فحب الوطن فرض واجب على كل من تطأ قدمه أرضه وينعم برحابه حيث تجتمع الأضلاع التي تحيط على قطعة مرنة تدعى القلب، هناك شيء عظيم لا يحيطه التجاهل من بين يديه ولامن خلفة، شيءٌ اسمه الحب الوطني، أو حب الوطن.
فحب الوطن فرض واجب على كل من تطأ قدمه أرضه وينعم برحابه، وهو فريضة على كل من يتنفس هواءه من فوق أرضه وتحت سمائه.
لكن ثمة فرق عظيم بين حب الوطن والتظاهر بالحب له، فهناك من يتظاهرون بحب الوطن لمآرب أخرى بذواتهم، وثمة من يحب الوطن الحب الحقيقي، بغض النظر عن أي انتماء لهم في الوطن، يحبون الوطن بقلوبهم البيضاء، وأعمالهم البريئة التي تخجل منها الجباه عن أن تصفها لعظمتها.
فاليمن لديهم ليست تلك المنطقة المعينة التي تقطن في هذه الجزيرة، ولكنها هذه المساحة العيظمة التي تربعت فوق عرش قلوبهم وهم يبتسمون، ويسعدون ويضحون ويبذلون الغالي والنفيس لها ومن أجلها.
وطني الحبيب، لك الحب حتى ترضى، والوفاء بعد الرضى، والإخلاص لك في الآخرة والأولى.
لك الحب بعدد حبات رمالك التي تعفرت بدماء الشهداء والجرحى وهم يهتفون، الله أكبر، ونفديك يايمن، وبعدد الرمال التي لاتزال تتنفس الحرية، معلنةً أن لاانهزام مادمنا نحمل قيم الحرية والعدالة والكفاح من أجل وطن خال من العبودية والذل والمآسي، وإعادة البلاد، لعهود سابقة مؤسفة.
تعبيرنا عن الحب لك أيها الوطن مختلفٌ ألوانه، فمنه ما يكون توجعاً تحت ضغط الآه، ومنه ما يكون صرخاً ونحيباً وفقدان، وثمة ما يكون بابتسامة بيضاء تصدر من طفل صغير السن عندما يسمع خبر تحرير منطقة من مناطقك الأبية، ثم ينادي أمه أن تصنع له مشعلاً ليخرج به متباهياً، يعلن للجميع أننا ننتصر والنصر الحتمي قريب، ومنه ما يكون دعاءً من عاجز عن الجهاد.
وأما البارز والأعظم فهو حب المكافحين الصامدين لك، الذين يضحون بأنفسم وأموالهم مقابل حياة كريمة لأهلك وكرامة لثراك الطهور.
وطني الحبيب، لك الحب حتى ترضى.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.