مظاهرات نادرة واعتقالات بالمئات بعد اختفاء “الغاز المنزلي” فجأة.. ما الذي يحدث في صنعاء؟!
عشرات المعتقلين من المتظاهرين ومئات التجار في السجون.. أسباب أزمة الغاز وارتفاع سعره
يمن مونيتور/صنعاء/خاص:
خرج عشرات المتظاهرين اليمنيين في صنعاء، احتجاجاً على غلاء أسطوانات الغاز حيث ارتفعت ضعفين خلال أيام، لكن جماعة الحوثي واجهت الاحتجاج النادر بالقمع واعتقلت العشرات.
وتأتي الأزمة على وقع اعتقال أكثر من 600 تاجر من مُلاك محطات الغاز والأفران في صنعاء، حسب مصادر أمنية في حكومة الحوثيين تحدثت لـ”يمن مونيتور”، اليوم الأحد.
وانطلقت شرار الغضب ضد جماعة الحوثي من حي الزراعة والأحياء المجاورة له (قرب ساحة التغيير التي شهدت إسقاط نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح)، كمطالبات سلمية للحصول على مادة الغاز ليجد المتظاهرون ثلاثة أطقم عسكرية تعتقل الشباب المشاركين في المظاهرة وتسوقهم إلى أطقم عسكرية بتهمة أحداث شغب.
وقال سكان الحي لمراسل “يمن مونيتور”: إن الأطقم العسكرية التابعة لوحدات النجدة اعتقلت عشرات المواطنين وتم احتجازهم في أقسام الشرطة وحتى الساعة (22:25) مساء اليوم لم يتم الإفراج عنهم.
وحذرت عائلات هؤلاء المعتقلين من تلفيق التهم لهؤلاء المعتقلين الذين طالبوا بأبسط مقومات العيش- حسب تعبيرهم.
وارتفعت أسعار أسطوانة الغاز عبوة 20 لتر إلى عشرة آلاف ريال بعد أن كانت الأسبوع الماضي ب3000 ريال (الدولار=500 ريال في السوق السوداء).
وتحدث عائلة واحدة على الأقل لـ”يمن مونيتور” أنها لا تعرف مكان اثنين من أبنائها حتى الآن.
ونقل مراسل يمن مونيتور في صنعاء أن خط المطار شهد اليوم الأحد تجمهر سائقي المركبات التي تعمل بمادة الغاز شارع المطار بمنطقة دارس لمدة ثلاث ساعات من الساعة 10 -11.30 أمام نقطة بيع الغاز احتجاجاً على عدم فتح المحطة وبيع ما فيها من مادة الغاز الذي يقوم التجار بتكديسه ورفضهم بيعه بأسعار ثلاثة الف ريال للأسطوانة سعة عشرين لتر؛ ما تسبب بفوضى مرورية وانقطاع الطريق أمام مئات السيارات تدخل فيها مسلحين ينتمون للجماعة لفك التجمهر.
وأحرق متظاهرون أمام مبنى أمانة العاصمة الإطارات حيث نفذ عشرات احتجاجاً غاضباً أمام المبنى لكذب أمين العاصمة المعين من الحوثيين “حمود عباد” بأن الأسطوانة ستتوفر ب3000 ريال. وانتشر الحوثيون مدججين بالأسلحة خشية حدوث أعمال شغب.
وقال يحيى أحمد، سائق باص يعمل في توصيل طلاب المدارس الخاصة لـ”يمن مونيتور” اضطررت إلى تعبئة الباص بعشرة آلاف ريال لعشرين لتر فقط لأني مضطر وملتزم بعملي ولا استطيع التخلي عنه لأني موقع على عقد عمل.
مضيفاً: ان المحطات التي باتت تبيع بأسعار خيالية وجنونية تفتح في ساعات متأخرة من الليل وتبيع بهذه الأسعار مستغلة حاجة الناس من هذه المادة وخشية مصادرتها – من سلطات الحوثيين – والاحتفاظ بها لهم.
وقال مسؤول في مكتب الصناعة والتجارة بأمانة العاصمة لـ”يمن مونيتور” فضل عدم الكشف عن هويته: إن جميع أقسام الشرطة ممتلئة بالتجار حيث سجل اليوم الأحد ما يقارب 200 مسؤول ومالك للمحطات اعتقالهم وهم من تجار الغاز الرافضين مقترحاً – للحوثيين- بيع الأسطوانة للمستهلك بسعر ثلاثة آلاف ريال.
مضيفاً: إن هؤلاء التجار يقولون إن ارتفاع سعر مادة الغاز هو ناتج عن فرض سلطات الحوثيين رسوماً غير قانونية عليهم وقيامهم بدفع مبالغ تحت مسميات مختلفة، فضلاً عن تعرضهم للابتزاز من الحواجز التابعة للحوثيين والمنتشرة من مأرب إلى صنعاء.
مشيراً إلى أن ما يقارب 520 أصحاب محلات أفران تم اعتقالهم لمخالفتهم أيضاً الأوزان وطريقه البيع ورفضهم الالتزام ببيع كيلو الخبز بـ280 ريال.
ووصل سعر الأسطوانة الغازية في مناطق يسيطرون عليها إلى عشرة آلاف ريال في أقل من ثلاثة أيام، بعد أن كانت تباع 4600 ريال، قبل افتعال الأزمة الأخيرة، ما تسببت ولأول مرة بخروج متظاهرين منذ مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، لأن العيش تحت سلطات الحوثيين أصبح غير ممكناً حسب تصاريح المواطنين في مناطق سيطرة جماعة الحوثي.
ولليوم الخامس على التوالي تشهد مواقع محطات تعبئة الغاز، سلاسل بشرية طويلة، بعد أن تضاعف سعره في السوق السوداء والمحطات الرسمية، وسط هلع شديد لدى المواطنين.
وحسب مصادر في شركة الغاز اليمنية فإن تكلفة الأسطوانة عشرين لتر لا يتجاوز 1050 ريال من مأرب.