جوهر النضال منذ الأزل هو استقلال الذات من الوصاية، والعكس هو الارتماء في حضن العمالة والارتهان والتبعية مهما كانت المبررات ونمقت بالوصفات.
وصف لنا خبراء العالم في تقريرهم ألأممي حجم المشكلة بفقدان البوصلة والتسليم الكامل للتحالف ، وفقدان الذات والسيادة واستقلالية الخيار والقرار، بانهيار الدولة وتفريخ كيانات صغيرة هشة تنفذ أجنداتهم غير قادرة على الحسم.
ما نحتاجه هو استعادة الذات، أم الأرض ثابتة بثبات الذات عليها، أذا استعدنا الذات استعدنا الأرض، واستعادة الذات هي خطوة أساسية للتغيير، والتحرر من الماضي ومخلفاته وآثاره، استعادة الذات هو الخروج من قفص الوصاية والارتهان، لنستعيد السيادة وحق الاختيار والقرار.
جوهر النضال منذ الأزل هو استقلال الذات من الوصاية، والعكس هو الارتماء في حضن العمالة والارتهان والتبعية مهما كانت المبررات ونمقت بالوصفات.
منهجنا في الحياة، نعاركها ونجابه مفاجآتها ونتصدى لانحراف البوصلة عن الهدف والقيم والمبادئ، حتى لا نصير ضحايا الشطط والحماس المنفلت، حتى لا نرتمي في وحل انتهاكنا لبعض، ونكون صورة أقبح مما رفضناها.
من بواعث النجاح بناء وتشييد استقلال نفسي ينأى بنا عن مؤثرات وهواجس سلبية الآخرين التي تنازعك في هذا الاستقرار والتناغم والتصالح الذي تعيشه ذاتك الثورية لتتزن نفسيا وذهنيا وتستقل ذاتيا بمعزل عن رغبات وتوترات المحيط المعاكسة وصراعاته العفنة.
القضية العدالة لا تحتاج لتكتيك تحالفات تضر بإستراتيجية النضال، تحالفات مشبوهة بالتبعية والارتهان لأجندات تقيدك وتجعلك مجرد تابع وأداة فاقد استقلالية الذات والسيادة.
فاقد الشيء لا يعطيه، وفاقد الذات والسيادة لا يمكن أن يحقق استقلال، فيسعى للتغطية بوهم النصر الإعلامي، وحشد منافقي الكلمة في خلط الأوراق وكيل وابل من التهم والمغالطات والشيطنة، لتغييب الحقيقة المرة وهي الارتهان وفقدان الذات المستقلة وسيادة القرار والمصير.
الناس تعي حقيقة ما يدور، وتدرك حجم الكارثة، وتستوعب تغييب الحقائق وطمس آثار الجرائم والعبث بحياة الناس والتفريط بدمائهم، وتهريب المجرمين الحقيقيين، وممارسة انتهاك حقوق الناس وحياتهم بحجة الإرهاب العذر الأقبح من الذنب، وفي السجون مشتبه بهم أو ضحايا المؤامرة، بينما المجرمين الحقيقيين في حماية مخرج سيناريو الارتهان.
الفساد هو الجريمة الأخطر الذي يتغلغل في صفوف المرتهنين، يتركونهم ينغمسون به ليشتد حول رقابهم القيد، ليسهل إدارتهم كأدوات مطيعة مذله مهانة، أدوات ضعيفة هشة تؤدي ادوار مرسومه لها، غدا سيكونون ضحايا.
لن يتحرر وطن دون تحرير الذات من الارتهان، حينما تستقل الذات وتتحرر من الماضي ومخلفاته والحاضر وسيناريوهات وأجندات قوى الشر والفتنه فأعلم انك في وطن مستقل ذات سيادة.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.