حربٌ قذرة استثمرت كل جميل، من القضية الجنوبية وعدالتها لأحلام وطموحات الناس، لثورة شعب، كل شي يفترض به أن يكون خيرا ومصدر تحرير واستقلال، تحول لشر مستطير وارتهان وفقدان للسيادة والكرامة.
عدن، ومازالت تنزف دماً، في حرب الظلال والعنف، في غياب محكمة الضمير الإنساني، بإدانة هذا النزيف، ومحاكمة المنتهكين كمجرمين بحق الوطن وعدن، كلٍ يبرر لذاته انتهاكاته، وكلٍ يعمل لفرض إراداته، بكل السبل وشتى الوسائل مبررين لغاياتهم القذرة، مجرمين حرب بأسلحة مختلفة.
حربٌ قذرة استثمرت كل جميل، من القضية الجنوبية وعدالتها لأحلام وطموحات الناس، لثورة شعب، كل شي يفترض به أن يكون خيرا ومصدر تحرير واستقلال، تحول لشر مستطير وارتهان وفقدان للسيادة والكرامة.
مخطط محاك وفكر تغلغل في الوسط الاجتماعي بهدف تفكيك البنية، فكر يرفض الآخر، فكر أناني لا يقبل التعايش متعصب لمشروعه الشمولي، يحارب إعلاميا بالإشاعات والمناكفات والمهاترات بالتضليل والتغرير والكراهية واللعب على التناقضات،واقتصاديا بالتحكم بالمنافذ،بالغذاء والدواء وفرض الإتاوات ورفع أسعار المواد المعيشية، بالسطو على إيرادات الدولة، بالتجويع بمنع السيولة النقدية لرواتب الناس، بشكل عام المقامرة بحياة الناس في عدن واليمن بدعم إقليمي وتحالف طمع فتحول لمغتصب!
كان لابد أن يختار أدواته الغبية بعناية، ويهيئ البيئة الملوثة والمريضة لذلك، في زمن عار من القيم والأخلاقيات، يتلون البعض بالون السائد، أصحاب المصالح والمنافقون والمرتزقة والدجالون، مرضى الارتماء في أحضان المغتصب والمستبد وعبيد المال منذ ألأزل، لنجد أسوء القوم يتصدرون المشهد كقوة عسكرية واقتصادية وسياسية بفسادهم ومصالحهم، يبررون كل تلك الانتهاكات ويهللون للموت والقتل دون سقف، دون اهتمام بالضحايا أن كانوا خصومهم والدم المراق أن كان يشبع حقدهم ويرضي نفسهم المريضة.
لا معنى للحياة دون حق، والقتل بكل أشكاله العلنية والخفية هو العدو المشترك بين سكان الأرض كافة، يدركه الإنسان السوي المحب للوطن بحبه للآخرين بالتسامح وقبول المختلف والتنوع والتعايش، بنية سوية لمجتمع معافاة، وبيئة قابلة للحياة والتغيير والنهضة والتقدم.
عدن تنزف دما غالي في ارض أغلى, تفتقد للأجهزة الأمنية الوطنية ألحقه لترسيخ العدل والإنصاف ومحاربة الجريمة، في ضعف واضح لمؤسسات الشرعية في التمكين والسيطرة على الأمور .
ما هو موجود مليشيا أسست لهذا العبث، حرب الآخر وتجريف المجتمع من تنوعه واختلافاته الايجابية، وأدوات التنمية السياسية، للعب على التناقضات، وترسيخ صراعات سلبية مدمرة، تحت شعارات رنانة تدغدغ مشاعر العامة وتخاطب أحلامهم وطموحاتهم البسيطة مثل سم مدسوس في العسل.
صار القتل حادثة يومية في عدن، ولم نرى أجهزة أمنية تستنفر لمعاينة مسرح الجريمة والتحري والتحقيق، إلا فيما نذر ونكتشف أنها قضية تخص العاملين عليها خارج إطار مؤسسات الدولة، وتبدأ عملية انتقام واقتحام لمساكن الخصوم، من المقاومة التي حررت عدن من الغزو الحوثي، والهدف هو طرف سياسي يريد المخرج اجتثاثه من الساحة السياسية، وهناء الخطاء التاريخي الذي يتكرر.
لهذا سنرى سيناريوهات يقودها مخرج وممول يحارب الإرهاب ويوهم الناس بالحرية والاستقلال، لنفس الهدف هو التمكين للإطماع، والتحكم بحاضر البلد ورسم مستقبله لما يخدم الثورة المضادة وعودة المستبد القادر على أن يمكنهم من أطماعهم بكل يسر وسهولة، فيستخدمون كل الوسائل المتاحة، وعندما تنتهي فترة الصلاحية يرمونها، لتستبدل بغيرها، كاستدعاء رموز النظام السابق بدعم إماراتي وتواطأ سعودي، وفرض تسليمهم جبهات القتال، لنعود لحضنهم مرتهنين دولة أو دولتين، المهم أن تنفذ وصية جدهم، (عزكم في ذل اليمن ونهضتها فيه ذلكم).
الناس تنتظر الحقيقة، والإجابة على أسئلة تشغل الرأي العام، أين المجرمين المقبوض عليهم بالصدفة؟ قتلت الشهيد جعفر محمد سعد، والشهداء الأبرار من أئمة المساجد ومعلمين دور القران ورجال الأمن وشباب المقاومة، من هو القاتل الخفي الذي لا زال طليقا يمارس هويته في الانتقام من عدن لتركع؟ من احرق مؤسسة الشموع وصحيفة أخبار اليوم؟ أين هم القتلة(الخلايا) الذي أتحفتمونا بقبضكم لهم منذ سنوات، لا محاكمة ولا نيابة ولا عدل اخذ مجراه لينصف الضحايا وعدن، ولا زالت عدن تنزف دما طاهراً بريئاً.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.