تحركات دبلوماسية دولية للدفع بعملية السلام في اليمن
تحاول العديد من الدول الفاعلة، إقناع أطراف الصراع في اليمن، إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، بالتزامن مع انتهاء فترة عمل المبعوث السابق، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وبدء مهمة المبعوث الجديد البريطاني، مارتن غريفيث”. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
برزت مؤخرا، تحركات دبلوماسية دولية، تهدف إلى الدفع بخيار استئناف المفاوضات بين أطراف الصراع في اليمن، التي تشهد حربا عنيفة منذ ثلاثة أعوام.
يأتي هذا في الوقت الذي تواصلت فيه المعارك بين القوات الحكومية المسنودة بطيران التحالف العربي من جهة، ومسلحي الحوثي من جهة أخرى، في عدة جبهات باليمن.
وتحاول العديد من الدول الفاعلة، إقناع أطراف الصراع في اليمن، إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، بالتزامن مع انتهاء فترة عمل المبعوث السابق، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وبدء مهمة المبعوث الجديد البريطاني، مارتن غريفيث”.
واليوم الإثنين، التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ، كل من سفيري أمريكا وألمانيا، لدى بلاده، وتباحث معهما حول الأوضاع التي تشهدها اليمن، وسبل الدفع بالعملية السياسية وتحقيق السلام.
وأكد هادي خلال لقائه سفير واشنطن، ماثيو تولر، على أهمية الدور الأمريكي الداعم لليمن وشرعيته الدستورية في مختلف المواقف والظروف لاستعادة الدولة التي انقلب عليها المتمردون من المليشيات الحوثية الإيرانية، حسب وكالة سبأ اليمنية الحكومية.
فيما قال تولر، إن اللقاء يأتي في إطار الوقوف على المستجدات وآفاق السلام المتاحة في اليمن، في ظل المبعوث الجديد للأمم المتحدة، الذي يتطلع الجميع للتعاون معه لتحقيق الأهداف المطلوبة.
من جانبه، قال السفير الألماني لدى اليمن، هينسورغ هابير، إن بلاده تتطلع، إلى تعزيز فرص السلام مع مباشرة المبعوث الأممي الجديد الى اليمن لمهامه.
وأكد على دعم بلاده لأي جهود تخدم أمن واستقرار اليمن، وكذلك دعم الجهود الإنسانيه والإغاثية.
الرئيس اليمني، أكد خلال لقائه سفيري واشنطن وبرلين، على أهمية تحقيق السلام في البلاد، غير أنه اتهم الحوثيين بعرقلة هذه الجهود.
وكانت عدة دول بينها فرنسا وبريطانيا وروسيا، قد دعت خلال الأيام الماضية، إلى ضرورة استئناف عملية السلام في اليمن، وإنهاء الأزمة التي خلفت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
ومن المقرر أن يعقد المبعوث الأممي الجديد، خلال الفترة القليلة المقبلة، لقاءات مع ممثلين عن الحكومة اليمنية من جهة، والحوثيين من جانب آخر، من أجل عقد جولة جديدة من المفاوضات.
وسبق أن رحبت الحكومة اليمنية والحوثيون أيضا، بتعيين غريفيث، وهو ما يجعل فرص نجاحه كبيرة، فيما يتعلق بإعادة أطراف الصراع إلى المفاوضات.
وكانت الأمم المتحدة، قد أعلنت بشكل رسمي، منتصف الشهر الماضي، تعيين البريطاني، مارتن غريفيث، كمبعوث خاص لليمن، خلفا لسلفة الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ.
وهذا المبعوث الجديد، لديه خبرة واسعة في حل النزاعات والتفاوض والوساطة والشؤون الإنسانية، حسب مصادر أممية، وهو ما قد يجعل فرص نجاحه تبدو أكبر من سابقه.
وسبق أن رعت الأمم المتحدة منذ منتصف العام 2015 ثلاث جولات مفاوضات، بين الأطراف اليمنية، من أجل حل الأزمة، غير أنها تعثرت في الوصول إلى حل يرضي مختلف أطراف النزاع.
وتشهد اليمن منذ نحو ثلاثة أعوام حربا عنيفة بين القوات الحكومية الموالية لهادي المسنودة بطيران التحالف العر بي، من جهة، ومسلحي الحوثي والقوات الموالية لهم، من جهة أخرى، مخلفة عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، و3 ملايين نازح في الداخل، حسب تقديرات للأمم المتحدة، إضافة إلى تسببها بتفشي ظاهرة الفقر وانتشار للمجاعة في عدة مناطق بالبلاد.