القنّاص ويوميات الحرب
العين هي الجزء الأهمّ في الحياة كما في الموت. أتراني كقنّاص أستطيع المطالبة بترك عينيّ مفتوحتين حين أموت.
يمن مونيتور/ ضفة ثالثة
صدر حديثا عن دار تموز بدمشق مجموعة “القنّاص” وهي نصوص نثرية للكاتب عباس علي موسى، وهي مجموعة نصوص تُعنى بيوميات الحرب، عبر شخصية القنّاص بكلّ تجلّياتها وتحوّلاتها النفسية، حيث هو يتعامل مع الضحية بدم بارد على عكس المقاتِل في ساحة المعركة.
تتكوّن المجموعة من اثني عشر نصّا، تدور كلّها حول القنّاص، حيث نجده يقول في أحد النصوص:
“الأهبة ذاتها في جسدي وأنا أنامُ وكأنّ الرصاص يجري في عروقي، ما يجعلني مشدودا كوتر في آلة موسيقية، الأفق يبدو بعيدا، فما أحوجني إلى الركض بعيدا، فأمرّن قدميّ على الحياة، كما أمرّن عينيّ على الموت.
العين هي الجزء الأهمّ في الحياة كما في الموت. أتراني كقنّاص أستطيع المطالبة بترك عينيّ مفتوحتين حين أموت، كي يكون لحياتي التي سأتركها خلفي معنى”.
وفي أحد المشاهد يصف القنّاص مشهدا لأطفال الحرب، هو تعبير في العمق الإنسانيّ إلا أنّه للأسف لا يقي هؤلاء الأطفال من هول الحرب، حيث يقول:
“أجمع مئات الشمسيات الملوّنة وأفرّقها على أطفال المدينة، وأعطي أجملها لطفلي: (إن أمطرت رصاصاً فلتحملوها)، وكلّما أرعدت السماء أراهم يجوبون الشوارع بشمسياتهم الملوّنة”.
تقع المجموعة في ثمانين صفحة من القطع المتوسط، وهي المؤلّف الثاني لـ عباس علي موسى، حيث إنّه أصدر مجموعة قصصية بعنوان “شامبو برائحة التفاح” بطبعة خاصة في العام 2017.