كتابات خاصة

هل علينا أن نقرأ كل شيء؟

محمد العليمي

ليس بالضرورة أن يكون الكاتب أو الروائي أو المثقف مطلعا على هذا الكم الهائل من الأسماء والكتب والمؤلفات والعناوين الجيدة والرديئة، وإن كان من الأفضل أن يكون نهما في القراءة والاطلاع ومتابعة ما يكتبه الآخرون، لكن من الصعب أن يطلع على أغلب ما يدور وخاصة في مجال الأدب..

سألني صديق هل قرأت كتاب كذا ؟ فقلت له لا للأسف، فقال لي وكتاب كذا، فقلت له أيضا لا، وعدد لي بعض الكتاب الذين لم أقرأ لهم وبعضهم في الحقيقة لم أسمع به.. وعندما كانت إجابتي أنني لم أقرأ لهؤلاء الكتاب، استغرب وقال: رغم قراءتك الواسعة في الأدب إلا أنك لم تقرأ لهؤلاء..
في الحقيقة أن صاحبي ذكر أسماء كتاب ومؤلفين ليس لهم حضور كبير في الساحة الثقافية والأدبية ولم تكن لهم أعمال ذائعة الصيت والأدب والثقافة هي بحر كلما قرأت تشعر أنك بحاجة للمزيد، بل على مستوى الكاتب ذاته فإنك تقرأ لكاتب معين نفس العمل عدة مرات وتشعر في كل مرة أنك لم تقرأه بشكل كافٍ، لأن الأدب قراءة نهمة لإشباع تلك الدودة التي قال عنها يوسا إنها بحاجة للإشباع الدائم والتغذية المستمرة..
ثم أضفت قائلا لصديقي:
ليس بالضرورة أن يكون الكاتب أو الروائي أو المثقف مطلعا على هذا الكم الهائل من الأسماء والكتب والمؤلفات والعناوين الجيدة والرديئة، وإن كان من الأفضل أن يكون نهما في القراءة والاطلاع ومتابعة ما يكتبه الآخرون، لكن من الصعب أن يطلع على أغلب ما يدور وخاصة في مجال الأدب.. العمل الأدبي يتم محاكمته بناء على ذاته وليس على ما قرأ صاحبه أو كاتبه..
كان الروائي الاسباني الكبير بورخيس يقول إنه منذ بلغ الأربعين عاما فإنه لم يعد يقرأ كتابا واحدا لرجل لازال حيا، بل كل الكتب التي كان يقرأها هي لأناس كانوا قد غادروا الحياة، ويعيد كتبهم مرارا وتكرارا..
أتذكر مقابلة لأدونيس ربما في عام 2009 أو 2008 عندما سألته المذيعة ما رأيك بروايات أحلام مستغانمي قال للأسف لم أقرأ أحلام مستغانمي حتى الآن، وعندما قالت له المذيعة هل يُعقل ذلك؟ قال شغلني الشعر عن قراءة أشياء كثيرة، ولذلك لم أتمكن من قراءة أحلام مستغانمي رغم أن أحلام مستغانمي لها حضور طاغٍ منذ ثلاثة عقود في الساحة العربية والعالمية.
عندما التقيت أدباء كبار وكنت أسألهم عن أعمال كبيرة لأدباء عالميين كبار لم أكن أستغرب حين كان جوابهم بالنفي رغم أنها أعمال كبيرة وتستحق الاهتمام لكن في الأخير هذا هو الأدب، بحر واسع ومهما قرأت فإنك تظل وسط هذا البحر الذي لا شاطئ له..
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى