنيد أكثر من 2000 طفل للقتال في الحرب الأهلية في اليمن منذ عام 2015.
في هذه الخطوط الأمامية، قالت الأمم المتحدة أواخر العام الماضي أنها وثقت تجنيد ما لا يقل عن 2100 طفل، معظمهم في صفوف الحوثيين، ولكن أيضا في ميليشيا تستخدمها الحكومة اليمنية.
وكان عبد الفتاح قد أخبر مختطفيه منذ البداية أنه لا يريد القتال، لكنه وزملاءه تعرضوا للضرب بخرطوم مطاطي.
وقال لصحيفة تلغراف في أحد المراكز التي تحاول إعادة تأهيل الجنود الأطفال في مدينة مأرب: “قالوا إننا سنقوم بتدريبكم على استخدام الأسلحة”. “قلت إنني لا أريد ذلك، لكنهم قالوا إننا سنجعلك رجلاً”.
الأطفال الذين هربوا من صفوف الحوثيين يقولون إنهم مروا بمزيج من التلقين الديني المكثف والتدريب على الأسلحة.
بعد أن تم تعليمه كيفية استخدام البنادق الهجومية، تم إرسال عبد الفتاح لمواجهة القوات الحكومية في منطقة الحديدة غربي البلاد في عام 2016.
دور الأطفال
وقيل له إنه لن يقاتل في بادئ الأمر، وبدلا من ذلك، سيقوم بحمل الذخيرة إلى المقاتلين وانتشال جثث القتلى؛ ورغم أنه كان في الإمداد إلا أنه تعرض لويلات الصراع. وقُتل أحد الجنود بجواره بقذائف صاروخية.
وقال: “كان إلى جواري وقام الصاروخ بتفجيره إلى أشلاء”. “لقد أخبرني المشرف أن أدفنه ولا أخبر أي شخص آخر بما حدث.”
صبي آخر، رياض خالد منصر، البالغ من العمر الآن 15 عاماً ، والذي تم اقتياده أيضاً من عمران في عام 2016 ، قال إنه ورفاقه في سن المراهقة كان لهم واجب مروع آخر عندما نُشر في جبهة جبلية قريبة من مأرب.
كانت مهمة الجنود الصغار هي البحث في ساحة المعركة عن القتلى والجرحى.
جاءت فرصة عبد الفتاح للفرار في يوم من الأيام عندما تعرضت الشاحنة التي كان يستقلها للضرب بالمدفعية وقتل السائق وتمكن من الفرار.
“أخرج وأبكي”
في محاولة للتعامل مع الآثار المترتبة على مثل هذه التجارب، تتواجد نبيلة علي الحمادي، وهي معلمة في مدرسة فتيات قريبة تقوم بتقدم المشورة في المركز الذي تموله السعودية.
وأوضحت الحمادي: “يمكن أنَّ تكون الآثار عنيفة، فهم يعانون من أحلام سيئة وبعضهم لا يستمع لهم أحد”.
وأضافت “في بعض الأحيان عندما أرى هؤلاء الأطفال وكان عليّ تقييمهم، كان عليّ أن أوقف المقابلات وأخرج وأبكي”.
وتعد محافظة مأرب مكاناً نادراً للأمن في البلاد منذ هاجم الحوثيون ضواحيها قبل عامين. وتعترض منظومة باتريوت التحالف صواريخ الحوثيين التي تستهدف المدينة.
أصبحت المحافظة ملاذاً آمناً للعديد من اليمنيين الذين فروا من منازلهم في مناطق سيطرة الحوثيين، وزاد عدد سكانها خمسة أضعاف إلى 2.2 مليون نسمة. ويقوم أغنى اللاجئين باستثمار أموالهم، حيث تزدهر الأسواق في المدينة الصحراوية، ويجري بناء منازل جديدة باللون الرمادي. ظهرت بعض المخيمات في الضواحي، لكن معظم اللاجئين تم استيعابهم في منازل الأقارب.
المصدر الرئيس
Yemens child soldiers fetch ammunition and bury bodies as war grinds on