تنادى شهداء الثورة السبتمبرية العظمى إلى اجتماع طارىء في الفردوس الأعلى.
(تحية خاصة للصديقة العزيزة
توكل كرمان ورفاقها)
——————————
تنادى شهداء الثورة السبتمبرية العظمى إلى اجتماع طارىء في الفردوس الأعلى.
وأعلنوا اضراباً مفتوحاً عن الطعام إلى أن تتم معاقبة الطاغية يحيى حميدالدين، مؤسس النظام الديكتاتوري الكهنوتي الفاسد في اليمن.
وبعد جدل مستفيض، توصَّل الشهداء العظام إلى قرار حاسم:
إن أفضل عقاب للاِمام الطاغية هو أن يعود إلى اليمن ليرى ما صارت عليه بعد الثورة، وقد خرجت من أقبية القرون الوسطى إلى رحاب القرن العشرين.
عاد الاِمام، ورأى اليمن وأهلها في حال غير ما كانت عليه في عهده.. حتى أن الناس كانوا يمرُّون بجواره غير مهتمِّين به، بل أن بعضهم كان يسخر منه.
ثمّ رأى قصره وقد صار مدرسة.. والرجال الذين ألقى بهم في غياهب السجون قد صاروا يحكمون.
وفجأة جنَّ جنون الاِمام الذي وثب صارخاً: أعيدوني إلى الجحيم.. الجحيم أفضل!
هذا ملخص نص مسرحي كتبه الدكتور عبدالعزيز المقالح يوماً..
وبرغم أن المسرحية لم تُنشر قط، ولم تُعرض على خشبة المسرح.. إلاَّ أنها لا تزال مستمرة العرض على أرض الواقع:
في كل مرة يعود فيها الاِمام إلى اليمن يلقاها في حال أفضل مما كانت عليه في عهده، برغم أن المظالم والمفاسد لا تزال قائمة.. وبرغم أن التجهيل لا يزال سياسة رسمية.. وبرغم أن محاولات طمس معالم الثورة وتاريخها وتضحيات رجالها لا تزال ممارسة يومية من قبل قوى ظلامية تتكالب وتتحالف يوماً إثر يوم.
وفي كل مرة، يصرخ طالباً إعادته إلى الجحيم فهو أفضل.
غير أن الصراخ -هذه المرة- بات مزدوجاً.. فإذا كان الطاغية يرى في أن الجحيم أفضل من عودته إلى اليمن ليراها على هذه الحال.. فاننا أيضاً نرى أن الجحيم أفضل من أن يعود نظام الاِمامة بأيّ شكل من الأشكال.
الاِمامة إلى زوال في كل الأحوال..
لن تعود بأيّ قناع أو لبوس أو مقام أو مقال.. فمصيرها الحتمي هو القبر، أو كهف الظلمات السحيق في أحسن حال.
هذا ما تقوله الجملة الأخيرة -التي لم يكتبها العزيز المقالح- في ختام المسرحية التي لا تزال قيد العرض.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.