القنابل تتساقط وسكان الغوطة الشرقية بسوريا ينتظرون الموت
قال سكان في الغوطة الشرقية بسوريا يوم الأربعاء إنهم “ينتظرون دورهم في الموت” في واحدة من أعنف عمليات القصف التي تنفذها القوات الحكومية في الحرب الأهلية السورية على الجيب المحاصر الذي تسيطر عليه المعارضة قرب العاصمة.
يمن مونيتور/بيروت (رويترز)
قال سكان في الغوطة الشرقية بسوريا يوم الأربعاء إنهم “ينتظرون دورهم في الموت” في واحدة من أعنف عمليات القصف التي تنفذها القوات الحكومية في الحرب الأهلية السورية على الجيب المحاصر الذي تسيطر عليه المعارضة قرب العاصمة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتابع مجريات الحرب إن عشرة أشخاص على الأقل من قرية واحدة قتلوا وأصيب أكثر من 200 في وقت مبكر من صباح يوم الأربعاء. وقتل 296 شخصا على الأقل في الصراع خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وتابع المرصد أن 13 جثة أخرى منها جثث خمسة أطفال انتشلت من تحت أنقاض منازل دمرت يوم الثلاثاء في قريتي عربين وسقبا.
والغوطة الشرقية وهي منطقة زراعية كثيفة السكان على مشارف دمشق هي آخر منطقة تسيطر عليها المعارضة قرب العاصمة.
وتحاصر القوات الحكومية المنطقة التي يقطنها نحو 400 ألف شخص منذ سنوات.
وأصبح تكثيف الغارات الجوية منذ يوم الأحد واحدة من أعنف عمليات القصف في الحرب الأهلية السورية التي دخلت عامها الثامن.
وأظهرت صور لرويترز التقطت في الغوطة الشرقية يوم الأربعاء رجالا يبحثون وسط الأنقاض والمباني المدمرة ويحملون أشخاصا ملطخة ثيابهم بالدماء إلى مستشفى ويتحركون بحذر في شوارع تغطيها الأنقاض.
ونددت الأمم المتحدة بالهجوم على الغوطة الشرقية التي أصاب فيها القصف مستشفيات وبنية أساسية مدنية أخرى ووصفته بأنه غير مقبول كما حذرت من أن القصف قد يصل إلى حد جرائم الحرب.
وتابع المرصد، ومقره بريطانيا، أن وتيرة القصف تباطأت أثناء الليل فيما يبدو لكنها تصاعدت من جديد صباح يوم الأربعاء. وأطلقت قوات موالية للحكومة مئات الصواريخ وأسقطت البراميل المتفجرة من طائرات هليكوبتر على البلدات والقرى بالمنطقة.
وقال بلال أبو صلاح (22 عاما) أحد سكان بلدة دوما كبرى بلدات الغوطة الشرقية “ناطرين دورنا لنموت. هيدي العبارة الوحيدة اللي فيني قولها”.
وأضاف “كل الناس أو معظمها عايشة بالملاجئ. كل بيت في خمس أو ست عيل (عائلات). ما في أكل ولا أسواق”.
وزوجة أبو صلاح في الشهر الخامس من الحمل في طفلهما الأول. ويخشى الاثنان أن يتسبب فزعها من القصف في إجهاضها.
وقال اتحاد منظمات الإغاثة والرعاية الصحية وهو مجموعة من المنظمات الأجنبية التي تمول مستشفيات في مناطق تسيطر عليها المعارضة في سوريا إن ثماني منشآت طبية في الغوطة الشرقية تعرضت للهجوم يوم الثلاثاء.
وتقول الحكومة السورية وحليفتها روسيا التي تدعم الأسد بالقوة الجوية منذ 2015 إنهما لا تستهدفان المدنيين. كما ينفي الجانبان استخدام البراميل المتفجرة التي تدين الأمم المتحدة استخدامها.
* تحذيرات
قال قائد في تحالف يقاتل لصالح حكومة الأسد لرويترز ليل الثلاثاء إن القصف يهدف إلى منع المعارضين من استهداف الأحياء الشرقية من دمشق بقذائف مورتر. وقد تعقبه حملة برية.
وقال القائد “حاليا تمهيد ناري.. بعد ما بلشوا (لم يبدأوا) هجوم. الهدف الأول منع المسلحين من الاستمرار في استهداف أحياء دمشق الشرقية”.
وقالت وسائل إعلام رسمية إن مقاتلي المعارضة يطلقون أيضا قذائف المورتر على أحياء في دمشق قرب الغوطة الشرقية مما أسفر عن إصابة شخصين يوم الأربعاء. وأسفرت قذائف مقاتلي المعارضة عن مقتل ستة أشخاص على الأقل يوم الثلاثاء.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في وقت متأخر من مساء يوم الثلاثاء “أصيبت مناطق سكنية وفنادق في دمشق وكذلك المركز الروسي للمصالحة السورية في قصف شرس من الجماعات المسلحة غير الشرعية من الغوطة الشرقية”.
والغوطة الشرقية واحدة من “مناطق عدم التصعيد” التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في إطار جهودها الدبلوماسية. لكن الهدنة لا تشمل جماعة مسلحة كانت تابعة لتنظيم القاعدة في السابق ولها وجود صغير في المنطقة.
وأثارت الأوضاع في الغوطة الشرقية المحاصرة منذ 2013 قلق وكالات الإغاثة على نحو متزايد حتى قبل الهجوم الأخير إذ يتسبب نقص الغذاء والدواء وغيرهما من الضرورات الأساسية في المعاناة والمرض.